القرطاسية ترتفع والسلع تنخفض

الأحد - 18 سبتمبر 2016

Sun - 18 Sep 2016

تجاهلت الأدوات القرطاسية انخفاض أسعار أغلب السلع الاستهلاكية، فتماسك بعضها عند مستوى أسعار العام الماضي، في حين شهدت أنواع أخرى ارتفاعا نسبيا، وعزا متعاملون في القطاع الثبات بالأسعار إلى وجود كميات من البضائع تم شراؤها وتخزينها قبل أن تتأثر بعض القطاعات بتراجع الأسعار.



مخزون العام الماضي



ومن خلال جولة لـ «مكة» أكد أحمد زكريا أحد العاملين في المكتبات المدرسية أن الأسعار باتت ثابتة هذا العام نتيجة لوجود مخزون من العام الماضي، وأن المستثمرين لا يزالون يبيعون بسعر الشراء، لافتا إلى أنه لو كان هناك انخفاض فمن المتوقع أن يكون خلال الفترة المقبلة، إما مع بداية الفصل الدراسي الثاني أو مع دخول العام القادم بعد تصريف الكميات المكدسة من الحقائب ونحوها من أدوات المدارس.



وأضاف زكريا أن التخزين لا يؤثر على المنتجات القرطاسية لذلك فإن المستثمرين لن يلجؤوا إلى تصريفها بالخسارة، كون البضاعة غير خاضعة لتاريخ انتهاء، مشيرا إلى أن هناك أصنافا ارتفعت مقارنة بالعام الماضي كالألوان والحقائب، فمثلا هناك حقائب كانت تباع بـ 70 ريالا والآن تجاوز سعرها 100 ريال، كذلك الألوان التي كانت تباع بـ 10 الآن 12 ريالا، أما الأدوات الأخرى كالممحاة والبراية والتجاليد فأسعارها ثابتة.



وتابع: الموزعون لا يخبرون أصحاب المكتبات إن كانت البضاعة جديدة أم قديمة، لافتا أن الأسعار يحددها الموزع في الغالب.



منافسة محلات الخردوات



من جهته قال محمد العبدالله، مستثمر في قطاع المكتبات والقرطاسيات: هناك تحديات تواجه القطاع منها المنافسة بين القرطاسيات والمحلات ذات البضائع المخفضة «الخردوات»، لذا هناك خياران، إما الخروج من السوق تفاديا للخسائر أو التعويض في البضائع التي قد لا يجدها المستهلك في محلات الخردوات كالحقائب ونحوها من الماركات العالمية.



وأضاف العبدالله أن هناك عاملا مهما يجب أن لا نجهله يتمثل في عصر التقنية والتكنولوجيا الذي لا شك أخذ حصة كبيرة من القطاع، فأصبحت الأجهزة الذكية في كل منزل ومن ثم اعتمدتها بعض الجهات التعليمية، والتي جعلت القلم والمرسم والورق ماضيا لا مكان له، فلم يعد الإقبال كالسابق، وكل عام أقل من سابقه، مما يشير إلى ضرورة تحول المكتبات والقرطاسيات المتخصصة إلى العالم الرقمي، والبحث عن أحدث التقنيات في عمليات التعليم، سواء في المدارس أو الجامعات.



البحث عن البدائل



بدوره قال عضو اللجنة التجارية في غرفة جدة جميل فارسي: القاعدة تفترض أن «المستهلك عاقل ورشيد»، وعندما يواجه غلاء في الأسعار عليه أن يبحث بين المتنافسين عن الأسعار المفتوحة، لافتا أن السلع حين ترتفع لدى مورد معين فإن موردا آخر سينافسه في السعر ويقدم سعرا أقل، وعندها يجب على المستهلك البحث عن البدائل. وتابع فارسي ، من المفترض أن تنعكس الأسعار العالمية والظروف الافتصادية على خفض الأسعار في القطاعات كافة وليس فقط قطاع المكتبات، مطالبا بضرورة مراجعة الأسعار خاصة إن كان الارتفاع غير منطقي.



تكتل التجار المغالين



من جهته اتفق عضو اللجنة التجارية في غرفة جدة الدكتور واصف كابلي في الرأي على أن الظروف الاقتصادية يجب أن تنعكس على أسعار القرطاسيات، لكنه أشار إلى وجود معضلة تتمثل في تكتل بعض التجار للتحكم في الأسعار على الرغم من انخفاض العملة والنفط وأسعار الشحن إلى أكثر من 40%، لافتا إلى أن انخفاض أسعار هذه الخدمات يفترض أن ينعكس على أسعار القرطاسيات بالانخفاض لا بالارتفاع، لذلك نحن نوجه الآباء إلى مراكز بيع الجملة، كما هو في وسط جدة، ونأمل أن يتحدوا ضد كل تاجر يبالغ في أسعاره.



وطالب كابلي بضرورة المراقبة اللصيقة من قبل وزارة التجارة والاستثمار من خلال جولات ميدانية وعدم السماح بالفروقات بين محل وآخر، وتوعية المستهلك بالبدائل، والابتعاد عن أماكن الغلاء التي قد لا تكون زيارتها ضرورية، كون هناك منافسون وتجار يضعون في الحسبان السعر العادل، وللأسف فهؤلاء التجار لا يروجون لمنتجاتهم مقارنة بالمغالين.