بيجماليون والعودة إلى المدارس

السبت - 17 سبتمبر 2016

Sat - 17 Sep 2016

هل قضيت إجازة سعيدة عزيزي المعلم وعزيزي الطالب؟ إن قلت لا، فقد ظلمت نفسك وظلمتني معك. وإذا قلت نعم وحتى وإن كنت تجاملني، سأصدقك. لأن المدة كافية جدا لقضاء وقت ممتع وشيق مليء بالفائدة.



أتذكر، قبل ما يقارب 6 سنوات عندما كنت في أستراليا كان مايكل أحد معلمي الرياضيات أبا مدربا ومعلما في نفس الوقت. فقد كان يشجع الطلبة بشكل كبير ويزرع داخلهم حب التعلم حتى كان الجميع يشتاق لحضور حصصه التعليمية والحديث معه في وقت الفراغ.



من ضمن الأساليب التي كان يتخذها مايكل مع طلبته هو برمجة ذهنه على أن طلبته سوف يجتازون مادته بـ flying colours.



مثال: مايكل توقع بأن يحصل الطالب علوي على درجات عالية، فقام ببرمجة ذهنه على أن علوي سوف يحقق هذه الدرجات خلال فترة دراسته. هنا غالبا ما تكون نتائج التقييم جيدة وفقا لما تصوره المعلم، والعكس صحيح كذلك. فقد يحدث العكس «إن قدر الله ذلك». لا خلاف على أن الطالب قد لا يصل إلى توقعات معلمه، ولكن في الغالب ما يحدث ذلك.



تأثير Pygmalion التوقعات، النظرية الناتجة من دراسة كل من Rosental وJackobsen.. وهو الأثر الذي تحدثه الآراء المسبقة سواء كانت إيجابية أم سلبية.أي كلما كان رأي الشخص إيجابيا عمل على تعزيز فكرته وأسلوبه في تطوير وتعزيز الموقف، لتصبح بعد ذلك النتيجة إيجابية.



العالمان روزينتال وجاكوبسن قاما بدراسة هذه الحالة في إحدى المدارس الابتدائية وكانت النتيجة إيجابية. اعتقد أحد المعلمين بأن عددا معينا من الطلبة سوف يحققون نتائج إيجابية في عامهم الدراسي الحالي (من غير أن يخبرهم بذلك)، وفي نهاية العام كانت النتيجة إيجابية.. كما ذكرنا في مثال المعلم مايكل.



لذلك، أعزائي المعلمين، حاولوا أن تزرعوا أفكارا إيجابية تجاه طلابكم مع بداية عام دراسي جديد ولا تكرهوهم على التعلم. قربوهم من العلم ليتصاحبوا ويتحابوا معه.أختم مقالي بعبارة تم تعليقها في جامعة هارفرد، تقول «ألم الدراسة لحظة وتنتهي لكن إهمالها ألم يستمر مدى الحياة»، فلا تكن السبب وراء إهمال الطالب لدراسته، كن سببا وراء حبه لها.