فاتن محمد حسين

قصة نجاح موسم حج عام 1437

السبت - 17 سبتمبر 2016

Sat - 17 Sep 2016

في تناغم رائع بين كافة قطاعات الدولة رسم خادم الحرمين الشريفين القائد سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - لوحة تميز موسم حج عام 1437؛ فكانت ألوانا زاهية متناسقة تربطها ملامح الإصرار، وعزائم الرجال، وقوة الإيمان بهدف موحد هو راحة ضيوف الرحمن وتسخير كل الإمكانات اللازمة ليؤدوا شعائرهم بيسر وسهولة وأمان.



واستشرف القائد سلمان ملامح النجاح.. باثا تفاؤله منذ اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك عند استقباله السنوي لرؤساء وكبار شخصيات الوفود الإسلامية؛ فأكد في كلمته على: «أن الدين الإسلامي يقوم على العدل والإخاء والمحبة والإحسان..» وهذه المبادئ طبقها أبناء الوطن في تقديم خدماتهم سواء في القطاع العام أو الخاص وطبقها حجاج بيت الله الحرام الذين وفدوا من كل فج عميق، فكان حجا ناجحا بكل المقاييس. فقد ألغيت كل الشعارات السياسية والمذهبية والطائفية التي تقود إلى الغلو والتطرف والتناحر وتمسك الجميع فقط بشعار (لا إله إلا الله محمد رسول الله).



وإذا كانت هذه المبادئ والمرتكزات الإيمانية هي الفصل الأول من قصة النجاح والتميز، فإن الفصل الثاني منها هو: الاستعدادات الجبارة التي قامت بها كافة قطاعات الدولة ولعل الجهود الكبيرة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا في الإشراف المباشر على كافة القطاعات الأمنية: في الأمن العام، الدفاع المدني، القوات الخاصة، قوات الطوارئ، قوات حفظ المنشآت، وما شمل ذلك من استخدام للكاميرات الالكترونية في المشاعر المقدسة وفي الحرم المكي الشريف، التي تصور وتظهر ملامح كل شخص وحتى أرقام لوحات السيارات، وما استخدم من تقنيات في تنظيم الحشود وجعلها تسير في مسارات خاصة تفاديا للتكدس. بل وما استخدم من مسح جوي شامل لمراقبة المشاعر وضمان انسيابية الحركة، كل ذلك ساهم في الحفاظ على الأمن والأمان وهو رهاننا الأول والذي طبقه رجل الأمن السعودي باحترافية بالغة بل كان رجلا إنسانيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.



وأما الفصل الأخير من القصة فهو جميع القطاعات الأخرى الحكومية والخاصة وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية على أعمالهم. كما كان لوزارة الحج بقيادة معالي د. محمد صالح بنتن ومؤسسات الطوافة الدور الأبرز في تقديم الخدمات لضيوف الرحمن والتفاني والتضحية بكل شيء في سبيل راحة ضيوف الرحمن. وقد كان لإعداد وتنفيذ خطة التفويج الدور الأبرز في نجاح التفويج حيث لا يقل الزمن عن 30 دقيقة بين كل فوج والآخر في مؤسسات الطوافة والتزام الحجاج بتلك الخطط نتيجة للتوعية المكثفة لهم.



كما كان لأمانة العاصمة المقدسة دور بارز في إعداد المنشآت والجسور وتجهيزها وإجراء عمليات الصيانة للطرق والمرافق المختلفة والتأكد من سلامتها وأدائها بكفاءة عالية وهذا ما أكده مدير عام إدارة الطرق المهندس زهير سقاط بل إنه تمت سفلتة طرق جديدة وصيانة 23 جسرا بالمشاعر المقدسة بما فيها اللوحات الإرشادية والعلامات المرورية. وتم الاهتمام بالإصحاح البيئي والسلامة حيث جهزت الأمانة أكثر من 23 ألف موظف وعامل لتنفيذ الخطة بالإضافة إلى المحافظة على النظافة في المخيمات، واستحداث آليات لضغط النفايات، وتوفير مخازن موقتة تحت الأرض لاستيعاب النفايات.



وأما دور وزارة الصحة فقد كان رائدا في توفير المستشفيات التي تعمل على مدار الساعة، واستحداث مستوصفات للطوارئ وما أجريت من عمليات جراحية متطورة.. وما تم من نقل حجاج بالإخلاء الطبي وتوفير الأدوية..



هذا فضلا عما تم توفيره من برادات المياه على طول الشوارع في المشاعر المقدسة وفي الحرمين الشريفين وتوفير مراوح برذاذ المياه.. فهل هناك بلد في العالم يقدم مثل هذه الخدمات للقادمين إليه مجانا؟!..



بل ما قامت به اللجان التطوعية مثل: لجنة السقاية والرفادة التي وزعت 12 مليون وجبة وعبوة مياه لضيوف الرحمن، بالإضافة إلى المحسنين الآخرين والذين وصلت سياراتهم لتوفير المياه والعصائر والوجبات للحجاج. وشباب الكشافة ودورهم في إرشاد التائهين خاصة بعد وضع وزارة الحج نظام (السوار الالكتروني) بحيث تظهر جميع بيانات الحاج مما سهل وصولهم لمقارهم.



هذه هي الدولة السعودية تخدم الحجاج بيد وتدافع بيد أخرى وما زيارة صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد محمد بن سلمان للحد الجنوبي إلا للوقوف بجانب إخوانه المرابطين للذود عن الوطن. نعم حج 1437 قصة نجاح.. خاصة بعد غياب من يثيرون الفتنة والضلالة والذين شككوا بقدرة الدولة السعودية على إدارة الحج فكان هذا النجاح ردا قاسيا عليهم.