عبدالحليم البراك

الأرجيلة طريقنا لفهم ما يجري في الشرق الأوسط!

يمين الماء
يمين الماء

الجمعة - 16 سبتمبر 2016

Fri - 16 Sep 2016

هل تذكرون حسني البرزان، وعبارته المشهورة حتى نفهم ماذا يجري في البرازيل؟ يمكن استعارة هذه المقدمة لنفهم نحن أيضا ماذا يجري في الشرق الأوسط، ولكن قبل هذا علينا أن نضع مقدمة لطيفة قبل البدء، وهي أن معظم الشرق أوسطيين، سواء في مصر أو الشام أو الجزيرة العربية والخليج لديهم خبرة واسعة في «الأرجيلة»، ولذلك فإن أقرب الأمثلة هي التي تنبع من الثقافة المحلية، فهي أسرع للفهم والإدراك! وبناء عليه، يمكن فهم ما يجري في الشرق الأوسط على هذا الأساس، وعليه نقول:



- الرأس وهو وعاء يستعمل لوضع التبغ، وفوقه الفحم المشتعل الذي يحرق التبغ. وعادة يصنع من الفخار. وتكون فتحته السفلى صغيرة لتدخل في الأنبوب، أما الفتحة الأخرى فتكون واسعة مع فتحات صغيرة لتحمل التنباك وتسمح بدخول الهواء، والنظام الإيراني الذي يختزل كل المشاكل في المنطقة، هو رأس الأرجيلة، فإذا كان الرأس يحتوي التبغ وفيه القطران والنيكوتين والنكهات وكل شيء آخر ضار؛ فإن النظام الإيراني كل شيء ضار فيه أيضا، فهو الموت والجنون والحرب وعدم استقرار المنطقة، أما الجمر ووقود النار فهم الدواعش والحشد الهالك، فهؤلاء المغفلون (على حد سواء ورغم أنهم طرفا نقيض) إلا أنهم هم الجمر فوق قصديرة إيران النتنة.



- جرة المياه، أو غرفة المياه، وهي وعاء يحمل الماء. وتصنع من زجاج مزخرف. فهم حزب الله، الذي يحاول أن يقنع الناس بأنه الوجه المشرق للبنان المسلوب من أهله، ومع هذا يعود الماء في الأرجيلة مختلطا بكل سوء (رائحة الجمر والتبغ والنيكوتين والماء الآسن والموت والحرب وإيران) فهو حزب الله تماما!



- الأنبوب الذي يحمل الرأس من جهة، ويغطس بالماء من جهة أخرى. وله فتحة جانبية تستخدم لإدخال خرطوم الاستنشاق. ويصنع من معدن، وغالبا يكون قصبة نحاسية وهي الوسيط لكل سوء، ورغم أننا نقوم بتنظيفها فما تلبث إلا أن تعود لتتسخ، هذه إسرائيل، فإسرائيل تُحرق ولا تحترق، ويخدمها الماء البارد تحتها، وتخدم أهدافها إيران في الحجر الجيري الأحمر والقصدير؛ وعليه الدواعش والحشد الهالك!



- الخرطوم (بالعراقي: قمجي أو صوندة) (باللبناني: النبريج) الذي يدخل أحد طرفيه بالأنبوب والطرف الآخر لسحب الدخان واستنشاقه. وهم الحوثيون وعلي صالح في اليمن، فهم مخرجات هذا السوء المتجمع على آلة اسمها «الأرجيلة» العربية في الشرق الأوسط ..



أخيرا وبحسب حسني البرزان، إذا أردنا أن نعرف ماذا يجري في الشرق الأوسط فعلينا أن نعرف كيف تعمل الأرجيلة، وأي أجزائها أسوأ!

عبدالحليم البراك

[email protected]