فايع آل مشيرة عسيري

صحف الغث الالكترونية!

الجمعة - 16 سبتمبر 2016

Fri - 16 Sep 2016

تتحمل وزارة الثقافة والإعلام هذا الكم الهائل من الصحف الالكترونية فلا تكاد تضع في مؤشِّر العم قوقل كلمة «صحيفة» إلا وتظهر العديد من الصحف الالكترونية، هذه الصحف التي ملأت الدنيا وشغلت الناس..



وبنظرة شاملة ومن عدة زوايا لهذه الصحف سنجد فيها «الغث والسمين»، هذا الغث الذي طغى على الجيد وبدأ يعصف بكل شيء بطريقة مبتذلة لدرجة الإسفاف، وبدأ يحتل مساحة كبيرة من الإعلام بطريقة تفتقد للكثير من المهنية والاحترافية على طريقة المنتديات سابقا والتي باتت هي الأخرى من أحاديث الجوى..



هذه الصحف التي تشكَّلت كردة فعل دون تفكير أو تخطيط لقيام هذه الصحيفة أو تلك قامت بطريقة عشوائية دون فريق عمل متخصص يحمل الخبرات والتجارب الإعلامية عبر مؤسسات صحفية معروفة حتى إن البعض بات رئيسا لتحرير صحيفة بين عشية وضحاها وما زال يعيش صدمة المنصب ..



كل هذا الغث وفق تصريح يجيز لها أن تحمل صفة رسمية وتمارس نشاطها الإعلامي!



هذا النشاط الذي بات مكلوما بتقارير ركيكة تفتقد للتخصصية، وأخبار مسروقة حتى باتت بعضها تعيش كالطفيليات، تقتات على غيرها دون أن تجد من يردعها وما أكثرها..!



صحف الغث التي باتت تصدر لنا كتاب رأي عبثا حتى إن المتابع لهذه الصحف يجد ما يسمونه «كاتبا» في كل الصحف الالكترونية..



هؤلاء أجزم بأن أغلب ما يكتبونه أشبه بالكلمات المتقاطعة أو سوالف ليل وطريق سفـر ولو كان هناك معايير للنشر لما وجد لهم كلاما ينثرونه..



صحف الغث التي تأخذ من منبرها الإعلامي طريقا للتعصب القبلي و»المهايطي» حتى إن الكثير منها تسمت بالقبيلة وباتت صحف شيوخ تتابع شيخ القبيلة لحظة بلحظة..



هذا الغث الذي بات يتصدر المشهد عنوة دون ضوابط مقننة تحكمها، فالكثير منها ليس لها إلا اسمها فقط وتدار بطريقة فردية ارتجالية مليئة بالأخطاء اللغوية والإملائية دون أي خلفية إعلامية، فهل بات الحصول على تصريح من وزارة الثقافة والإعلام سهلا جدا، كي نشاهد كل يوم صحيفة الكترونية حتى باتت الصحف كمّا وليست كيفا..؟!



لكم أن تتخيلوا أن في محافظة صغيرة خمس صحف الكترونية تنشر ذات الأخبار، وكأن الهدف هو إنشاء صحيفة حتى يقال لدينا صحيفة ويحمل العضو منهم والأكثر نشاطا هياطيا «جاكيت» مطبوع عليه شعار الصحيفة وبطاقة عضوية تلك الصحيفة المغمورة وبرفقته كاميرا كي يقال له «إعلامي» الغفلة.. ! حتى بات الجميع يحمل صفة الإعلامي ولم يعلموا عنهـا سوى سطحية الفلاشات والمسميات دون عمق المسمى وقوانين المهنة.



ومضة:



قررت وزارة الثقافة والإعلام المضي قدما في تطبيق الأنظمة واللوائح على كل الصحف الالكترونية، ولكن السؤال يبقى قائمـا متى تخلصنا من هذا التهريج الإعلامي؟