اختلق «لا» ولا تختلق أعذارا

الأربعاء - 14 سبتمبر 2016

Wed - 14 Sep 2016

الشخص كثير الأعذار يُهمَّش ولن يؤخذ كلامه على محمل الجد.



لدي مواعيد كثيرة ومشاوير أشتري فيها حاجات البيت، أشغال كثيرة بانتظاري، لم يسمحوا لي بالذهاب، لا أملك المال الكافي، مشغول في البيت والدوام..



لن أملّ وأنا أسرد مثل هذه العبارات والجمل التي تختلقها في كل لحظة وموقف تريد الخروج منه، بينما كل ما تريد قوله هو «لا» منعا للإحراج، الخوف، الفشيلة، القبيلة، سمِّ ما شئت.



كم من المرات التي تريد قول لا في موقف لا تتوافق معه، أو في مجلس يقال فيه ما يُقال ويخالف مبادئك واعتقاداتك؟ كم هي المرات التي يأمرك فيها مديرك بأن تقوم بعمل ليس من مسؤولياتك ولم تستطع قول لا؟ أن ترفض فيها دعوة ولم تقدر؟



عندما تملك مبدأ أو هدفا أو شيئا وتؤمن به، فإنك هنا تستطيع قول «لا» وليس لأحد الحق بأن يطالبك بالتبرير أو الشرح، لا تلم نفسك أو يندم ضميرك عندما تعتقد بأن رفضك لأي شيء ربما يتسبب في جرح أحدهم، لن يتأذى أحد غيرك في الوقت الذي كنت تريد قول «لا» ولم تقلها.



هل أصبح هذان الحرفان صعبيْن لهذه الدرجة وهذا المستوى لكي تدور حول الكلمات وتُشغل عقلك بالبحث عن مخارج لهذا المأزق؟ قل لا أريد، لا أستطيع، لا أقدر، لا أشتهي..



أنت من تجعل حياتك سهلة وكلامك سهلا، وأنت نفسك من يجعل حياتك وكلامك وتبريراتك معقدة.



فلا أنت الذي أنقذت نفسك بعدم قولك لا ولا أنت الذي صدقت في القول ونجوت من الإحراج، خسرت احترامك لنفسك بالتلفيق وخسرت صدقك مع الآخرين، من أجل ماذا؟ أصبحنا نترهب من قول لا!



لن أسرد لك اقتباسات رجال الأعمال والقياديين والناجحين والمبدعين في مجالات الحياة عن أهمية قول لا في حياتهم في الوقت المناسب الذي احتاجوا فيه قولها.



إن إضفاء خاصيّة القوة لكلمة «لا» هي بسبب أنها خاصة بالأقوياء الواضحين المحترمين لوقتهم والمقدرين لذواتهم، أما المترددين والذين ليس لديهم أهداف ولا خطط حياتية أو يومية أو الذين ليس لديهم أولويات فلا يستحقون هذا اللقب.



قول «لا» لا يمت للوقاحة بصلة، قلها ولا تخف.