متحف مكة التراثي.. مقتنيات تاريخية بلا زوار

يفاجأ زائر متحف »قصر الزاهر« بمكة المكرمة، بأنه خاو على عروشه، فلا زوار ولا مرشدين، وموظفوه عددهم قليل، وفي بعض الأحيان يغلق أبوابه بدون أي أسباب، بحسب شهادة سكان الحي المجاور، وعند تجول «مكة» داخل المتحف لم تجد دليلا يعينها على التعرف على تاريخ ومعلومات المتحف والمخطوطات والمجسمات فاعتمدت على الشرح الموجود عند كل ركن.

ويحتوي المتحف الذي يعد من أقدم المتاحف في العاصمة المقدسة، على عدة قاعات منها: قاعة آثار السعودية التي تعرض لوحات وصورا لأهم المعالم الأثرية والتاريخية للمملكة، مثل طرق الحج والمنشآت التاريخية، ومكتشفات الحفريات الأثرية لمختلف المناطق مع بعض القطع الأثرية.

كما توجد أيضا قاعة ما قبل التاريخ وتعرض الإنسان وبيئته الطبيعية في عصور ما قبل التاريخ، وتفاعله معها وأدواته الحجرية، والحقب التاريخية التي مرت عليه وبداية معرفته بالزراعة واستئناس الحيوان، ثم قاعة التاريخ الجيولوجي والطبيعي التي تتناول التاريخ الطبيعي والجيولوجي لمنطقة مكة المكرمة والحياة الفطرية بأنواعها، وقاعة ما قبل الإسلام وتحكي قصة نشأة مكة المكرمة وأسواقها القديمة، والنشاطات الإنسانية كافة، وقصة بناء البيت والأحداث التاريخية مثل رحلة الشتاء والصيف، وحادثة الفيل وعن ديانات العرب قبل الإسلام.

وهناك قاعة السيرة النبوية التي تعرض بعض الإضاءات المشرقة من سيرة أشرف الخلق، رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منذ ولادته حتى وفاته، وقاعة تطور الكتابة وتتناول تطور الكتابة العربية منذ بداياتها، وأنواع الخطوط، وأماكن نقشها في منطقة مكة، وأشهر الخطاطين مع عرض نماذج لهم.

وتعرض قاعة العملات العديد من العملات الإسلامية التي ترجع لفترات إسلامية متعاقبة توضح مراحل سك العملة، وقاعة الحج وهي كتاب مفتوح عن الحج، من حيث الطرق المؤدية إلى مكة مع خرائط وصور لتلك الطرق والقلاع المستخدمة كاستراحات للحجاج، وصور قديمة لرحلات الحج، ومجسم للمشاعر المقدسة، إضافة إلى قاعة عمارة المسجد الحرام التي تعرض المراحل التي مرت بها عمارة المسجد الحرام، بدءا من الخلفاء الراشدين، فالعصرين الأموي والعباسي، ثم الخلافة العثمانية، حتى التوسعات في عهد الدولة السعودية، ومراحل بناء الكعبة المشرفة، وكسوتها مع مجسم للمسجد الحرام.

وتحكي قاعة الدولة السعودية بالكلمة والصورة والخريطة ملحمة تأسيس المملكة العربية السعودية، ثم قاعة التعليم وتحكي عن نشأة التعليم في مكة المكرمة لمختلف العصور وأشهر المدارس فيها.

وإلى جانب قاعة التراث المكي التي تضم العديد من التراثيات المكية «الحجازية»، مثل أدوات البادية والأسلحة القديمة، وأدوات الصيد، والزراعة، والطهي، والإضاءة، والزينة، نوجد قاعة روائع الفن الإسلامي التي تحتوي على مجموعة مختارة من التحف الإسلامية المتنوعة من مختلف بلاد العالم الإسلامي، وهي عبارة عن جرار وأطباق خزفية مزخرفة وشمعدانات نحاسية.