تحذير إسلامي لأوباما: جاستا يحمل بواعث الفوضى

الأربعاء - 14 سبتمبر 2016

Wed - 14 Sep 2016

رفع المشاركون في مؤتمر «الإسلام رسالة سلام واعتدال» في مقر رابطة العالم الإسلامي بمكة بمشاركة الهيئة العالمية للعلماء المسلمين بالرابطة، شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على ما يسر الله على يديه من خدمة إسلامية جليلة للحرمين الشريفين، مشيدين بالخدمات المتميزة المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، ومستنكرين تدخلات إيران السافرة في شؤون الحج.



وأعرب المجتمعون عن تأييدهم الكامل للبيان الصادر عن رابطة العالم الإسلامي والهيئة العالمية للعلماء المسلمين المتضمن التعبير عن بالغ القلق لإصدار الكونجرس الأمريكي تشريعا باسم «قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب».



وحذروا من التكتلات التي تخرج المسلمين عن رايتهم الجامعة وتفرق كلمتهم وتخترق صفهم، وتنافي رسالتهم في سلمها واعتدالها.



ونبه الأمين العام للرابطة رئيس مجلس إدارة الهيئة العالمية للعلماء المسلمين نائب رئيس مؤتمرها العام الدكتور محمد العيسى خلال كلمته الافتتاحية إلى أهمية تعزيز أسباب التلاقي والتآخي الإسلامي، وترجمة الرسالة العالمية والسلمية للإسلام في بعدها الوسطي واعتدالها المنهجي، مشيرا إلى أن فريضةَ الحج تحمل في مضامينها دروسا عديدة في طليعتها التنبيه على أهمية اتفاق الكلمة، ووحدة الصف، تحت شعار واسم ووصف واحد هو الإسلام.



بيان المؤتمر:



محسوبة على نفسها

«من جرى التقول عليهم بأنهم أقصوا المدارس والمذاهب العلمية الإسلامية عن دائرة سنة الإسلام وجماعة المسلمين هم من حفلوا قديما وحديثا برواد تلك المدارس والمذاهب في مؤسساتهم الأكاديمية ليسهموا في تعليم مناهجها الشرعية ويناقشوا أطروحاتها العلمية، وأن الخروج عن هذا الأفق الواسع لا يعدو أن يكون محصورا في أفراد أو مؤسسات محسوبة على نفسها لا سواها، يحصل منها مثلما يحصل من غيرها».



شؤم إيران

«ما صدر عن بعض المسؤولين الإيرانيين من تدخل سافر في شؤون الحج في سياق معتادهم السنوي الذي قصر عن السمو بنفسه إلى أهداف الإسلام العليا، ليكرر من حين لآخر هزائمه المتتالية في تفريق صف المسلمين، ومحاولاته اليائسةَ اختراق وحدة كلمتهم، والنيل من شعارهم، لصرفهم لتبعية شعارات ونداءات دخيلة، تفرق ولا تجمع، وتؤجج ولا تؤلف، لتعميق الكراهية، وإثارة الفتنة، ولم تجن إيران من جرائها سوى أن أصبحت شؤما على كل من اخترقته سياستها الطائفية، حيث ارتبط اسمها بمناطق الصراع وبؤر التأجيج والإرهاب».



الإسلام أولا

«الأسماء المتداولة لبعض المدارس العلمية إنما هي مناهج وصفية فحسب، وليست بديلا عن اسم الإسلام ومظلته الجامعة، وأن التوسع في تلك الأسماء من قبل أهلها أو غيرهم يرسخ المفهوم الخاطئ حولها، فضلا عن مزاحمتها لاسم الإسلام الذي سمانا الله به لا بغيره».



لوازم خطيرة

«فلنحذر أي تكتل يخرج بالمسلمين عن رايتهم الجامعة ليفرق كلمتهم ويخترق صفهم، وينافي رسالتهم في سلمها واعتدالها، كما أن تاريخ الإسلام لم يسجل أي تجمع لإقصاء أي منهم عن سنتهم وجماعتهم، وأن الانجرار لمثل هذه المزالق يمثل سوابق وخيمة على الإسلام وأهله، وأن لتصنيفه المحدث لوازم خطيرة هي شرارة التطرف في خطاب التكفيريين».



وسطية وتسامح

«رسالة الإسلام رسالة عالمية، تدعو للسلم والتعايش والتعاون الإنساني مع الجميع، وتحمل في طياتها معاني التسامح والوسطية والاعتدال، مع استصحاب المعاني العظيمة في تكريم الخالق سبحانه لبني آدم ورحمته بهم، فيما حثت الشريعة الإسلامية في أهدافها الإنسانية على الإحسان لكل كبد رطبة».




تكاتف عربي ضد استهداف المنطقة بجاستا الأمريكي




أعرب كل من مجلس الشورى السعودي والبرلمان العربي والأردن واليمن عن بالغ القلق والأسف لإصدار الكونجرس الأمريكي تشريعا باسم »قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب«، المعرف اختصارا باسم »جاستا«، لمخالفته الواضحة والصريحة للمبادئ الثابتة بالقانون الدولي، خاصة مبدأ الحصانة السيادية التي تتمتع بها الدول.



وأكد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ باسمه ونيابة عن أعضاء المجلس أن هذا التشريع يعد سابقة خطيرة في العلاقات الدولية لأنه يشكل انتهاكا لمبدأ راسخ بالقانون الدولي، وهو مبدأ حصانة الدول من الولاية القضائية، الذي يشدد على عدم جواز إخضاع الدولة لولاية قضاء دولة أجنبية، وهو ما أكدت عليه محكمة العدل الدولية في أكثر من مناسبة.



وعبر آل الشيخ عن الأمل في ألا تعتمد الإدارة الأمريكية هذا التشريع، لأنه في حال اعتماده سيشكل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية ويفتح الباب على مصراعيه للدول الأخرى لإصدار تشريعات وقوانين مشابهة مما يؤدي للإخلال بمبادئ دولية راسخة قائمة على أسس المساواة السيادية بين الدول.



كما ستكون لهذا التشريع انعكاسات سلبية لما يحمل في طياته من بواعث للفوضى وعدم الاستقرار في العلاقات الدولية، وربما يكون سببا في دعم التطرف، المحاصر فكريا، حيث يمنح التشريع المتطرفين ذريعة جديدة للتغرير بأفكارهم المتطرفة.



من جانبه، استنكر رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان إقرار الكونجرس لهذا القانون، معتبرا أنه يتعارض مع مبدأ سيادة الدول وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأكد الجروان أنه يعتبر سابقة خطيرة في مبادئ وأسس العلاقات بين الدول، وهو ما تستنكره ليس فقط الشعوب العربية، بل شعوب العالم كافة.



وأوضح الجروان أن تطبيق هذا القانون سيؤدي لمزيد من التوترات بين الدول ويقوض الحرب الدولية ضد الإرهاب في ظل التبعات الخطيرة المرتبطة بتطبيقه، معربا عن أمله في أن توقف الحكومة الأمريكية مثل هذا القرار حماية لمبادئ القانون الدولي وتحقيقا للمصلحة الدولية.



ودعا الجروان الدول العربية والجامعة العربية إلى المزيد من التكاتف والتعاضد للتصدي لمثل هذه الأجندات التي تحاول زيادة التوترات بالمنطقة.



أما الأردن فأعرب عن قلقه من تبعات هذا القانون لما قد ينتج عنه من انعكاسات سلبية على التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب.



وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني إن هذا التشريع قد يتعارض مع مبادئ المساواة في سيادة الدول والذي نص عليه ميثاق الأمم المتحدة.



وتأمل الحكومة الأردنية أن يعيد الكونجرس الأمريكي النظر في هذا القانون.



ومن عدن، أعربت اليمن عن قلقها لإصدار القانون الأمريكي، وقالت الخارجية اليمنية في بيان للوزير عبدالملك المخلافي أمس «إن اليمن يؤكد أن الالتزام الإرادي للدول هو حجر الأساس في الحرب الدولية ضد الإرهاب والتطرف العنيف»، وهذا التشريع يخالف المبادئ الثابتة بالقانون الدولي، والإخلال به سيكون له انعكاسات سلبية على العلاقات بين الدول.



وأكد البيان أن استهداف وتشويه سمعة دول صديقة للولايات المتحدة من شأنه أن يضعف هذه الجهود ولا يتعين الخلط بين الأفعال المنسوبة لأشخاص معزولين وبين مسؤولية الدول.