حراج المعيصم يأبى التطوير ومقتنياته تجد طريقها للمعارض وصالات المزادات

يأبى حراج المعيصم أمام جهود الجهات الرسمية الحثيثة، التطوير ونقله من العشوائية إلى التخطيط والتنظيم، إلا أن طابعه الشعبي يطغى على كل ملامحه ومعالمه، ليبقى سوقا شعبيا يخدم شريحة البسطاء من سكان مكة المكرمة

يأبى حراج المعيصم أمام جهود الجهات الرسمية الحثيثة، التطوير ونقله من العشوائية إلى التخطيط والتنظيم، إلا أن طابعه الشعبي يطغى على كل ملامحه ومعالمه، ليبقى سوقا شعبيا يخدم شريحة البسطاء من سكان مكة المكرمة

الاحد - 06 أبريل 2014

Sun - 06 Apr 2014



يأبى حراج المعيصم أمام جهود الجهات الرسمية الحثيثة، التطوير ونقله من العشوائية إلى التخطيط والتنظيم، إلا أن طابعه الشعبي يطغى على كل ملامحه ومعالمه، ليبقى سوقا شعبيا يخدم شريحة البسطاء من سكان مكة المكرمة.

للوهلة الأولى يعتقد زائره أنه ميدان يتنافس فيه التجار لشراء وبيع مقتنيات البسطاء ومحدودي الدخل، إلا أنه بعد جولة وبعين خبير يرى أن بعض ما يعرض به يمثل ثروات هائلة إذا أحسن تصنيفه.

الشكل العام لحركة السوق هو شراء الأثاث المستعمل، ثم بيعه بعد تجديده بسعر يصل إلى نصف ثمن الجديد منه، إلا أن معروضات السوق تتضمن أيضا مقتنيات نادرة وسلعا قديمة متنوعة، قد يسرقك الوقت وأنت تشاهدها يقدر ثمنها بأضعاف ما تباع به، أضاعتها العشوائية وعدم إدراك العاملين فيه وضعف ثقافتهم بقيم هذه الأشياء.



تحف نادرة



يتردد على السوق كثيرون من المستهلكين، لكن بعضا منهم يدرك قيمة بعض المعروضات وتاريخها وجوانبها الفنية والأثرية ويشتريها بأبخس الأسعار دون أن يدري بائعها أنها فرصة استثمارية للمشتري الذي يقتنيها في منزله إذا كان هاويا للتحف، أو يبيعها للمعارض المتخصصة في بيع التحف وصالات المزادات.

أحد المترددين والباحثين عن التحف والمقتنيات القديمة في السوق فريد السعيدي يقول، إنه يأتي لحراج المعيصم لقضاء بعض الوقت في التسوق والبحث عن الأشياء النادرة والثمينة، ويرى فيه متعة حقيقية للتسوق، بعيدا عن زخم المولات التجارية، ذات الماركات العالمية، باهظة الثمن.

ويتساءل السعيدي باستغراب عن ما يلاحظه من بعض القطع الأثرية النادرة، والتي تباع بثمن بخس لعدم معرفتهم بها، خلاف ما يراه من كثرة المقيمين الذين يتجولون بالسوق نهارا وينامون بالقرب منه ليلا.



البيع بالخسارة



يوصف بيع الأثاث والأغراض المستعملة إلى التجار في السوق بأنه بيع بالخسارة، يؤكد ذلك سمير الحازمي، الذي أتى لبيع أثاثه المستعمل، وأوضح أن قيمته تساوي خمسة آلاف ريال، وعندما تم الحراج عليه توقف السعر عند 800 ريال، لأن التجار يعرفون جيدا أن من يبيع أثاثه مضطر لذلك، ولن يخرج به من السوق، فلا مكان آخر يمكنه أن يبيعه فيه، وأنه سيتكلف ثمن أجرة النقل دون أدنى فائدة، وبعد أن يفرغ التجار من شراء الأثاث يقيمون مزادا فيما بينهم، ليشتريه من يرسو عليه المزاد وهو يعرف مكسبه منه بعد إصلاحه وتجديده عند عرضه للبيع من جديد.



ممارسات خاطئة



شيخ طائفة دلالي الحراج والخردوات والمتروكات الحكومية ظافر العمري يقول، حراج المعيصم سوق شعبي معظم الباعة فيه سعوديون، وآخرون من الجنسية البرماوية، ويرتاده المقيمون فقط، ولم أشاهد خلال عملي به لـ30 عاما سعوديا يشتري أثاثا من الحراج، فالسعوديون يبيعون ما لا يحتاجونه، ولكنهم لا يشترون منه، ويبقى العميل الأساسي هو المقيم من مختلف الجنسيات، وتراجعت أعدادهم حاليا بعد انتهاء مهلة تصحيح أوضاع العمالة الوافدة وبسبب الحملات والجولات الميدانية والتفتيشية التي تقوم بها الجهات الرسمية، إضافة إلى إغلاق الطريق الرئيس للسوق من جهة كبري المعيصم، لصالح مشروع الدائري الرابع.

وبسؤاله عن أن هناك حراجا أمام عين البائع، تشترى فيه السلع بقيمة معينة، يعقبها حراج آخر على السلعة نفسها، في ما بين تجار الحراج، أفاد، نعم هذا الكلام صحيح وموجود فعلا، بحيث نبدأ في شراء السلع التي تأتينا منوعة في شاحنة واحدة، ومن ثم نقوم بفرزها وتوزيعها من حيث النوع إلى أجزاء، ويتم الحراج على كل جزء منها على حدة، وكل تاجر يشتري ما يخصه، وهذا هو حال السوق منذ القدم.

ويضيف هناك ممارسات غير إخلاقية لدى بعض الجشعين الذين يبخسون الناس أشياءهم ويستغلون اضطرارهم للبيع وهذا ما ننكره تماما، فنحن نعي أن وراء بائع أثاثه سببا اضطراريا، قد يكون لحاجته للمال لشراء دواء أو لديه أمر آخر مهم يحتاج المال له، فلا ينبغي أن تمارس ضده أساليب لا أخلاقية بعيدة عن المهنية، وأوصي نفسي وكل من يمارس البيع والشراء، بأن يتقوا الله ويراعوا حقوق الآخرين، لينالوا بركة الرزق الحلال.

وأوضح بأن لديه أمنية حقيقية يتمنى تحقيقها ألا وهي وجود الشاب السعودي في ميدان البيع والشراء، وتعويض النقص الموجود في الباعة، خصوصا أن فرص الربح كثيرة ومتوفرة في العديد من السلع، والتي قد يقتنيها المشتري بربع ثمنها الحقيقي، والتي من الممكن أن تخدم وقتا طويلا جدا.