حضارتنا التعددية وتعاملنا مع الزمن
الثلاثاء - 13 سبتمبر 2016
Tue - 13 Sep 2016
يقسم علماء الأنثروبولوجيا الحضارات من حيث تعاملها مع الزمن إلى قسمين: حضارات أحادية الزمن وأخرى تعددية الزمن.
الحضارات أحادية الزمن هي الحضارات التي يعطي أبناؤها أهمية كبيرة للزمن ويتعاملون فيها مع الزمن على أنه شيء ملموس حقيقة، يتم توفيره وصرفه وفقده والاستفادة منه كما لو أنه مادة ملموسة. هذا الاهتمام بالزمن ينعكس في تصرفات أبناء تلك الحضارات بالاهتمام بالمواعيد وبتخصيص وقت محدد لكل شيء لا يتداخل مع غيره ولا يكون على حسابه. في هذه الحضارات يفوق الاهتمام بالزمن أي اعتبارات أخرى.
الحضارات التعددية الزمن هي الحضارات التي تتداخل فيها الأوقات فيمتد وقت اللهو على حساب وقت العمل، ووقت الأصدقاء على حساب وقت الأسرة، كما أن المواعيد في هذه الحضارات لا تؤخذ بشكل جدي، فالحضور في الموعد هو الاستثناء والتخلف أو حتى عدم الحضور هو القاعدة. هذا التأخر عن الموعد أو عدم الظهور فيه لا يلزم الكثيرين من أبناء هذه الحضارات حتى على الاعتذار ناهيك عن الحرص على الاتصال المسبق والاعتذار عن الموعد.
في هذه الحضارات التعددية الزمن هناك أولويات تفوق الزمن في الأهمية. أهم تلك الأولويات هم الناس وعلاقاتهم الذين تفوق أهميتهم لدى أبناء تلك الحضارات أهمية أي موعد أو عمل مهما كان نوعه. فضيق الوقت واستعجالك للحاق باجتماع مهم لا يمثل عذرا مناسبا لعدم التوقف لصديق في الطريق وإلقاء التحية عليه وسؤاله عن أخباره وأحواله وأحوال الأهل والأصدقاء.
وحضارتنا العربية حضارة تعددية الزمن، أجمل ما فيها الاهتمام بالناس، إلا أن أسوأ ما فيها هو استخدام البعض لهذا الاهتمام ذريعة لإهمال الزمن، لإهمال الارتباطات والمواعيد والالتزامات الوقتية مع عدم إدراك ما قد يترتب على ذلك الإهمال.
لقد تغير الزمن وتغيرت الأوضاع وتبدلت الأحوال، ونحن في هذا البلد لم نعد ذلك المجتمع البسيط الذي لا يقدم فيه ولا يؤخر تجاوز الساعة والساعتين على موعد. لقد أصبحت الحياة أكثر تعقيدا مما مضى، الأمر الذي يتطلب الالتزام بالارتباطات والمواعيد بدقة متناهية. أصبحنا في عصر مؤسسات تستوجب الاهتمام بالزمن لضمان فاعليتها، ومصانع إن تأخر فيها عامل عن خط الإنتاج دقائق معدودة تعطل خط الإنتاج بأكمله ويترتب على ذلك تعطيل لبقية خطوط الإنتاج وخسارة للمصنع وتأثير على اقتصاد البلد برمته وكل ذلك بسبب دقائق.
إن الاهتمام بالزمن لا يعني مطلقا إهمال الناس وعدم الاهتمام بهم، فالاهتمام بالناس جزء لا يتجزأ من شخصيتنا العربية، فالأساس الترابط والقاعدة التراحم، إنما اتخاذ الناس والعلاقة بهم ذريعة لعدم الانضباط وإهمال المواعيد والتلاعب وعدم الانضباط فهذا ما نرفضه وترفضه قيمنا.
[email protected]
الحضارات أحادية الزمن هي الحضارات التي يعطي أبناؤها أهمية كبيرة للزمن ويتعاملون فيها مع الزمن على أنه شيء ملموس حقيقة، يتم توفيره وصرفه وفقده والاستفادة منه كما لو أنه مادة ملموسة. هذا الاهتمام بالزمن ينعكس في تصرفات أبناء تلك الحضارات بالاهتمام بالمواعيد وبتخصيص وقت محدد لكل شيء لا يتداخل مع غيره ولا يكون على حسابه. في هذه الحضارات يفوق الاهتمام بالزمن أي اعتبارات أخرى.
الحضارات التعددية الزمن هي الحضارات التي تتداخل فيها الأوقات فيمتد وقت اللهو على حساب وقت العمل، ووقت الأصدقاء على حساب وقت الأسرة، كما أن المواعيد في هذه الحضارات لا تؤخذ بشكل جدي، فالحضور في الموعد هو الاستثناء والتخلف أو حتى عدم الحضور هو القاعدة. هذا التأخر عن الموعد أو عدم الظهور فيه لا يلزم الكثيرين من أبناء هذه الحضارات حتى على الاعتذار ناهيك عن الحرص على الاتصال المسبق والاعتذار عن الموعد.
في هذه الحضارات التعددية الزمن هناك أولويات تفوق الزمن في الأهمية. أهم تلك الأولويات هم الناس وعلاقاتهم الذين تفوق أهميتهم لدى أبناء تلك الحضارات أهمية أي موعد أو عمل مهما كان نوعه. فضيق الوقت واستعجالك للحاق باجتماع مهم لا يمثل عذرا مناسبا لعدم التوقف لصديق في الطريق وإلقاء التحية عليه وسؤاله عن أخباره وأحواله وأحوال الأهل والأصدقاء.
وحضارتنا العربية حضارة تعددية الزمن، أجمل ما فيها الاهتمام بالناس، إلا أن أسوأ ما فيها هو استخدام البعض لهذا الاهتمام ذريعة لإهمال الزمن، لإهمال الارتباطات والمواعيد والالتزامات الوقتية مع عدم إدراك ما قد يترتب على ذلك الإهمال.
لقد تغير الزمن وتغيرت الأوضاع وتبدلت الأحوال، ونحن في هذا البلد لم نعد ذلك المجتمع البسيط الذي لا يقدم فيه ولا يؤخر تجاوز الساعة والساعتين على موعد. لقد أصبحت الحياة أكثر تعقيدا مما مضى، الأمر الذي يتطلب الالتزام بالارتباطات والمواعيد بدقة متناهية. أصبحنا في عصر مؤسسات تستوجب الاهتمام بالزمن لضمان فاعليتها، ومصانع إن تأخر فيها عامل عن خط الإنتاج دقائق معدودة تعطل خط الإنتاج بأكمله ويترتب على ذلك تعطيل لبقية خطوط الإنتاج وخسارة للمصنع وتأثير على اقتصاد البلد برمته وكل ذلك بسبب دقائق.
إن الاهتمام بالزمن لا يعني مطلقا إهمال الناس وعدم الاهتمام بهم، فالاهتمام بالناس جزء لا يتجزأ من شخصيتنا العربية، فالأساس الترابط والقاعدة التراحم، إنما اتخاذ الناس والعلاقة بهم ذريعة لعدم الانضباط وإهمال المواعيد والتلاعب وعدم الانضباط فهذا ما نرفضه وترفضه قيمنا.
[email protected]