شاهر النهاري

رسالة إلى الشعب الإيراني

الثلاثاء - 13 سبتمبر 2016

Tue - 13 Sep 2016

كشفت صحيفة الشرق الأوسط السعودية، عن ضبط 100 عنصر استخبارات إيراني ضمن بعثة الحج العراقية القادمة إلى مكة بجوازات سفر مزورة!.



وأنا هنا أريد أن أخص الشعب الإيراني بمقالي، وكم أتمنى لو أن لدي القدرة على صياغته باللغة الفارسية، ليقرأ ويفهم مشاعري أفراد الشعب، وليست حكومتهم، التي تسببت في سوء أحوال جيرتنا، بعشق للأسرار، وكره للضياء، والبحث بمنظار المكائد عن شعرة خلل ولو في عرض السماء النقية، حتى أتعبت ومزقت معظم العالم العربي بمطامعها وشرورها، وثورتها الخمينية؛ ومبتدئة بإرهاصات عظيمة على الداخل الإيراني، ثم تلغيم دول الجوار، وتحطيم جسور الجيرة الممتدة على طوال القرون الماضية بين الشعبين الفارسي والعربي اللذين يجتمعان على كلمة لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وكون ما دونها يختص بعلاقة الفرد بربه، ولا شك أن الفرد الإيراني المتزن الحكيم، يستطيع فهم ذلك، والشعور بكل تلك الشرور بأنه النقطة الأضعف، والخاسر الأكبر، بدليل ما يحدث فوق رأسه المنحنية من تسلط وعنجهية وشيطانية، وإجبار على تبني المبادئ الثورية، بمفهوم القطيع، ينفذون ولا يسألون، ويتحفزون على العداء، وتعزيز الخلاف، وتضخيمه، وإهمال نقاط التلاقي الجلية، ووصد أبواب الحوار، وطمس الصور والمعالم بالسواد.



الشعب الإيراني مثله مثل جميع الشعوب المسلمة، له الحق بالعيش الكريم، وأن يكون محبوبا مقدرا بين شعوب الجيرة، وعنوانه السلام، وأن يمتلك الحق في أن يذهب معظم دخل دولته إلى ترقية أحوال التعليم والصحة وتأمين الأحوال المعيشية لهم كشعوب تعيش الآن، لا يجب أن تعاني، وتموت ألف مرة لانتزاع حقوق بسيطة، وبصيص حرية لا يريدها الملالي.



العقول الإيرانية تهاجر رغم ما يمتلكون من خيرات عظيمة في بلدهم، بمعاناة ربط الحزام، والقمع والقهر والخمس، وتحول بلدهم إلى معسكرات.



هل الحضارة مفاعل، وأسلحة، وأحزاب مقاتلة، وتجمعات شعبية، ودسائس وفتيل، وثورة، أم إنها عوامل رخاء وعلاقات إنسانية ورقي، ومصالح مشتركة لعمارة الأرض؟!.

أعلم أن كلامي هنا قد لا يعجب بعض فئات شعوبنا العربية، ممن يرون أن المستقبل، لا يكون إلا بفناء المقابل، حتى ولو كان الخلاف معه مجرد اختلاف في الفكر، أو العقيدة، أو المذهب!.

ولكني أتكلم اليوم بلسان الأواسط المتزنين من العرب، وممن لا يخلطون بين ما تفعله الحكومة الإيرانية، وما يجب أن يؤمن به الشعب الإيراني من سلام نتمنى حدوثه له ولشعوب الجوار.



الشعوب العربية يجب أن تفصل بين السياسة والمذهب، وألا تضع الشعب الإيراني في خانة حكوماتهم المتعجرفة المتعاقبة، فلا نطالبهم بأكثر مما نطلبه من سائر الشعوب المسلمة، وأن نتفهم أوضاعهم المحلية، والعالمية، وحقوقهم كمسلمين بالمشاركة في مواسم الحج، وتأدية المشاعر بيقين وسكينة، وتواصل روحي مع الرب، لا دنيا فيه، ولا خداع، ولا تقية، ولا سياسة ولا مؤامرات وأحقاد، وانتقام، وعبث.



السعودية أخت مسلمة تقوم بالواجبات، لعموم الحجاج، دون انتظار لرد فضل منهم، وهذا على اعتبار أنها سادنة البيت الحرام، والقائمة على وفادة ورفادة الحجيج، أيا كان جنسهم، أو لونهم.

وعلى الشعب الإيراني تفهم ذلك، والعودة للعقل، والمنطق، والحق، وحفظ حقوق الإسلام، وحقوق الجيرة، ودون الفرح بالخلافات والدسائس، والاستمرار في حروب دائمة.



[email protected]