النيرة غلاب المطيري

في عينيه يحتضن الوطن

الاثنين - 12 سبتمبر 2016

Mon - 12 Sep 2016

إلى ذلك الحارس الأمين القابع على الحدود، يا من في يده يحمل سلاحه ببسالة، وفي عينيه يحتضن وطنا، إلى ذلك الجندي الذي حمل هم الأمانة وأثقل كاهله عظيم شأنها، في عينيه تلمح بريق أمل ونشوة نصر، يحمل سلاحه بكل روح عالية، ينظر إلى زملائه بحب وهو ينشد بحماس أناشيد النصر متوعدا بأعداء الوطن، لا هم له سوى حماية وطنه ولو كلفه ذلك الأمر حياته، يعلم يقينا أن الموت في سبيله شرف وأمنية غالية يتمناها الكثير، وحسن خاتمة يدعو بها الصالحون، ترك عائلته وأحبابه وهو يعدهم وعد الأبطال بأن هذا الوطن في روحه وقلبه، ولن يفرط بالذود عنه ثانية واحدة، وعد ابنه الصغير بأن أباه سيعود إليه في القريب العاجل وهو يزف له بشائر النصر ليزرع في قلبه الصغير البذرة الأولى من المواطنة الصادقة بأن أغلى ما يملكه الإنسان في هذه الحياة هو وطنه، رمز هويته وانتمائه، وليؤكد لوالدته بأن دعاءها في سجودها «اللهم اجعل ذريتي مصدرا لفخري واعتزازي» قد استجابه المولى، فهو في معركة عظيمة لا يخوض غمارها إلا الأبطال، ولا يتحمل شدائدها إلا خير الرجال، حمل سلاحه وقبله حمل معه أمنيات أمة وآمال شعب وقطع وعودا بأنه لن يعود إليهم إلا وهو محمل بأمجاد النصر بعد توفيق الله ومعونته.



هذا الجندي المرابط على الحد الجنوبي هو ينبوع من العطاء، ومداد لا ينفد من الهمة العالية والوطنية الصادقة، يعرف جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه من حماية دين هو خير الأديان، ووطن لا يقدر بالأثمان، وشعب يعتبره أغلى كيان.



ونحن الآمنون في بيوتنا، المرفهون في أعمالنا، لم يغب عنا أبطالنا في الحد الجنوبي، فنحن نثمن لهم سهرهم وتعبهم وإخلاصهم ومكابدتهم لعدو متربص يريد النيل من وطننا ويستهدف أمننا، حتى دعوات الأمهات احتضنتهم، وكل أقلام الكتاب مجدتهم، وكل قصائد الشعراء تغنت بهم، وكل أحلام الصغار بالمجد اقتدت بهم، تحية ممزوجة بالعرفان ومغلفة بعظيم الامتنان ومطرزة بأرقى عبارات التكريم وأسمى مراتب التقدير لذلك الجندي الشامخ البطل الأغر، فمسيرته العطرة سينشدها طلاب العلم كل صباح، وقصص مواقفه البطولية في الذود عن وطنه سيحكيها المربون في كل درس، ودعوات الأئمة له بالنصر والثبات ستدوي بها كل المآذن.



ذهبت أيها البطل إلى ساحات الشرفاء بأمل النصر والمجد، وستعود بإذن الله قريبا وأنت تحتفل به بيننا بعز وفخر.