كيف انتصر النمل في معركة غير متكافئة
الاثنين - 12 سبتمبر 2016
Mon - 12 Sep 2016
بعد العودة من الابتعاث، أطلقت في المنزل حالة استنفار وذلك لإعادة التنظيف والترتيب، خصوصا بعد سنوات الغربة، وتراكمات الأتربة في كل زاوية. في هذه الأثناء كان هناك ضيف غريب، قد بنى له مستعمرة متكاملة عند كل باب من أبواب المنزل، هذا الضيف هو النمل. تقريبا كان له 13 قرية في المنزل يفوق تعداد سكانها المئات، في طريق دقيق ممتد للبحث عن لقمة العيش. مكث النمل هنا أربع سنوات كاملة دون أي إزعاج، وتكاثر حتى تضاعف مرات عديدة، وقد حان الوقت ليرحل من هنا. كانت الخطوة الأولى أن تم إعلان الحرب في المنزل ضد مستعمرات النمل، وذهبت لمحلات مجاورة وابتعت أنواعا مختلفة من المبيدات الحشرية!
كانت معركة غير متكافئة مطلقا، نمل صغير الحجم لا حول له ولا قوة، مقابل -أنا- إنسان أضخم منه بمليون مرة، ومعه أفتك أنواع الأسلحة، رشة سريعة في أحد هذه الجحور يقوم هذا الإنسي بتدمير ما تم بناؤه في سنوات! أليس هذا محبطا؟ أليس النمل محقا لو توقف عن العمل وأعلن الاستسلام؟
قسمت المعركة لثلاث مراحل، الأولى اتبعت فيها سياسة حرق المحصول، وتعني عملية إعدام جماعي لكل هذه المخلوقات، واستمرت هذه المرحلة 14 يوما! بعد ذلك بدأت المرحلة الثانية وهي متابعة الفلول والتأكد من إتلاف البيض والأجيال الناشئة، والمرحلة الأخيرة ضربات استباقية وعمليات رش لأماكن (قد) يتم اللجوء إليها خلف الأبواب وعند المداخل! عندها تم إعلان النصر والاحتفال بالإنجاز الكبير بإخراج آخر نملة من المنزل.
بعد ذلك بشهر تقريبا، وبينما كان العبد الفقير يفرش أسنانه، إذ لحظ بعينه خيطا رفيعا من النمل على الجدار، وحين تتبع بعينه نهاية الطريق كانت الصدمة التي لم يحسب لها حساب!! ليتكشف أن النمل لم يستسلم بعد، وغير الاستراتيجية تماما بعد فهمه لتكتيكات العدو -أنا-، فقرر بناء مستعمرته في السقف حيث وجد مدخلا صغيرا له في سلك الإنارة في الأعلى!
ممتن كثيرا لهذا النمل، فلقد تعلمت منه واحدة من أهم الدروس في حياتي: الإصرار ثم الإصرار ثم الإصرار على تحقيق هدفك برغم التحديات التي لا تنتهي! وهذا يقودنا للفرق الجوهري بين عقلية الإنسان الناجح والفاشل، حيث يحاول الأخير مرة وثانية وثالثة ثم يتوقف معللا بأعذار كثيرة، بينما الناجح يحاول ألف مرة حتى يصل.. من فهم هذا الفرق البسيط فهم خيرا عظيما.
[email protected]
كانت معركة غير متكافئة مطلقا، نمل صغير الحجم لا حول له ولا قوة، مقابل -أنا- إنسان أضخم منه بمليون مرة، ومعه أفتك أنواع الأسلحة، رشة سريعة في أحد هذه الجحور يقوم هذا الإنسي بتدمير ما تم بناؤه في سنوات! أليس هذا محبطا؟ أليس النمل محقا لو توقف عن العمل وأعلن الاستسلام؟
قسمت المعركة لثلاث مراحل، الأولى اتبعت فيها سياسة حرق المحصول، وتعني عملية إعدام جماعي لكل هذه المخلوقات، واستمرت هذه المرحلة 14 يوما! بعد ذلك بدأت المرحلة الثانية وهي متابعة الفلول والتأكد من إتلاف البيض والأجيال الناشئة، والمرحلة الأخيرة ضربات استباقية وعمليات رش لأماكن (قد) يتم اللجوء إليها خلف الأبواب وعند المداخل! عندها تم إعلان النصر والاحتفال بالإنجاز الكبير بإخراج آخر نملة من المنزل.
بعد ذلك بشهر تقريبا، وبينما كان العبد الفقير يفرش أسنانه، إذ لحظ بعينه خيطا رفيعا من النمل على الجدار، وحين تتبع بعينه نهاية الطريق كانت الصدمة التي لم يحسب لها حساب!! ليتكشف أن النمل لم يستسلم بعد، وغير الاستراتيجية تماما بعد فهمه لتكتيكات العدو -أنا-، فقرر بناء مستعمرته في السقف حيث وجد مدخلا صغيرا له في سلك الإنارة في الأعلى!
ممتن كثيرا لهذا النمل، فلقد تعلمت منه واحدة من أهم الدروس في حياتي: الإصرار ثم الإصرار ثم الإصرار على تحقيق هدفك برغم التحديات التي لا تنتهي! وهذا يقودنا للفرق الجوهري بين عقلية الإنسان الناجح والفاشل، حيث يحاول الأخير مرة وثانية وثالثة ثم يتوقف معللا بأعذار كثيرة، بينما الناجح يحاول ألف مرة حتى يصل.. من فهم هذا الفرق البسيط فهم خيرا عظيما.
[email protected]