محمد أحمد بابا

المادة 159 وأطفالنا ووزارة الصحة

الأحد - 11 سبتمبر 2016

Sun - 11 Sep 2016

على حد علمي أن موظفات وزارة الصحة في المستشفيات الكبرى بالمدينة المنورة أكثر من أن لا يكن ذوات رعاية وعناية من المسؤولين، وربما هناك مناطق أخرى تعاني من ذلك.



وحين أستعرض توجهات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بعد أن اجتمع لها الربط المستحق بين حقوق العامل وواجبات صاحب العمل تجاهه، أستغرب غياب بعض الحقوق في مستشفيات تعمل بها نساء ضمن برنامج التشغيل الذاتي أو نظام الخدمة المدنية على حد سواء.



مادة واضحة تأخذ الرقم (159) من نظام العمل السعودي تنص في فقرتيها (1 و2) على إلزام صاحب العمل الذي يشغل عددا من النساء بتوفير مكان وعاملات مؤهلات للعناية بأطفال الموظفات بكيفيات مختلفة.



ومن يقرأ نص النظام وصياغة المادة يعرف بأن الإلزام يعني توفير الوسائل المساعدة لذلك دون أن تكون تلك الخدمة ذات عبء مالي على المنشأة.



الاستثمار يسمح بأن تكون في كل مستشفى دار لضيافة الأطفال وفق نظام محكم معتمد في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية برسوم ومقابل معقول طوال ساعات اليوم.



الغريب أن المستشفيات - وحسب كلام كثير ممن سألتهم - لا تلقي بالا لهذا الأمر حتى لو تقدم لها صاحب فكرة استثمارية يبحث عن مقر، أو تقدمت لها مجموعة أمهات موظفات في إطار جمعيات تعاونية يسمح بها النظام.



كيف يمكن لإدارة المستشفيات والمؤسسات الصحية القيام بواجبها في الإشراف والخدمة الفعالة وهي لا تمنح أقل الحقوق للموظفات بأن يكون أطفالهن بالقرب من محل عملهن.

لا أعتقد بأن وزارة الصحة تمانع أو تمنع أو تقف في وجه هكذا حق، لكني أعتب بشدة على مديرية الشؤون الصحية بالمدينة وباقي المناطق والمستشفيات بأن لا يكون هذا الأمر موضع اهتمام وسرعة تنفيذ وخدمة لشريحة كبيرة ربما استقالت وتركت الخدمة لأجل أطفالها.



والعجيب جدا أن وجود مثل هذه الحضانات ودور الضيافة وظهورها للواقع والعلن خدمة مستحقة لا تحتاج لكثير جهد ولا طابور موافقات سوى أن يكون مدير المستشفى أو المركز الطبي صاحب قناعة بأن للموظفات حقوقا.



مستهجن أن يحرص كل مستشفى على وجود (كافتريا) على ذمة متعهد، ومحل لبيع (الورود) على ذمة مستثمرة مع غض الطرف عن عمالة مخالفة تغسل سيارات الموظفين والزوار في مواقف رسمية ونحو ذلك، ونحن والأمهات نحتار في إيجاد سبب يمنع وجود خدمة واجبة على ذمة قطاع خاص؟



من يعرف معاناة أم طبيبة أو ممرضة تخرج بأطفالها لتودعهم حضانات ورياض أطفال في شرق المدينة وغربها بمقابل مرتفع يضرب ألف حساب حين تقرر ابنته دخول كلية الطب.

الواقع يقول بأن مستشفى أحد ومستشفى الملك فهد ومستشفى الأنصار بالمدينة لا توجد بها حضانات لأطفال الموظفات رغم كثرتهن، وأخشى أن يخبرني أحد بأن مستشفى الولادة والأطفال لا توجد به حضانة أطفال.



[email protected]