منى سالم باخشوين

ماذا لو حملنا الرسالة بحب؟

السبت - 10 سبتمبر 2016

Sat - 10 Sep 2016

كلما ازداد توترنا من شيء ما فتصرفنا بشكل فيه نوع من الغضب أو رد الفعل السلبي، ساء الوضع.



وكلما تنفسنا بهدوء وفكرنا قليلا قبل رد الفعل العدائي أو الذي يتسم بالشدة، كان ذلك صحيا أكثر وحضاريا أكثر. أليس كذلك؟



ما علينا.. هي كلمة كانت «تقف في حلقي» فقلتها لمن قد يريد سماعها. ولو أننا نقول ونكتب ولا يهتم بكل ذلك أحد إلا قليل جدا.. جدا. ونظل نقول ونكتب.



في تراثنا حب كبير تملؤه البهجة كما يملؤه الشجن. حكاياتنا وأغانينا واحتفالاتنا وطبعا مآسينا. وأعتقد أننا ووسط كل هذا الغليان السياسي الذي يجتاح العالم، قد نحتاج إلى ما يلطف الأجواء ما بين الحين والآخر.



قد تكون رسالة سلام يحملها طفل أو حفل بهيج أو إنجاز علمي أو طبي أو أدبي أصيل يقلل من حرارة ما يلهب أيامنا من خوف وقلق وحروب وانتهاكات.



هناك رقصات وأغان تراثية في منطقة الحجاز مثلا تدعى المجرور والمزمار. موسيقاها رائعة وكلماتها كذلك ورقصاتها جادة حالمة في نفس الوقت، ولو جرب أحدنا هذه الرقصات لأحس بطاقة سلبية كبيرة تخرج من جسده لتتركه مرتاحا لوقت ما.



أعلم أننا نجد راحة عظيمة في طقوسنا الدينية وهذا أمر لا يمكن مقارنته بسواه. ولكني أفكر في لوحة جميلة فيها كثير من تجدد الطاقة والمرح والابتهاج البريء الذي يعود على الجسد والعقل والنفس بكثير من الراحة والتجدد.



ماذا لو أن جمعيات الثقافة والفنون التي لا نكاد نشعر بوجودها - ولسنا نحن السبب في ذلك بل هي- ماذا لو أن هذه الجمعيات قامت بجولات داخل البلاد وخارجها إلى دول أخرى تنظر إلينا على أننا مجموعة من الهمج، وقامت هذه الجمعيات باصطحاب مجموعات من الشباب المؤهلين ليؤدوا هذه اللوحات الفنية صوتا وصورة أمام هذه الشعوب التي لا تعرف شيئا عن تراثنا الفني هذا؟

وماذا لو يتم ذلك بشكل بسيط؟ بمعنى أن لا يتم داخل أماكن مغلقة أو صالات عرض أو مسارح وإنما في الهواء الطلق وفي الأسواق والأماكن العامة حيث تنتشر المقاهي المفتوحة مثلا؟



ماذا لو تنقل هذه الجمعيات أجزاء من أنشطة سوق عكاظ التي تحتوي على أداء للشعر بملابس تلك الفترة وبذلك الشكل والأداء المتقن الذي نراه كل عام في سوق عكاظ ولا يراه ويشعر به إلا من يحضره على الأغلب؟



ماذا لو تُنقل حكايانا من تراثنا الغني صوتا إلى شعوب أخرى في مهرجان بسيط في أماكن مفتوحة أيضا ولفترات قصيرة وتترجم إلى أكثر من لغة ويصاحبها شيء من موسيقانا التراثية؟

ألن يكون ذلك أكثر تأثيرا من محاضرة طويلة يتخللها عنف الصوت والقول؟ ألن نشعر وتشعر تلك الدول بأننا نحمل إنسانية ورسالة خير وحب كما نحمل بقية ما نحمل من خوف أو قوة أو.. همجية؟