الحج وإيران .. وملايين الكاميرات
السبت - 10 سبتمبر 2016
Sat - 10 Sep 2016
لأكثر من ثلاثة عقود فشلت حملات الدعاية الإيرانية حول الحج في تحقيق أي هدف في زمن الإعلام التقليدي، والذي ودعه العالم منذ سنوات. كانت تعتمد آلية هجوم الإعلام الإيراني بقنواته المعروفة والأصوات التابعة له على تشويه واقع سير الحج والحجاج، لإيهام الآخرين بوجود شيء مخفي لا يراه العالم.
وكأن الخدمات التي تقدم للحاج مجرد دعايات منظمة، وليست جهودا حقيقية بحجة أن الإعلام الرسمي سيلمع المشهد، ولن يقدم الحقيقة كما هي. والواقع أن الإعلام التقليدي كان أضعف في تقديم حقيقة الجهود في خدمة الحج، هذه المغالطة انتهت صلاحيتها في السنوات الأخيرة، فإيران من أكبر الخاسرين بانتهاء زمن الإعلام القديم، حيث فشلت كل أساليب التهويل والصراخ على منابرهم الرسمية والتي ظهرت في الأيام الأخيرة بصورة مثيرة في مضمونها وأسلوبها من أكبر قياداتهم.
اليوم لم يعد الحاج من أي دولة في العالم في معزل عن أهله، فتغطية يوميات الحج وتفاصيله في السنوات الأخيرة أصبحت واقعيا متاحا للجميع الكترونيا، ومع انتشار الأجهزة الذكية وعدد يصعب حصره من التطبيقات، ولا يمكن لأي جهة السيطرة عليه وإخفاء ما يحدث. كم هم الحجاج الذي سيكون بأيديهم جوالاتهم، وكم هم الذين يملكون حسابات ومنصات على الانترنت بتويتر.
الفيس بوك. سناب شات. وغيرها.. بكل لغات العالم ومن كل الدول كمراسلين ميدانيين لكل لحظة من أيام الحج وتنقلاته، تلتقط فيها كل المشاعر والأحاسيس الإيمانية والدعوات والابتهالات في أيام وأماكن فاضلة.
قبل زمن الإعلام الجديد كان الحاج يحتاج الإذاعات والقنوات الرسمية ليرسل سلامه لأهله ويطمئنهم عليه. ما يملكه ملايين الحجاج هو في الواقع أكبر شفافية ميدانية ضخمة، وشهادة عالمية في السنوات الأخيرة، ومع ذلك لم يظهر إلا الضجيج الإيراني السنوي وهو ما يكشف زيف إعلامهم.
إيران اليوم ليست هي إيران الثمانينات، التي ملأتها صخبا وإثارة وإرهابا في كل موسم حج، وانتهى إلى لا شيء في تحقيق أهدافها. لقد استنفدت كل الأفكار لتسييس الحج، وإقحامه في أزمات المنطقة، ومنذ ذلك التاريخ مرت المنطقة بعدة حروب وصراعات ما زالت قائمة حتى اليوم، تبدو فيها إيران أكثر إرهابا وصراحة في تدمير المنطقة العربية والتدخل في شؤونها.
ويبدو خطاب قياداتها المتوتر اليوم معبرا عن حالة إحباط بسبب الفشل المستمر، وانعدام مصداقيتها، وتوهمت بأن ما قامت به مؤسسة الحج والزيارة الإيرانية في مايو الماضي بحرمان مواطنيها من أداء فريضة الحج قادر على تشويه الحقائق، نتيجة عدم توقيعها على محضر إنهاء ترتيبات حجاجها كغيرها من الدول، ويبدو أن قيام السعودية بفتح أبوابها أمام الحجاج الإيرانيين القادمين إلى مكة من كل أنحاء العالم، هو الذي أغضب المرشد الأعلى وأفقدهم فرصة المزايدة، وكشف للشعب الإيراني من هو الذي يمنع شعبه من الحج، بخلق المشكلات الخاصة.
الإعلام الإيراني يشتغل على سياسة النفس الطويل، ومحاولة خلق قضايا للنقاش من لا شيء، حتى وإن كان العالم الإسلامي والمنظمات الإسلامية والعربية تدين وتشجب في كل مؤتمر كل تصريحاتها ومواقفها وتدخلها في المنطقة.
أحد أهدافها هو صناعة قضية تناقش في البرامج والمقالات والتصريحات مثل حكاية إدارة الحج، وتحويلها إلى مسألة نقاشية ويجب أن لا ينزلق الكثيرون للحديث عنها كقضية حتى بهدف إنكارها عبر المقالات ومواقع التواصل، ومقاطعة الفكرة ذاتها ليس فقط لأنها مرفوضة، وإنما اعتبارها تعديا مباشرا على سيادة الدولة، ومجرد تداولها يخدم هذا التوجه، للتطبيع معها.
صناعة الشوشرة الإعلامية ليست مهمة صعبة فاليوم يستطيع كم معرف في النت خلق قضايا من لا شيء، وفي مثل هذه الوقت من أيام الحج من المهم أن يكون هناك شعور إعلامي ووطني بالمسؤولية مع تعدد منصات التواصل وإمكانية الحديث للجمهور مباشرة، وقد تأتي الاجتهادات الخاطئة من نوايا وطنية جيدة لكنها تفتقد للوعي، ويستفيد منها إعلام.. امتهن تصيد كل شيء لخدمة أهدافه في التدخل في شؤون الآخرين.
[email protected]
وكأن الخدمات التي تقدم للحاج مجرد دعايات منظمة، وليست جهودا حقيقية بحجة أن الإعلام الرسمي سيلمع المشهد، ولن يقدم الحقيقة كما هي. والواقع أن الإعلام التقليدي كان أضعف في تقديم حقيقة الجهود في خدمة الحج، هذه المغالطة انتهت صلاحيتها في السنوات الأخيرة، فإيران من أكبر الخاسرين بانتهاء زمن الإعلام القديم، حيث فشلت كل أساليب التهويل والصراخ على منابرهم الرسمية والتي ظهرت في الأيام الأخيرة بصورة مثيرة في مضمونها وأسلوبها من أكبر قياداتهم.
اليوم لم يعد الحاج من أي دولة في العالم في معزل عن أهله، فتغطية يوميات الحج وتفاصيله في السنوات الأخيرة أصبحت واقعيا متاحا للجميع الكترونيا، ومع انتشار الأجهزة الذكية وعدد يصعب حصره من التطبيقات، ولا يمكن لأي جهة السيطرة عليه وإخفاء ما يحدث. كم هم الحجاج الذي سيكون بأيديهم جوالاتهم، وكم هم الذين يملكون حسابات ومنصات على الانترنت بتويتر.
الفيس بوك. سناب شات. وغيرها.. بكل لغات العالم ومن كل الدول كمراسلين ميدانيين لكل لحظة من أيام الحج وتنقلاته، تلتقط فيها كل المشاعر والأحاسيس الإيمانية والدعوات والابتهالات في أيام وأماكن فاضلة.
قبل زمن الإعلام الجديد كان الحاج يحتاج الإذاعات والقنوات الرسمية ليرسل سلامه لأهله ويطمئنهم عليه. ما يملكه ملايين الحجاج هو في الواقع أكبر شفافية ميدانية ضخمة، وشهادة عالمية في السنوات الأخيرة، ومع ذلك لم يظهر إلا الضجيج الإيراني السنوي وهو ما يكشف زيف إعلامهم.
إيران اليوم ليست هي إيران الثمانينات، التي ملأتها صخبا وإثارة وإرهابا في كل موسم حج، وانتهى إلى لا شيء في تحقيق أهدافها. لقد استنفدت كل الأفكار لتسييس الحج، وإقحامه في أزمات المنطقة، ومنذ ذلك التاريخ مرت المنطقة بعدة حروب وصراعات ما زالت قائمة حتى اليوم، تبدو فيها إيران أكثر إرهابا وصراحة في تدمير المنطقة العربية والتدخل في شؤونها.
ويبدو خطاب قياداتها المتوتر اليوم معبرا عن حالة إحباط بسبب الفشل المستمر، وانعدام مصداقيتها، وتوهمت بأن ما قامت به مؤسسة الحج والزيارة الإيرانية في مايو الماضي بحرمان مواطنيها من أداء فريضة الحج قادر على تشويه الحقائق، نتيجة عدم توقيعها على محضر إنهاء ترتيبات حجاجها كغيرها من الدول، ويبدو أن قيام السعودية بفتح أبوابها أمام الحجاج الإيرانيين القادمين إلى مكة من كل أنحاء العالم، هو الذي أغضب المرشد الأعلى وأفقدهم فرصة المزايدة، وكشف للشعب الإيراني من هو الذي يمنع شعبه من الحج، بخلق المشكلات الخاصة.
الإعلام الإيراني يشتغل على سياسة النفس الطويل، ومحاولة خلق قضايا للنقاش من لا شيء، حتى وإن كان العالم الإسلامي والمنظمات الإسلامية والعربية تدين وتشجب في كل مؤتمر كل تصريحاتها ومواقفها وتدخلها في المنطقة.
أحد أهدافها هو صناعة قضية تناقش في البرامج والمقالات والتصريحات مثل حكاية إدارة الحج، وتحويلها إلى مسألة نقاشية ويجب أن لا ينزلق الكثيرون للحديث عنها كقضية حتى بهدف إنكارها عبر المقالات ومواقع التواصل، ومقاطعة الفكرة ذاتها ليس فقط لأنها مرفوضة، وإنما اعتبارها تعديا مباشرا على سيادة الدولة، ومجرد تداولها يخدم هذا التوجه، للتطبيع معها.
صناعة الشوشرة الإعلامية ليست مهمة صعبة فاليوم يستطيع كم معرف في النت خلق قضايا من لا شيء، وفي مثل هذه الوقت من أيام الحج من المهم أن يكون هناك شعور إعلامي ووطني بالمسؤولية مع تعدد منصات التواصل وإمكانية الحديث للجمهور مباشرة، وقد تأتي الاجتهادات الخاطئة من نوايا وطنية جيدة لكنها تفتقد للوعي، ويستفيد منها إعلام.. امتهن تصيد كل شيء لخدمة أهدافه في التدخل في شؤون الآخرين.
[email protected]