شاهر النهاري

وهم تدويل الحرمين الشريفين

السبت - 10 سبتمبر 2016

Sat - 10 Sep 2016

ما أغبى حكومة دولة إيران حينما تردد كلمة التدويل، وهي بلد يحتوي على مقدسات دينية شيعية، سوف يجري عليها المثل إن حصل لغيرها!.



ويقصد بتدويل الحرمين الشريفين وضعهما تحت قيادة ومراقبة إسلامية دولية، وأن تتشارك عدة دول في تسيير جميع ما يختص بهما من جميع النواحي السياسية، والاقتصادية، والبشرية، وكل ما يتبع من خدمات، وشؤون دبلوماسية، وأمنية، ومن مناهج، وتعيينات للعاملين فيها، بما في ذلك القائمون على الإمامة والفتوى والمنابر.



وقد كان هذا الأمر مطمعا لدولة فارس منذ قديم الزمان، ولو أنه ظل في خانة الأمنيات، حتى حصلت الثورة الخمينية، فأصبح الكلام عنه بصوت مرتفع، تردده إيران ومن يسير مسارها من الدول المستفيدة من وجود الخلل «المزعوم»؛ ولكنها في كل مرة تنهزم وتندحر فكريا وعمليا ومنطقيا، نظرا لعدم تأييد الدول المسلمة لها، ولأن المملكة العربية السعودية والمتكفلة بهذه المهمة الجليلة منذ تأسيسها، تؤدي واجباتها نحو الحرمين بسلاسة وخبرات وإمكانيات وقدرات متميزة، ومما لا يمكن أن يتحقق ولو جزء بسيط منه بفكرة التدويل، والتي ستجعل الأمر أشبه بالفوضى، والبلبلة، والخروج كليا عن معاني الحج والعمرة السامية، وتشويه الطقوس، وتسييسها، وتقويض الوحدة الإسلامية، لتغدو تنافسا وشتاتا، واختلافا، حتى في أدنى الأمور وأوضحها.



وقد كانت إيران تستغل أي حدث ولو كان صغيرا للعودة والمجاهرة بطلبها، كما كانت تتعمد اختلاق بعض الحوادث، من خلال وفودها بالتجمهر، والعنف والعصيان، والتظاهر، ومخالفة مسارات الحجاج، لإحداث الكوارث وإثبات وجود خلل.



وقد سمعنا في فترة من الزمن الزعيم القذافي يؤيدها في ذلك، كما فعل إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي الأسبق، والخاضع للسطوة الإيرانية.



والتدويل للحرمين لا يمكن أن يحدث إلا بحروب طاحنة، فأهل السعودية لن يسمحوا لدخيل بأن تمس ديارهم، ورفادتهم ووفادتهم وسدانتهم للحرمين ما دامت أنفاسهم؛ والأمر لا يختص فقط بأهل السعودية، لأن أغلب الدول العربية والمسلمة العاقلة ترى في ذلك حياتها، وفي ردع تدخل الغير شرف مماتها.



والتدويل يعني الهيمنة الدولية على مخارج ومداخل الحرمين، لخدمة زوار يبلغون عشرات الملايين سنويا، فلا بد من تدويل المطارات، والموانئ، والدروب البرية، التابعة والقريبة، مما سيؤدي لخلق دولة داخل دولة، وهذا ما لا يمكن أن تسمح بحدوثه الدولة السعودية، المكتملة السيادة والسيطرة على أراضيها، والمالكة لسمائها، والحامية لحدودها بذراعها، وبدون شريك.



والقائمون على تسيير التدويل سيكونون مختلفي الجنسيات، والصلاحيات، والقدرات، ولا شك أن الخلافات والفوضى ستعم بينهم، مما سيستدعي أيضا تدخل بعض الجهات والدول الأجنبية العالمية، للمساعدة على ضبط النظام، وحفظ الأمن، وفض النزاعات، وتوحيد الحصص، وتسيير المواسم، ولتحقيق الهيمنة المسيحية اليهودية، وهذا سيهد كل معاني الإسلام، لا سمح الله، ومما سيحيل المسجدين إلى بؤرة إرهاب وحروب وكوارث تفنى فيها الملايين.



مسألة التدويل، مطلب إيراني شيطاني، ومنظمة العالم الإسلامي عليها دور تعجز عن القيام به، وهو فرض قرار دولي جماعي بمعاقبة إيران وعزلها إن عاودت الخوض في هذا الشأن مجددا.

كما يجب على المنظمة الحزم مع الدول المتلاعبة الخبيثة، والتي تلعب على الحبلين لإثبات الذات، وللحصول على مردود مادي، من إحدى الجهتين المتصارعتين.



[email protected]