العسيلة.. شجرة خريف
غريب أمر حي العسيلة بمكة المكرمة، بالضبط هو صورة لشجرة في فصل الخريف، لامست فروعها وجه السماء بابتسامة، قابلها عبوس جردها من الثمر والأوراق
غريب أمر حي العسيلة بمكة المكرمة، بالضبط هو صورة لشجرة في فصل الخريف، لامست فروعها وجه السماء بابتسامة، قابلها عبوس جردها من الثمر والأوراق
الأحد - 30 مارس 2014
Sun - 30 Mar 2014
غريب أمر حي العسيلة بمكة المكرمة، بالضبط هو صورة لشجرة في فصل الخريف، لامست فروعها وجه السماء بابتسامة، قابلها عبوس جردها من الثمر والأوراق.
أرضه جرداء، لا تزال قيد الإنشاء، ومطالب وشكاوى السكان تتزاحم، لكن لا مجيب..أعداد السكان في تزايد، ومثلها المشاكل التي تؤرقهم، البناء حديث، والخدمات شحيحة، وعلى لسان كثير منهم، هم متصبرون على وصول الخدمات وما قد تجيء به الأيام لهم وإن طالت، لكن الشكاوى من بعض الملاحظات، يطالبون بحلها على وجه السرعة.
محمد الحواس-أحد سكان الحي- يستغرب تصريح أمانة العاصمة المقدسة للمخطط وطرحه للبيع، قبل استكمال الخدمات البلدية كالإنارة، والسفلتة، والرصف، والتصريف، مشيرا إلى أن نقص الخدمات التسويقية، أمر يمكن القبول بشحه حاليا، كون الأمر مطروحا للاستثمار والتسويق، أما الخدمات البلدية فلا يمكن الاستغناء عنها، لافتا إلى أن المتوفر منها لا يمكن القبول به إن كانت مسوغا لتسويق المخطط، فالشوارع المعبدة جودتها سيئة جدا، والرصف لا وجود له، وبعض الطرقات ترابية لم تعبد.
ويزيد «المؤسف أن الحي بصفة عامة قيد الإنشاء، وكلما عمل أحدهم على إنشاء عمارته رمى بالدمار أمام منزل غيره في أقرب أرض فضاء إليه، وعلى البلدية الاهتمام بهذه النقطة وتحميل كل صاحب بناء برفع دمار بنائه بحسب الأنظمة والقوانين».
عابد المالكي يقول «أنا لم أسكن في الحي بعد، وها هي الكلاب الضالة تحوم حول منزلي وبكثرة، ففي البداية كانت أعدادها قليلة وتهرب في حضرة الناس، لكن سرعان ما ألفت وجودها وأنها مصدر للغذاء، فتزايدت أعدادها وتوالدت قريبا من المباني، وفضلا عن إزعاجها نخشى من الأمراض التي تخيم علينا في ظل توالدها داخل العمائر قيد الإنشاء».
ويضيف «الآن أعمل على التشطيبات النهائية لمنزلي على أمل الانتقال إليه قريبا، ولدي أطفال صغار أخشى من انتقال أمراض الكلاب الضالة إليهم، أو أن يتعرض أحدها لأطفالي، خاصة إن كان مسعورا، ونطالب الجهة المعنية في أمانة العاصمة المقدسة بمكافحتها والعمل على معالجة منع تكاثرها فورا».
عبدالله الوقداني قال «سكنت الحي منذ عدة أشهر وأكثر مخاوفنا من ضعف الوجود الأمني في الحي، والحقيقة أنني أخشى من ترك عائلتي في المنزل نهارا وأظل قلقا حتى عودتي، ويستحيل أن أتركهم وحدهم بعد حلول الليل، وإن كان ذلك لعدة دقائق، فرغم تزايد أعداد السكان يوما بعد آخر، إلا أن مساحة الحي كبيرة، ومترامية الأطراف والمنازل متباعدة عن بعضها بعضا، كما أنه وبحكم طبيعة الحي المتنامية وكثرة المباني قيد الإنشاء، فأعداد العمالة كبيرة جدا وليس عليهم أي رقابة، ويصعب حصرهم، ومن بينهم بكل تأكيد عمالة مخالفة لأنظمة الإقامة والعمل، وفي ظل الغياب الأمني لا يمكن توقع أفعالهم».
وأضاف «الحي حديث والإنارة لا تشمل سوى مدخله وبعض الشوارع الخلفية الفرعية، بينما المفترض أن تكون الإنارة في قلب الحي ومنه إلى الأطراف، ولا بد من إضاءته بالكامل».
عبدالله الزهراني قال إنه من المؤسف أن يكون الحي نقطة توزيع لشبكة المياه المحلاة إلى أحياء العاصمة المقدسة، فيما هو محروم منها، ونتطلع إلى تحقيق موازنة منطقية وإيصال المياه إلى منازلنا».
شقيقه حجاج الزهراني يقول «شجعني شقيقي على البناء في الحي، وبالفعل بنيت منزلي بجواره تماما، والحي جديد ويبشر بالخير مستقبلا، بعد استكمال الخدمات البلدية، لكن ما يزعجنا وجود عدد من زرائب الأغنام خلف منازلنا تماما، وروائحها تزكم الأنوف، ولا يمكن إخفاؤها والتغطية عليها بأي طريقة كانت، خلافا لتشويهها المنظر البصري بشكل بشع جدا».
أمام تلك المطالبات، أكد مصدر موثوق في أمانة العاصمة المقدسة، أن الحي مشمول بالخدمات البلدية كافة، وهو لا يزال قيد الإنشاء.
وأضاف المصدر أن الخدمات البلدية في طريقها للاستكمال، مبينا أن أعمال السفلتة والرصف تصل حاليا إلى ما نسبته 80%، والحي مدرج عموما في جدولة الأمانة المعتمدة على الأولوية بحسب الكثافة السكانية.