طلال الحربي

الخطوط السعودية تبدأ انطلاقتها

الجمعة - 09 سبتمبر 2016

Fri - 09 Sep 2016

الانطلاقة لا تكون بالبدء بالعمل من ساعة الصفر، فهذه ما تسمى بالبداية الفعلية للعمل، لكن الانطلاقة تكون حقيقية منذ لحظة بدء العمل بشكل صحيح وسليم وكما يفترض له أن يكون.



نعم خطوطنا السعودية الوطنية ليست من الشركات الأوائل على مستوى العالم بالمجمل. إن كل ما كانت تحتاجه إعادة تنظيم وقليل من مواكبة التطور والبدء بالعمل بروح المنافسة وتحقيق الربحية المشرعة، بعيدا عن ملفات الروتين وبعض الشعارات التي لا تلزمنا ولا تناسبنا ولا تحافظ لنا على شيء سوى التراجع ومراوحة المكان. لهذا فإن المتتبع لقرارات الخطوط السعودية الأخيرة يلحظ أنها تتمثل في زيادة حجم أسطولها من أجل زيادة عدد مستخدميها من خلال تقديم خدمات في عالم رحلات الطيران تنافس بها كبريات الشركات العالمية بهدف الربحية والاستمرارية.



البعض نجده يتحسس أحيانا من استخدامنا لمصطلح الربحية، لكن الحقيقة تقول إن الهدف حين يكون ربحيا فهذا يعني تحقيق مستويات من الإيرادات تفوق حجم النفقات، وبالتالي فإنه لأجل المحافظة على هذا التفوق لحجم الإيرادات فعليك التأكد من أنك تقدم ما يلزم لجذب الزبائن والركاب ومستخدمي الخدمات، ولا ننسى التنافسية مع الشركات الأخرى، وعليه لتحقيق هذه الغايات فإن تعزيز الأسطول وتنويعه وزيادة حجم الخدمات وتطويرها لا بد أن تكون أمرا متكررا مستمرا متدفقا حتى تبقى في السوق وتحافظ على حصتك فيه وتنميها.



كما أعلنت الخطوط السعودية فهي تنوي، من العام 2015 للعام 2020، زيادة أسطولها بمائة طائرة حديثة ليصبح مجموع أسطولها 200 طائرة، وهذا لا بد أن ترافقه زيادة في عدد ركابها، حيث تطمح للوصول إلى رقم 45 مليون راكب سنويا ما بين رحلات داخلية وخارجية، بما يشكل نموا مطردا بمعدل 10%، وبطبيعة الحال فزيادة عدد الأسطول تؤدي إلى زيادة عدد الرحلات من 500 رحلة إلى ألف رحلة يوميا، هذه الأرقام بشكل مختصر تنبئنا بحجم الإيرادات المتوقع تحقيقه نتيجة لذلك، وبالتالي وصول الخطوط السعودية لمرحلة السعي للمحافظة عليها وتنميتها وليس مجرد تسجيل رقم قياسي في لحظة معينة ومن ثم التغني بهذه اللحظة لعقود قادمة.



أيضا من بين كل التفاصيل والخطط التي أعلنتها الخطوط السعودية، لنا أن نتصور كم حجم الوظائف التي ستتوفر للشباب السعودي، وحجم التخصصات التي علينا توجيه شبابنا لدراستها من أجل مواكبة هذه التطورات، وهذا ما نتمناه حقيقة من الخدمة المدنية ووزارة العمل أن تقدم خطة واضحة تبين فيها ما هي التخصصات وطبيعة الوظائف التي ستتوفر نتيجة لتوسع الخطوط السعودية، وأيضا أي مؤسسة وطنية أخرى، وأن تقدم هذه الخطة بشكل توعوي مناسب، نضمن من خلاله أن يقوم شبابنا السعودي بالتوجه نحو دراستها لتغطية الحاجة لها مستقبلا، إذ لا يمكن انتظار بدء العمل وتعيين عاملين غير سعوديين ومن ثم البدء بالمطالبة بإحلال عمالة سعودية مكانها، فهذا أسلوب قديم لسنا مضطرين له والبديل متوفر حاليا، البديل هو إعداد خريجي جامعات ومعاهد من الشباب السعودي مجرد تخرجه يجد عملا مناسبا لدراسته.



إن أي تطوير يحدث على مجال أو مؤسسة وطنية تدخل من خلاله باب تحقيق الربحية والتنافسية لا بد أن يرافقه توفر فرص عمل حقيقية لشبابنا، كل ما هو مطلوب إعداد شبابنا مسبقا لأجل تمكينهم. وبما أن العصر والعالم كله يشهد تطورات عديدة فإن هذا يقودنا إلى فرصة حقيقية لمعالجة ملفات البطالة والفقر وغيرهما، ولا ننسى أن شبابنا السعودي، بشهادة كبيرة من غير السعوديين، قد أثبتوا قدرتهم على العمل بروح الفريق والتنافس والتميز، ولكن شرط أن يتم وضعهم في المكان الذي يناسب دراستهم وخبراتهم. الصورة القاتمة عن العامل السعودي لم تكن مزيفة، ولكنها كانت حتمية، لأن التنظيم خاطئ من خلال تعيين خريج لغة عربية ليعمل في شركة طيران قسم المبيعات، لا أتحدث عن المواهب لأنها استثناءات، لكني أتحدث عن الأصل بالشيء نفسه.



تمنياتي بالتوفيق للخطوط السعودية ونجاحها بإدارتها التقنية الجديدة التي تدير العمل من فكرة البزنس الخاص مع الإطار الوطني العام.