مبتعث من عصر الجاهلية!
الأربعاء - 07 سبتمبر 2016
Wed - 07 Sep 2016
خلال رحلة الابتعاث والتي امتدت إلى سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية، مرت بي الكثير من الشخصيات من مبتعثي المملكة في عدة مناسبات أو مدن أمريكية.
مثّل معظمهم المملكة خير تمثيل ونافسوا المجتمع الدولي في الجامعات الأمريكية المختلفة وحتى العريقة منها.
أعجبني تمثيل بعض الطلاب السعوديين للوطن في معظم المجالات العلمية والأدبية وحتى الخطابية.
ومع مروري بالكثير والكثير، أرجعني البعض منهم للعصر الجاهلي بكل ما تعنيه هذه الكلمة.
قد يتعجب البعض من كلماتي فنحن في القرن الواحد والعشرين وقد قاربت السنة السادسة عشرة للميلاد بعد الألفين على الانتهاء، ولكن ما أكتبه هنا هو نتاج سنين قضيتها في الولايات المتحدة التي جمعتني بالمجتمع السعودي من كل مناطقه.
جاء الإسلام وأنار وأزال الجهل الذي عرف به أبناء ذلك العصر، لا أقصد الجهل الذي هو ضد العلم ولكن الجهل الذي ضد الحلم.
مرت بي جماعة وطائفة من المبتعثين الذين ما إن جالستهم إلا وأحسست ذلك الإحساس الذي يشعرني أنني في العصر الجاهلي وأنا متأكد وأعلم يقينا أننا في العام 2016، وهذا الإحساس نابع من ذلك المجلس ولم يكن لي يد فيه!
بدأ الأول فقال: أنا ابن تلك القبيلة الذي كثر فرسانها ومن ثم بدأ بسرد قصص خيالية عن أبطال قبيلته وكيف كان الكرم حينها شيئا مرتبطا باسم قبيلتهم للحد الذي يجعلني أتفكر في سبب عدم ذكر العرب لاسم قبيلته بديلا لحاتم الطائي.
وبعد تلك القصص انتابني بعض الفضول وبدأت أبحث عن حقيقة القصص التي ذكرها تلك الليلة، وما وجدت في منطقتهم في ذلك الزمن إلا الفقر عنوانا وأن الناس كانوا يقتل بعضهم البعض للاستمرارية في هذه الحياة، وكأن نظامهم حينها ما هو إلا نظام الغابات، فالبقاء للأقوى والأكثر جرماً.
وبعد ذلك جاء ذلك الفتى الذي ينتمي للقبيلة العريقة التي ما زال صيتها من قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى عامنا هذا وفي أرض الولايات المتحدة التي جمعت طلاب بعثة الملك عبدالله بن عبدالعزيز عليه رحمة الله
. بدأ يذكر محاسن قبيلته العريقة والتي ما ضاهاها أحد من العالمين، ومن شدة الوصف أصبحت أتفكر فيهم وكيف هي أشكالهم! ومم هي مصنوعة تلك الملابس التي يرتدونها؟ وكلي عجب من كلام ذلك الشاب الذي ما إن دخلت معه في حوار إلا و انتهى الأمر باسم القبلية العريقة.
وبعد ذلك اتضح لي أنه لم يستطع أن يجتاز حتى مرحلة اللغة التي تؤهله لدخول الجامعات الأمريكية والذي كان الأجدر أن يكون له الفخر بدخولها والتخرج منها.
وبعد هذه الحوارات التي مرت بمخيلتي حول السنين الماضية والأشخاص الماضين، تمنيت أن شروط الابتعاث زادت شرطا وهو المقابلة الشخصية الذي يحدد هل يؤهل هذا الشخص للسفر للدراسة وتحقيق حلم الوطن والعودة بالمفيد لإضافته للمجتمع.
ولكي لا أظلم أحدا فهناك عدد غير بسيط من أبناء الوطن مثلوا الوطن وقدموا له الكثير من خلال فترة ابتعاثهم، ولكم رفعت لهم القبعة احتراما و تقديرا لهم.
كم تمنيت أن يتفكر البعض منهم في كيفية الاستفادة من وجوده في دولة مثل أمريكا وأخذ كل فرصة فيها مكسبا علميا أو مهارة جديدة تضاف لشخصه الذي ركز على الماضي وبدلا من أن يفخر باسم قبيلته كان الأجدر أن يقدم شيئا لنفسه ولقبيلته لكي تفخر به وبإنجازاته ولو بإنجاز واحد في هذه الفترة المقضية هنا. قضاء وقت أكثر في المكتبة ومطالعة منشور علمي جديد أو فيديو لمادة علمية قد يزيد من التحصيل العلمي الشخصي عوضا عن حفظ وترديد بعض الروايات التي يحفظها عن أولئك الذين فارقوا الحياة منذ مئات السنين.
ليس الفتى من قال كان أبي إن الفتى من قال ها أنا ذا
مثّل معظمهم المملكة خير تمثيل ونافسوا المجتمع الدولي في الجامعات الأمريكية المختلفة وحتى العريقة منها.
أعجبني تمثيل بعض الطلاب السعوديين للوطن في معظم المجالات العلمية والأدبية وحتى الخطابية.
ومع مروري بالكثير والكثير، أرجعني البعض منهم للعصر الجاهلي بكل ما تعنيه هذه الكلمة.
قد يتعجب البعض من كلماتي فنحن في القرن الواحد والعشرين وقد قاربت السنة السادسة عشرة للميلاد بعد الألفين على الانتهاء، ولكن ما أكتبه هنا هو نتاج سنين قضيتها في الولايات المتحدة التي جمعتني بالمجتمع السعودي من كل مناطقه.
جاء الإسلام وأنار وأزال الجهل الذي عرف به أبناء ذلك العصر، لا أقصد الجهل الذي هو ضد العلم ولكن الجهل الذي ضد الحلم.
مرت بي جماعة وطائفة من المبتعثين الذين ما إن جالستهم إلا وأحسست ذلك الإحساس الذي يشعرني أنني في العصر الجاهلي وأنا متأكد وأعلم يقينا أننا في العام 2016، وهذا الإحساس نابع من ذلك المجلس ولم يكن لي يد فيه!
بدأ الأول فقال: أنا ابن تلك القبيلة الذي كثر فرسانها ومن ثم بدأ بسرد قصص خيالية عن أبطال قبيلته وكيف كان الكرم حينها شيئا مرتبطا باسم قبيلتهم للحد الذي يجعلني أتفكر في سبب عدم ذكر العرب لاسم قبيلته بديلا لحاتم الطائي.
وبعد تلك القصص انتابني بعض الفضول وبدأت أبحث عن حقيقة القصص التي ذكرها تلك الليلة، وما وجدت في منطقتهم في ذلك الزمن إلا الفقر عنوانا وأن الناس كانوا يقتل بعضهم البعض للاستمرارية في هذه الحياة، وكأن نظامهم حينها ما هو إلا نظام الغابات، فالبقاء للأقوى والأكثر جرماً.
وبعد ذلك جاء ذلك الفتى الذي ينتمي للقبيلة العريقة التي ما زال صيتها من قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى عامنا هذا وفي أرض الولايات المتحدة التي جمعت طلاب بعثة الملك عبدالله بن عبدالعزيز عليه رحمة الله
. بدأ يذكر محاسن قبيلته العريقة والتي ما ضاهاها أحد من العالمين، ومن شدة الوصف أصبحت أتفكر فيهم وكيف هي أشكالهم! ومم هي مصنوعة تلك الملابس التي يرتدونها؟ وكلي عجب من كلام ذلك الشاب الذي ما إن دخلت معه في حوار إلا و انتهى الأمر باسم القبلية العريقة.
وبعد ذلك اتضح لي أنه لم يستطع أن يجتاز حتى مرحلة اللغة التي تؤهله لدخول الجامعات الأمريكية والذي كان الأجدر أن يكون له الفخر بدخولها والتخرج منها.
وبعد هذه الحوارات التي مرت بمخيلتي حول السنين الماضية والأشخاص الماضين، تمنيت أن شروط الابتعاث زادت شرطا وهو المقابلة الشخصية الذي يحدد هل يؤهل هذا الشخص للسفر للدراسة وتحقيق حلم الوطن والعودة بالمفيد لإضافته للمجتمع.
ولكي لا أظلم أحدا فهناك عدد غير بسيط من أبناء الوطن مثلوا الوطن وقدموا له الكثير من خلال فترة ابتعاثهم، ولكم رفعت لهم القبعة احتراما و تقديرا لهم.
كم تمنيت أن يتفكر البعض منهم في كيفية الاستفادة من وجوده في دولة مثل أمريكا وأخذ كل فرصة فيها مكسبا علميا أو مهارة جديدة تضاف لشخصه الذي ركز على الماضي وبدلا من أن يفخر باسم قبيلته كان الأجدر أن يقدم شيئا لنفسه ولقبيلته لكي تفخر به وبإنجازاته ولو بإنجاز واحد في هذه الفترة المقضية هنا. قضاء وقت أكثر في المكتبة ومطالعة منشور علمي جديد أو فيديو لمادة علمية قد يزيد من التحصيل العلمي الشخصي عوضا عن حفظ وترديد بعض الروايات التي يحفظها عن أولئك الذين فارقوا الحياة منذ مئات السنين.
ليس الفتى من قال كان أبي إن الفتى من قال ها أنا ذا