ماذا سنقول لأحفادنا؟
الثلاثاء - 06 سبتمبر 2016
Tue - 06 Sep 2016
قبل عدة أيام كان هناك وسم على تويتر بعنوان #سأقول_لأحفادي_عشت_بزمن .
هذا الوسم كتب فيه عدد من المشاركات تنوعت ما بين الطرف والنصائح والقصص الحياتية، لكن كان هناك تغريدة من نوع آخر وملفتة للكثير ذكر فيها أحد المغردين واقعا مؤلما كتب فيها المغرد أنه سيحكي لأحفاده أنه عاش بزمن تدفع الدية عن القاتل خمسة وعشرون مليونا ويتجاهلون علاج شخص بقيمة لا تتجاوز الأربعين ألف ريال بالرغم أن الاثنين من نفس جماعته.
هذه التغريدة التي لاقت صدى واسعا وشارك العديد بالرد عليها وذكر أحد المشاركين بالوسم بأنها تكتب بماء الذهب، ونحن نقول لا تكتب فقط بماء الذهب بل تحفظ ويتم تداولها على مر العصور القادمة وتحكى في المنابر والمجالس وفي الأسواق كما كانت تلقى القصائد والأشعار أيام الجاهلية لتصبح موروثا يتوارثه الأجيال القادمون.
كنا نتمنى أن المغرد أضاف سلسلة من التغريدات وألحقها بهذه التغريدة لتكتمل هذه القصة فيذكر أنه كانت تقام الاحتفالات في حال اكتمال الدية ويتم استئجار القصور من أجل جمع هذه المبالغ وأيضا عن أولئك السماسرة ممن يتاجرون في دماء الرقاب ممن يطلق عليهم (الساعون في الرقاب) اللاهثون من أجل الحصول على نسبة من هذه المبالغ الباهظة أو الحصول على مقابل عيني كمركبة فاخرة أو غيرها.
وقد رأينا ذلك من أحدهم وهو مشهور ومعروف بينهم مستعرضا على أحد مواقعه بالسوشيال ميديا متفاخرا بتلك المركبة غالية الثمن مقابل إحدى عمليات السمسرة التي قام بها.
ما ذكره المغرد لا يعد سوى قليل من واقع عايشناه، فإذا كان المغرد والقارئ تألم من تلك المقولة فلا ننسى تكريم ذلك الشاعر والتي وصلت هدايا التكريم لما يقارب الخمسة ملايين تنوعت ما بين سيارات ذات موديل حديث ومبالغ مالية وهدايا عينية قد يراها أصحاب هذه الفئة أنها قليلة وفي الأصل لا تقل قيمة الهدية الواحدة عن العشرة آلاف ريال.
بينما نرى في الوجه الآخر وبنفس يوم التكريم يتم نشر خبر في إحدى الصحف عن عائلة أيتام من نفس قبيلة ذلك الشاعر بحاجة لمن يساعدهم لإكمال منزلهم الذي توفي والدهم في حادث مروري قبل أن يكمل بناءه لهم ومن يساعدهم على مقاومة ظروف الحياة.
فهل نجرؤ أن نحكي ذلك لأحفادنا عن هذا الزمن الذي عشنا فيه وعن أحداث هذا الزمن وغيرها من الأحداث المؤسفة كالإسراف والتبذير في الطعام وتلك المشاهد المؤسفة للنعم التي تهدر، حيث إن الحديث عن هذا قد يطول جدا وخاصة عندما نخبرهم بأنه كان بجوارنا أبناء شعوب شردتهم الحروب ولم يجدوا ما يأكلونه، فوالله إنه لعار علينا لو ذكرناه لهم.
وهل سنجرؤ أن نقص عليهم ما نقله لنا آباؤنا عن أجدادنا وعن تلك الحياة التعيسة القاسية التي عاشوها وكابدوا من أجل توفير لقمة العيش، ليرى أحفادنا ذلك التناقض الكبير بين تلك الحكايتين؟
أما أنا فأقترح بأنه يجب علينا أن نحكي لهم ذلك ونهدي لهم النصيحة بأن لا يقتدوا بنا في مثل هذا الأمر، فنحن مسؤولون أمام هؤلاء الأحفاد كمسؤولية من يبيع أرضا ورثها عن أجداده، لأن هذه الأرض ليست ملكا خالصا له، وإنما ميراث لمن يأتي بعدهم وهكذا... ولأن الحفيد يسأل عن مصير الإرث الذي يجب أن يرثه، فنحن مطالبون بتقديم الأفضل لهم ليأتي هؤلاء الأحفاد وبأيديهم كشف حساب يبدأ بلماذا وينتهي بكيف؟ وخشية أن تبقى أفواهنا مشدوهة أمام تساؤلاتهم واستفساراتهم.
فليتنا نعد العدة للإجابة لمثل هذا اليوم.
هذا الوسم كتب فيه عدد من المشاركات تنوعت ما بين الطرف والنصائح والقصص الحياتية، لكن كان هناك تغريدة من نوع آخر وملفتة للكثير ذكر فيها أحد المغردين واقعا مؤلما كتب فيها المغرد أنه سيحكي لأحفاده أنه عاش بزمن تدفع الدية عن القاتل خمسة وعشرون مليونا ويتجاهلون علاج شخص بقيمة لا تتجاوز الأربعين ألف ريال بالرغم أن الاثنين من نفس جماعته.
هذه التغريدة التي لاقت صدى واسعا وشارك العديد بالرد عليها وذكر أحد المشاركين بالوسم بأنها تكتب بماء الذهب، ونحن نقول لا تكتب فقط بماء الذهب بل تحفظ ويتم تداولها على مر العصور القادمة وتحكى في المنابر والمجالس وفي الأسواق كما كانت تلقى القصائد والأشعار أيام الجاهلية لتصبح موروثا يتوارثه الأجيال القادمون.
كنا نتمنى أن المغرد أضاف سلسلة من التغريدات وألحقها بهذه التغريدة لتكتمل هذه القصة فيذكر أنه كانت تقام الاحتفالات في حال اكتمال الدية ويتم استئجار القصور من أجل جمع هذه المبالغ وأيضا عن أولئك السماسرة ممن يتاجرون في دماء الرقاب ممن يطلق عليهم (الساعون في الرقاب) اللاهثون من أجل الحصول على نسبة من هذه المبالغ الباهظة أو الحصول على مقابل عيني كمركبة فاخرة أو غيرها.
وقد رأينا ذلك من أحدهم وهو مشهور ومعروف بينهم مستعرضا على أحد مواقعه بالسوشيال ميديا متفاخرا بتلك المركبة غالية الثمن مقابل إحدى عمليات السمسرة التي قام بها.
ما ذكره المغرد لا يعد سوى قليل من واقع عايشناه، فإذا كان المغرد والقارئ تألم من تلك المقولة فلا ننسى تكريم ذلك الشاعر والتي وصلت هدايا التكريم لما يقارب الخمسة ملايين تنوعت ما بين سيارات ذات موديل حديث ومبالغ مالية وهدايا عينية قد يراها أصحاب هذه الفئة أنها قليلة وفي الأصل لا تقل قيمة الهدية الواحدة عن العشرة آلاف ريال.
بينما نرى في الوجه الآخر وبنفس يوم التكريم يتم نشر خبر في إحدى الصحف عن عائلة أيتام من نفس قبيلة ذلك الشاعر بحاجة لمن يساعدهم لإكمال منزلهم الذي توفي والدهم في حادث مروري قبل أن يكمل بناءه لهم ومن يساعدهم على مقاومة ظروف الحياة.
فهل نجرؤ أن نحكي ذلك لأحفادنا عن هذا الزمن الذي عشنا فيه وعن أحداث هذا الزمن وغيرها من الأحداث المؤسفة كالإسراف والتبذير في الطعام وتلك المشاهد المؤسفة للنعم التي تهدر، حيث إن الحديث عن هذا قد يطول جدا وخاصة عندما نخبرهم بأنه كان بجوارنا أبناء شعوب شردتهم الحروب ولم يجدوا ما يأكلونه، فوالله إنه لعار علينا لو ذكرناه لهم.
وهل سنجرؤ أن نقص عليهم ما نقله لنا آباؤنا عن أجدادنا وعن تلك الحياة التعيسة القاسية التي عاشوها وكابدوا من أجل توفير لقمة العيش، ليرى أحفادنا ذلك التناقض الكبير بين تلك الحكايتين؟
أما أنا فأقترح بأنه يجب علينا أن نحكي لهم ذلك ونهدي لهم النصيحة بأن لا يقتدوا بنا في مثل هذا الأمر، فنحن مسؤولون أمام هؤلاء الأحفاد كمسؤولية من يبيع أرضا ورثها عن أجداده، لأن هذه الأرض ليست ملكا خالصا له، وإنما ميراث لمن يأتي بعدهم وهكذا... ولأن الحفيد يسأل عن مصير الإرث الذي يجب أن يرثه، فنحن مطالبون بتقديم الأفضل لهم ليأتي هؤلاء الأحفاد وبأيديهم كشف حساب يبدأ بلماذا وينتهي بكيف؟ وخشية أن تبقى أفواهنا مشدوهة أمام تساؤلاتهم واستفساراتهم.
فليتنا نعد العدة للإجابة لمثل هذا اليوم.