آباء يقتلون أطفالهم بالنسيان

دون قصد، إهمال، أو بسبب العجلة، قد يرتكب الآباء جريمة بحق أطفالهم، عندما يظنون أن بقاء الطفل في السيارة لن يتسبب بحدوث أية مشكلة.



في الواقع وفي ظل هذه الظروف المناخية عالية السخونة تزداد خطورة تعرض الأطفال للضرر، وهذا ما أكدت عليه "جانيت فينيل" رئيسة جمعية حماية الأطفال في السيارات لقناةCBC News ، حيث أفادت أنه في العام الحالي 2016 سجلت تقريبا 27 حالة لأطفال توفوا في السيارات بسبب موجات الحر الشديدة في أمريكا الشمالية، وأضافت فينيل "أسوأ خطأ يرتكبه الآباء هو اعتقادهم أن ذلك لن يحدث لهم".



فشل الذاكرة: فسر جين ينجارتن الكاتب في صحيفة واشنطن بوست هذه المعضلة وقال "إن نسيان الأطفال في المقعد الخلفي للسيارة يحدث بسبب خلل في الذاكرة، الذي غالبا ما يكون سببه تغيير في الروتين اليومي أو الإجهاد".



اقرأ: ميزة أن تكون قصيرا



وأوضح أن "فشل الذاكرة عند الآباء ليس مرتبطا بغياب حس المسؤولية أو محبة الوالدين لأطفالهما وإنما هو فشل على المستوى الكيميائي". يذكر أن ينجارتن حاز جائزة "بوليتزر" عن تقاريره حول حالات مشابهة.



واتفقت المستشارة التعليمية فينيل مع تفسير ينجارتن بالإضافة إلى عدد من الأسباب الأخرى لنسيان الأطفال في المقاعد الخلفية، فقالت "إذا نام الصغير بينما انشغل العقل بالتفكير بالعمل أو الحياة - ولم يكن وجود الأطفال في السيارة خلال ذلك الوقت جزءا من الروتين اليومي - فاحتمالية نسيان الطفل في السيارة تعد كبيرة جدا."



الكارثة: خلال فترة التسعينات (1990) انتشرت الوسادات الهوائية الجانبية، وذلك وفقا لبيانات الإدارة الأمريكية لسلامة المرور على الطرق السريعة وجامعة سان خوسيه، وبينما خفضت هذه الوسائد الهوائية من نسبة وفيات الحوادث المرورية، ارتفعت وفيات الأطفال بسبب موجات الحر، وذلك بسبب غياب الأطفال عن مدى رؤية السائق.



احتمالية حدوث ذلك للجميع: يحتمل حدوث هذه الظاهرة لأي شخص من أي طبقة اجتماعية سواء كان من ذوي الدخل المرتفع، أو المتوسط أو المنخفض. وكما ذكرت فينيل فإن هناك أساتذة جامعيين ومحامين وأطباء وقضاة وموظفي بريد قتلوا أطفالهم عن طريق الخطأ بتركهم في السيارة في يوم شديد الحرارة.



وقد يجد الآخرون أنه من السهل تحويل هؤلاء الآباء إلى وحوش بينما يمكن حدوث ذلك لهم أيضا، الأهم هو التأكيد على ضرورة حماية الأطفال من البقاء في السيارة والحرص على مراعاة ذلك، وعدم التهاون فيه البتة.