محمد العقلا

ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم

الاحد - 04 سبتمبر 2016

Sun - 04 Sep 2016

يحل موسم الحج لهذا العام وسط أجواء وظروف إقليمية ودولية مشحونة بالتوتر والقلق والخلافات العميقة بين كثير من الدول، وانقسام العالم مرة أخرى إلى معسكرين شرقي تقوده روسيا، وغربي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وسط ظروف أدت إلى تحول بعض الدول من معسكر إلى آخر لأسباب لا يتسع المجال لذكرها.



وعلى الرغم من كون الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام ولا يكتمل إسلام المرء إلا بأداء هذه الشعيرة حسب الاستطاعة، إلا أن هناك فئة من البشر باعت نفسها للشيطان، وهم المجوس، حيث سعوا منذ نحو ثمانية وثلاثين عاما لتحويل هذه الشعيرة عن مسارها الصحيح من خلال ترديد الشعارات الزائفة ومحاولتهم التظاهر في كل وقت وحين، مما أشغل ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام عن التفرغ للعبادة وتحقيق الأهداف والغايات المرجوة من أداء هذه الشعيرة، وتكلفوا من أجلها وقدموا من مشارق الأرض ومغاربها، وتركوا أهلهم وذويهم ومصالحهم.



وزاد سوء هذه الفئة بالسعي إلى تحويل الحج إلى ساحة قتل واعتداء على رجال الأمن، كما حدث في عام 1407، وبعد قيامهم بمنع رعاياهم من أداء هذه الشعيرة لجؤوا إلى تجنيد عملائهم من دول أخرى، الذين قاموا بعمليات تفجير إرهابية بجوار المسجد الحرام عام 1409، وتسميم نفق المعيصم للمشاة عام 1410، ولو لا فضل الله ثم يقظة رجال الأمن ببلادنا الغالية ومعهم موظفو الجمارك لحدث ما لا يحمد عقباه من قبل هؤلاء المجوس وأعوانهم، ومن هم على شاكلتهم.



‏وفي السنوات الأخيرة الماضية تحالف معهم تنظيمان إرهابيان هما تنظيما القاعدة وداعش، وكان هناك تبادل أدوار لتنفيذ بعض العمليات الإجرامية مثل تفجير دور العبادة، والمساجد، وبعض المنشآت المدنية الآمنة، ووصل بهم الأمر إلى استهداف المسجد النبوي الشريف في شهر رمضان المبارك لهذا العام، ولكن ‏الله سلّم.



والآن وقد اتسعت دائرة شرورهم من خلال تجنيدهم لما يسمى بالحشد الشعبي الطائفي البغيض، والمتمردين الحوثيين، فضلا عن ألويتهم ‏وفيالقهم ‏الإرهابية وما يسمى بحزب الله، فإن الأمر جد خطير ويستوجب على الجميع من مواطنين ومقيمين أخذ الحيطة والحذر والتصدي لمخططاتهم الإجرامية، وأن يدركوا أن هؤلاء المجوس لا‏ يرقبون في مؤمن ولا مسلم إلا ولا ذمة، فهم قد استباحوا الحرمات وأفسدوا في الأرض، ولا يراعون حرمة هذا الشهر الفضيل، وكونه من الأشهر الحرم، ولا قدسية المكان، ولا يحترمون ضيوف الرحمن، الذين قدموا امتثالا لقوله تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).



ولا يخفى على الجميع حجم ومدى الجهود المبذولة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين في سبيل راحة ‏ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار، بغرض تمكينهم من أداء شعيرتي الحج والعمرة بكل يسر وسهولة، وتفرغهم للعبادة ‏وتحقيق المنافع المرجوة من خلال هذه الشعيرة، سائلا المولى جلت قدرته أن يتقبل من ضيوف الرحمن حجهم وعمرتهم وسائر أعمالهم الصالحة. والله الهادي إلى سواء السبيل.



[email protected]