إبراهيم خليل البراهيم

قدوات ولكن!

الجمعة - 02 سبتمبر 2016

Fri - 02 Sep 2016

عرفت القدوة في اللغة بأنها تعني الأسوة، وتدل على الشيء الذي تقتبسه وتهتدي به. القدوة أمر غريزي وفطري في النفس وأحد احتياجاتها الضرورية ومتطلباتها، لذلك اهتمت بها الديانات والكتب السماوية منذ بداية النشأة وصولا للإسلام والقرآن الكريم كما ورد في قوله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.



وفي ذلك توجيه رباني للاقتداء بما كان عليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من خلق وعبادة لنكون أقرب لصراط الله المستقيم ونحقق غاية وجودنا الحقيقية بعبادته وإعمار الأرض.



القدوة أنموذج نقتبس منه أفكارنا وتصرفاتنا بهدف الوصول ومحاكاة ما وصل إليه المقتدى به، وبطبيعة الحال القدوة تنقسم إلى قدوة حسنة وقدوة سيئة.



الانتشار الواسع لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والعديد من التطبيقات والمنصات المختلفة مثل سناب شات على وجه الخصوص أفرز لنا نماذج من القدوات المشوهة! لا نتحدث هنا عن الشخصيات التي تقدم منتجا فكريا ومحتوى هادفا محاولة صنع التغيير نحو الأفضل، نتحدث هنا عن أشخاص اشتهروا بالتهريج والتفاهة تحت مسمى الكوميديا، وإن كانت الكوميديا أبعد من ذلك بكثير.



تنقسم هذه النماذج بين من يستخدم التهريج الخادش للحياء دون مراعاة للأدب والذوق العام وبلا أي فكر أو محتوى وبين حديثي النعمة الذين لا يعرفون سوى التفاخر بمركباتهم ومقتنياتهم وأماكن زياراتهم وحتى أحذيتهم، وبين من يتحدث بكل شاردة وواردة دون علم ولا هدى ولا كتاب منير.



في لقاء مع بعض مشاهير السناب شات وجه لهم سؤال: ما هو آخر كتاب قرأته؟



والصادم أن كثيرا منهم لا يقرأ الكتب على الإطلاق، نعم الأمر صادم أن لا تقرأ كتابا، هذا يعني أنك تعيش حالة من الجمود والسكون الفكري وتعيش غدك مثل أمسك دون تغيير، ولك أن تتصور ما هي الرسائل والأفكار التي تنتج عمن لا يقرأ.



صنع القدوات الحسنة التي تزرع في شبابنا القيم الحميدة وتحفزهم للنجاح والتميز أمر ضروري أكثر من ذي قبل، فهو مستقبل وطن بل مستقبل أمة، وهو ليس مسؤولية الجهات الحكومية مثل وزارتي التعليم والإعلام والجامعات فحسب بل مسؤوليتنا جميعا كمجتمع وأفراد. القدوات والمشاهير هم من يساهمون في تشكيل شباب اليوم وقادة المستقبل.



ومضة: قل لي من قدوتك أقل لك من أنت!