امتنان محمد برناوي

التقدم في العمر والنضج

الجمعة - 02 سبتمبر 2016

Fri - 02 Sep 2016

مرت على مسامعنا كثير من هذه العبارة «يكبر ويتعلم»، وكثيرا ما يرددها الأشخاص من حولنا وبالأخص المربين في حال أخطأ الطفل أو أنه لم يحسن التصرف في موقف ما.



عادة يرددها الأشخاص، آملين أن يكون حسن السلوك مرتبط بصورة أو بأخرى بتقدم ذلك الشخص في العمر.



في المقابل تماما نجد كثيرا ممن هم في متوسط العمر أو حتى الكبار في السن إلى حد ما والذين يعدون مثالا يحتذى به لا يجيدون التصرف بتاتا ولا يحسنون التعامل مع من حولهم، وقد لا يفقهون كثيرا من أمور الحياة.



بذلك عزيزي القارئ يحتمل أن يكون خطر على بالك السؤال الذي راودني مسبقا، هل التقدم في العمر وحده كفيل أن يحقق النضج المطلوب؟ لا. هذه هي الإجابة بكل تأكيد بناء على كثير من الآراء بل الاستنتاجات العلمية.



التقدم في العمر وحده يعد أحد العوامل الثانوية والتي تساعد كثيرا في تحسين مدارك الشخص، بل تساعد في نضجه في التعامل مع معطيات الحياة والأشخاص من حوله.



أما العامل الرئيسي في ذلك هو العلم، هنا لا ينحصر ذلك في العلم الذي نتلقاه على مقاعد الدراسة فقط، بل هو أعم وأشمل، وهو العلم الذي نستخلصه من الخوض في تجارب ودروس الحياة سواء الموجه إلينا مباشرة أو لمن حولنا، وأيضا العلم الذي نتلقاه من القراءة والاطلاع.



من هناك فقط نستطيع أن نقول إننا وصلنا إلى النضج المطلوب والذي هو كفيل بتنويرنا في التعامل مع الأفراد حولنا، بل والأهم التعامل مع تحديات الحياة ومعطياتها.



نأتي للشق الآخر من المعادلة المقولة «أكبر منك بيوم أعلم منك بسنه». هذه العبارة تأخذ الاتجاه الصحيح في الحالة التالية، إذا علمنا أن كل يوم نعيشه يصنع الفرق بناء على محصلة التجارب والدروس التي نتلقاها، والعلم الذي نستزيد به في نهاية ذلك اليوم، لا تلك الـ 24 ساعة المضافة إلى عجلة أعمارنا بالمعنى الصريح.



علينا أن ننظر إلى أعمارنا كيف قضيناها ماذا أضفنا! بل الأهم ماذا نود أن نضيف إليها حتى نوسع مداركنا ونحسن التعامل مع من حولنا محققين النضج الفعلي؟