الدور الروسي قبيح مبرر
الجمعة - 02 سبتمبر 2016
Fri - 02 Sep 2016
تقوم روسيا بأدوار سياسية متناقضة في القضية السورية، والمراقب لا يمكن أن ينكر هذا التناقض، ولا يمكن أن يبرره إلا لو كان يتحدث ببرود سيبري لا عاطفة إنسانية فيه، وبمنطق مصالح روسيا مهما كانت متضاربة، وليذهب من يعارضها للجحيم.
وسوريا البلد المنكوب حاليا بما لم يكن أكثر المتشائمين يظنه مصيرها، رغم أنها كانت في السابق تئن تحت سطوة النظام الاستبدادي الحاكم؛ وكان أهلها يرضون بأقل الإمكانيات، في حياة متذبذبة بين الفقر والقهر والعدم.
وسورية تعتبر الآن مركز الكارثة الملتهب في الشرق الأوسط، والمرحلة الثانية بعد العراق في خطة التفتيت العالمي والمحلي للمنطقة.
وروسيا حيزبون السياسة كانت عظيمة، ولم تعد، فأصبحت تتقلص في خارطتها وهيبتها ونفوذها وصلاحياتها بتحطم الاتحاد السوفيتي، فنراها في يومنا تعمل للعودة إلى مركزها السياسي والعسكري العالمي، وقد يكون هذا تبريرا مقنعا لها ولمحبيها حينما تقترف الفظائع، ولتصمد أمام أطماع السيطرة الغربية على مجريات أحداث الشرق الأوسط.
سوريا تعتبر مغارة الأسرار، ومخبأ الأربعين حرامي، وهي منطقة الخطورة الشديدة على الشرق الأوسط برمته وليس على إسرائيل فقط، ومن المحتمل أن يطوي ضررها تركيا، والتي تعاني اليوم بشدة، وتكاد أن تتبع البقية، وحينها لن تكون الأحداث بعيدة عن الحدود الروسية، وهذا تبرير آخر.
روسيا لا مانع عندها من أن تمد أيديها لكل من يشارك في عمليات الفوضى بالشرق الأوسط، فيد تعطي، وأخرى تأخذ، ويد تساعد، ويد تغدر وتخون، وهي سعيدة بأن تضع بصمتها على كل ما يتم من خير وشر، وسواء كان ذلك بالتعاون مع الغرب أو مع تركيا أو مع النظام السوري، أو بالتعاضد مع الثوار، أو لإرضاء إسرائيل أو السعودية أو إيران، والتبرير لذلك التلاقي المتناقض جاهز ومبرر في المفهوم الروسي البارد.
روسيا لا تنتهج فكر الحداثة ولا حقوق الإنسان وحرياته، في كل أعمالها السابقة سواء في حربها مع أفغانستان، أو في محاولاتها لمنع التفكك الروسي المهين لاتحادها القديم، وهذه تبريرات للتوحش، الذي تعتمده للمحافظة على المصالح الذاتية، وعلى رغبتها في إظهار مدى ثبات قوتها أمام الغرب المقابل، وتأكيد أنها لن تكون لقمة سائغة لأي حلف أو تحزب، يسعى لإضعافها؛ وهذا ما جعلنا نراها تقتل أطفال ونساء وشيوخ سوريا بدم أبرد من دم الدب السيبيري، وبتبرير مريض ذاتي لا يقنع إلا مخالبها المتعطشة للدماء.
هذا الحال، الذي هي عليه يحدو جميع الأطراف التي تتعامل معها لاتخاذ كامل الحذر، وتوقع الخيانة في أي وقت، ودون أي تبرير، فلا يضع شريكها في بطنه بطيخة صيفي، لأنها بلد يمكن أن تقاتل الشيطان وتتعاهد معه وتجامله، وتقاتل معه في نفس الوقت!.
كل من يصافح الدب الروسي بيمينه لا بد أن يضع في شماله خنجر الحرص، وأن يوطن نبضات تحفزه على ترقب الغدر في أي لحظة وعلى أهون سبب، أو ربما بدون سبب ظاهر وبتبرير بالغ في القبح.
السعودية هي وطني، وهي ما يهمني في البداية والنهاية، ولذلك فكم أتمنى أن ندرس تبريراتها المستقبلية المحتملة، مهما شذت، فلا تلدغنا من الجحور المظلمة.
[email protected]
وسوريا البلد المنكوب حاليا بما لم يكن أكثر المتشائمين يظنه مصيرها، رغم أنها كانت في السابق تئن تحت سطوة النظام الاستبدادي الحاكم؛ وكان أهلها يرضون بأقل الإمكانيات، في حياة متذبذبة بين الفقر والقهر والعدم.
وسورية تعتبر الآن مركز الكارثة الملتهب في الشرق الأوسط، والمرحلة الثانية بعد العراق في خطة التفتيت العالمي والمحلي للمنطقة.
وروسيا حيزبون السياسة كانت عظيمة، ولم تعد، فأصبحت تتقلص في خارطتها وهيبتها ونفوذها وصلاحياتها بتحطم الاتحاد السوفيتي، فنراها في يومنا تعمل للعودة إلى مركزها السياسي والعسكري العالمي، وقد يكون هذا تبريرا مقنعا لها ولمحبيها حينما تقترف الفظائع، ولتصمد أمام أطماع السيطرة الغربية على مجريات أحداث الشرق الأوسط.
سوريا تعتبر مغارة الأسرار، ومخبأ الأربعين حرامي، وهي منطقة الخطورة الشديدة على الشرق الأوسط برمته وليس على إسرائيل فقط، ومن المحتمل أن يطوي ضررها تركيا، والتي تعاني اليوم بشدة، وتكاد أن تتبع البقية، وحينها لن تكون الأحداث بعيدة عن الحدود الروسية، وهذا تبرير آخر.
روسيا لا مانع عندها من أن تمد أيديها لكل من يشارك في عمليات الفوضى بالشرق الأوسط، فيد تعطي، وأخرى تأخذ، ويد تساعد، ويد تغدر وتخون، وهي سعيدة بأن تضع بصمتها على كل ما يتم من خير وشر، وسواء كان ذلك بالتعاون مع الغرب أو مع تركيا أو مع النظام السوري، أو بالتعاضد مع الثوار، أو لإرضاء إسرائيل أو السعودية أو إيران، والتبرير لذلك التلاقي المتناقض جاهز ومبرر في المفهوم الروسي البارد.
روسيا لا تنتهج فكر الحداثة ولا حقوق الإنسان وحرياته، في كل أعمالها السابقة سواء في حربها مع أفغانستان، أو في محاولاتها لمنع التفكك الروسي المهين لاتحادها القديم، وهذه تبريرات للتوحش، الذي تعتمده للمحافظة على المصالح الذاتية، وعلى رغبتها في إظهار مدى ثبات قوتها أمام الغرب المقابل، وتأكيد أنها لن تكون لقمة سائغة لأي حلف أو تحزب، يسعى لإضعافها؛ وهذا ما جعلنا نراها تقتل أطفال ونساء وشيوخ سوريا بدم أبرد من دم الدب السيبيري، وبتبرير مريض ذاتي لا يقنع إلا مخالبها المتعطشة للدماء.
هذا الحال، الذي هي عليه يحدو جميع الأطراف التي تتعامل معها لاتخاذ كامل الحذر، وتوقع الخيانة في أي وقت، ودون أي تبرير، فلا يضع شريكها في بطنه بطيخة صيفي، لأنها بلد يمكن أن تقاتل الشيطان وتتعاهد معه وتجامله، وتقاتل معه في نفس الوقت!.
كل من يصافح الدب الروسي بيمينه لا بد أن يضع في شماله خنجر الحرص، وأن يوطن نبضات تحفزه على ترقب الغدر في أي لحظة وعلى أهون سبب، أو ربما بدون سبب ظاهر وبتبرير بالغ في القبح.
السعودية هي وطني، وهي ما يهمني في البداية والنهاية، ولذلك فكم أتمنى أن ندرس تبريراتها المستقبلية المحتملة، مهما شذت، فلا تلدغنا من الجحور المظلمة.
[email protected]