على إثر إعلان نادي مكة الثقافي الأدبي مساء أمس عن فوز القاص عبدالله التعزي بجائزته الثقافية الأدبية في دورتها الثالثة لعام 1437هـ، في مجال الإبداع بالقصة القصيرة، باركت له »مكة« وأجرت معه الحوار التالي:
1 هل توقعت الفوز؟
لا، لم أتوقعه في هذا الوقت من الزمن وفي هذه الظروف الغريبة من حولنا، والتي حولتنا إلى ما يشبه الخيالات المتباعدة في الطرقات. لم أتوقع شيئا وإحساس بالفقد يلازم الجميع في وسط التغيرات المجتمعية الحادة هذه الأيام. وكأن تكسير الأحلام وتهميش الخطوات البسيطة وقتل الدقائق على شاشات الأجهزة الذكية أصبح هو الاتجاه الوحيد أمام الكثير من الناس.
لم أتوقع أن يتغير شيء من حولي، فقد تسارعت التغيرات لدرجة أصبح التغير مستمرا ولم يعد يهم ما هو المصدر بقدر ترقب الجميع لمرحلة التوقف التي يبدو أنها لن تأتي قريبا.
2 ماذا يعني لك هذا الفوز؟
لا أعرف ماذا يعني تماما، ولكنه يفرحني ويشعرني في الوقت نفسه بألم الفقد الذي ينتابني كلما ذكرت مكة إمامي، فلمكة وناديها الثقافي كل المحبة.
وحقيقة لا أعرف ماذا يعني لي الفوز بصورة واضحة، يبدو لي كيد تربت على الكتف كي أتقبل كل هذا التهدم المحيط بالبشر في كل أنحاء العالم.
3 تتحدث عن الألم، ما الذي يؤلمك؟
يؤلمني الكثير، أستعيد الطرقات والأزقة والشوارع في مكة والتي أصبحت متراكمة فوق بعضها في الذاكرة وكأنها تحتلها تماما. ألم الفقد متمدد في الطرقات والشوارع المؤدية إلى الحرم وتبدو لي ممتلئة بخيالات الناس وذكرياتهم وحكاياتهم وأفراحهم وأحزانهم وهمومهم.
وأستغرب من قدرة السيارات على مواصلة السير فوق كل هذا للوصول إلى الحرم!
4 ما المجموعة التي كتبتها وتعتز بها، هل المجموعات المشار إليها في بيان النادي: سيد الطيور، لون الظلام، كائنات الليل، واحدة مما تعتز به؟
لكل قصة قصة.
وموضوع الاعتزاز هذا يتغير مع الوقت ومع تراكم الأيام والمعرفة والظروف والرغبات وحتى الذنوب..
يا سيدي يبدو أن بعض الأمور تختلف مع مرور عدد معين من الأشخاص في الحياة، وفي أوقات بعد مرور بعض الكتب.. لم تعد هناك تلك البهجة التي تدفع إلى الاعتزاز..
لقد حاصرنا الفقد والحزن والانهزام إلى درجة الالتصاق.
5 هل أنت مهتم بكتابة القصة القصيرة الإنسانية، أم تلك الخاصة بالبيئة المكية؟
لا أجد أي فرق بين الاثنتين، فمن يعيشون في البيئة المكية أناس أيضا لهم أحلامهم وطموحاتهم ومنازلهم وطعامهم وكلماتهم ونزواتهم وإيمانهم وذنوبهم.
الإنسان هو محور الكون، وهو ما يجعل للمكان ذاكرة ومعنى وقيمة في أوقات. الإنسان في مكة له طعم خاص بما يحمله من تنوع عرقي على مر التاريخ.
وأعتقد أنه صورة مصغرة لتاريخ البشرية الذي لم يكتب بعد.
6 كيف ترى حال القصة القصيرة في المملكة؟
أتمنى لها المزيد من التطور في تواجد الأسماء الشابة.
الحياة لن تتوقف عند أسماء معينة، بل سيستمر الإبداع ما استمر الإنسان. والأسماء الشابة هي التي ستدفع بالقصة القصيرة إلى حدود مختلفة وآفاق أجمل وأكثر اتساعا ودهشة.
في وجود وسائل الاتصالات الحديثة والتواصل الاجتماعي والمنتجات الالكترونية المتسارعة أعتقد أن الجيل القادم من الكتاب سيخلق جماليات جديدة لها طعم ربما يكون متسارعا وبه الكثير من التشويق والإثارة المغايرة للسائد في الوقت الحالي، أو على الأقل هذا ما أتمناه!
7 وماذا عن إقبال القراء عليها؟
هذا يحتاج إلى استبيان وجمع بينات واستقصاء وما شابه ذلك، ولكن من خلال ما ينشر من تدني مستوى القراءة لدى أغلب الشعوب العربية يبدو واضحا أنه لا يوجد إقبال بالمعنى المتعارف عليه، ولكنه إقبال من قبل المهتمين بالقصة القصيرة، وربما الدارسين له.
8 هل ترى في القصة القصيرة جدا (ق. ق.ج) حقلا أدبيا مهما، أم إنها موضة وانتهت؟وهل استسهالها يعيبها؟
هي طريقة من طرق السرد، لها مكانتها التي اشتقتها لنفسها بطبيعتها القصيرة والمكثفة، وهي تضاف إلى الطرق الأخرى في السرد من قصة ورواية وملحمة.
لا أعتقد أن هناك شيئا في طرق السرد يسمى موضة وتنتهي، بل إنه طريق وجد ليستخدم من قبل الكاتب المبدع حسبما يقوده حسه الجمالي بالكتابة وأسلوبه .
أما الاستسهال فإنه يعيب أي شيء وليس القصة القصيرة جدا فقط.
9 كثيرا ما يردد أن زمن القصة القصيرة انتهى وحلت محله الرواية.. ما تعليقك؟
لدي ملاحظة وليس تعليقا، ففي وجود عجلة الإعلام الضخمة الآن من الممكن أن يكون أي شيء في المقدمة، ليس لأنه الأجدر، بل لأنه يتناسب والمرحلة الحالية.
وعندما تتغير الظروف وتختلف المعايير سيتحول هذا الشيء إلى شيء آخر يتناسب مع المرحلة الجديدة. وعلى ما أعتقد ستظل أمدا طويلا جدا بهذا الشكل الدائري وباستمرار ممل.
1 هل توقعت الفوز؟
لا، لم أتوقعه في هذا الوقت من الزمن وفي هذه الظروف الغريبة من حولنا، والتي حولتنا إلى ما يشبه الخيالات المتباعدة في الطرقات. لم أتوقع شيئا وإحساس بالفقد يلازم الجميع في وسط التغيرات المجتمعية الحادة هذه الأيام. وكأن تكسير الأحلام وتهميش الخطوات البسيطة وقتل الدقائق على شاشات الأجهزة الذكية أصبح هو الاتجاه الوحيد أمام الكثير من الناس.
لم أتوقع أن يتغير شيء من حولي، فقد تسارعت التغيرات لدرجة أصبح التغير مستمرا ولم يعد يهم ما هو المصدر بقدر ترقب الجميع لمرحلة التوقف التي يبدو أنها لن تأتي قريبا.
2 ماذا يعني لك هذا الفوز؟
لا أعرف ماذا يعني تماما، ولكنه يفرحني ويشعرني في الوقت نفسه بألم الفقد الذي ينتابني كلما ذكرت مكة إمامي، فلمكة وناديها الثقافي كل المحبة.
وحقيقة لا أعرف ماذا يعني لي الفوز بصورة واضحة، يبدو لي كيد تربت على الكتف كي أتقبل كل هذا التهدم المحيط بالبشر في كل أنحاء العالم.
3 تتحدث عن الألم، ما الذي يؤلمك؟
يؤلمني الكثير، أستعيد الطرقات والأزقة والشوارع في مكة والتي أصبحت متراكمة فوق بعضها في الذاكرة وكأنها تحتلها تماما. ألم الفقد متمدد في الطرقات والشوارع المؤدية إلى الحرم وتبدو لي ممتلئة بخيالات الناس وذكرياتهم وحكاياتهم وأفراحهم وأحزانهم وهمومهم.
وأستغرب من قدرة السيارات على مواصلة السير فوق كل هذا للوصول إلى الحرم!
4 ما المجموعة التي كتبتها وتعتز بها، هل المجموعات المشار إليها في بيان النادي: سيد الطيور، لون الظلام، كائنات الليل، واحدة مما تعتز به؟
لكل قصة قصة.
وموضوع الاعتزاز هذا يتغير مع الوقت ومع تراكم الأيام والمعرفة والظروف والرغبات وحتى الذنوب..
يا سيدي يبدو أن بعض الأمور تختلف مع مرور عدد معين من الأشخاص في الحياة، وفي أوقات بعد مرور بعض الكتب.. لم تعد هناك تلك البهجة التي تدفع إلى الاعتزاز..
لقد حاصرنا الفقد والحزن والانهزام إلى درجة الالتصاق.
5 هل أنت مهتم بكتابة القصة القصيرة الإنسانية، أم تلك الخاصة بالبيئة المكية؟
لا أجد أي فرق بين الاثنتين، فمن يعيشون في البيئة المكية أناس أيضا لهم أحلامهم وطموحاتهم ومنازلهم وطعامهم وكلماتهم ونزواتهم وإيمانهم وذنوبهم.
الإنسان هو محور الكون، وهو ما يجعل للمكان ذاكرة ومعنى وقيمة في أوقات. الإنسان في مكة له طعم خاص بما يحمله من تنوع عرقي على مر التاريخ.
وأعتقد أنه صورة مصغرة لتاريخ البشرية الذي لم يكتب بعد.
6 كيف ترى حال القصة القصيرة في المملكة؟
أتمنى لها المزيد من التطور في تواجد الأسماء الشابة.
الحياة لن تتوقف عند أسماء معينة، بل سيستمر الإبداع ما استمر الإنسان. والأسماء الشابة هي التي ستدفع بالقصة القصيرة إلى حدود مختلفة وآفاق أجمل وأكثر اتساعا ودهشة.
في وجود وسائل الاتصالات الحديثة والتواصل الاجتماعي والمنتجات الالكترونية المتسارعة أعتقد أن الجيل القادم من الكتاب سيخلق جماليات جديدة لها طعم ربما يكون متسارعا وبه الكثير من التشويق والإثارة المغايرة للسائد في الوقت الحالي، أو على الأقل هذا ما أتمناه!
7 وماذا عن إقبال القراء عليها؟
هذا يحتاج إلى استبيان وجمع بينات واستقصاء وما شابه ذلك، ولكن من خلال ما ينشر من تدني مستوى القراءة لدى أغلب الشعوب العربية يبدو واضحا أنه لا يوجد إقبال بالمعنى المتعارف عليه، ولكنه إقبال من قبل المهتمين بالقصة القصيرة، وربما الدارسين له.
8 هل ترى في القصة القصيرة جدا (ق. ق.ج) حقلا أدبيا مهما، أم إنها موضة وانتهت؟وهل استسهالها يعيبها؟
هي طريقة من طرق السرد، لها مكانتها التي اشتقتها لنفسها بطبيعتها القصيرة والمكثفة، وهي تضاف إلى الطرق الأخرى في السرد من قصة ورواية وملحمة.
لا أعتقد أن هناك شيئا في طرق السرد يسمى موضة وتنتهي، بل إنه طريق وجد ليستخدم من قبل الكاتب المبدع حسبما يقوده حسه الجمالي بالكتابة وأسلوبه .
أما الاستسهال فإنه يعيب أي شيء وليس القصة القصيرة جدا فقط.
9 كثيرا ما يردد أن زمن القصة القصيرة انتهى وحلت محله الرواية.. ما تعليقك؟
لدي ملاحظة وليس تعليقا، ففي وجود عجلة الإعلام الضخمة الآن من الممكن أن يكون أي شيء في المقدمة، ليس لأنه الأجدر، بل لأنه يتناسب والمرحلة الحالية.
وعندما تتغير الظروف وتختلف المعايير سيتحول هذا الشيء إلى شيء آخر يتناسب مع المرحلة الجديدة. وعلى ما أعتقد ستظل أمدا طويلا جدا بهذا الشكل الدائري وباستمرار ممل.