أهل مكة بين السقاية والحماية

الأربعاء - 31 أغسطس 2016

Wed - 31 Aug 2016

اهتم أهل مكة المكرمة منذ القدم بسقاية الحجيج، وتوارث العرب والمسلمون تلك السقاية والرفادة والسدانة، فكان للأمويين حظ في سقاية الحجاج وسدانتها وكذلك العباسية والعثمانية وغيرهم حتى جاء العهد السعودي الزاهر، حيث قال المؤسس الملك عبدالعزيز «كل من كان من العلماء في هذه الديار أو من موظفي الحرم الشريف أو المطوفين ذي راتب معين فهو له على ما كان عليه من قبل إن لم نزده فلا ننقصه شيئا».



منذ تلك العصور ومكة المكرمة تنعم بخدمة أهلها من مواطن ومقيم إلى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه ومن أولى اهتماماته هي خدمة حجاج بيت الله الحرام والحرمين الشريفين، وخاصة قبل قدوم شهر ذي الحجة بعدة أشهر نرى أهل مكة المكرمة وعلى رأسهم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة سلمه الله، حيث يسخرون كل الإمكانات والطاقات والاستعدادات اللازمة، مستنفرة جميع أجهزة الدولة من قطاعات حكومية وأمنية والقطاع الخاص ومؤسسات الطوافة والأفراد من المواطنين والمقيمين، الجميع يقف صفا واحدا لخدمة ضيوف بيت الله الحرام برفع شعار وكلمة واحدة وهي (خدمة الحاج شرف ووسام).



هنا نرى صور الإنسانية من جنود وعسكر وأفراد ومواطنين ومقيمين وهم يقدمون أروع المثل العليا للمملكة العربية السعودية في كل لحظة من لحظات موسم الحج وفي كل مكان سواء في مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة في تقديم كافة المساعدات التي يحتاج إليها الحاج.



هذا ليس بغريب على ساكني مهبط الوحي وهي صفة متأصلة ومتوارثة منذ القدم.



هنا لدي -وقفة مهمة جدا- أبثها من خلال هذا المنبر المكي «صحيفة مكة» وأنشد من خلالها جميع أهالي مكة المكرمة من مواطن ومقيم:



هناك في الحد الجنوبي إخوة لنا مرابطون ليل نهار في سبيل راحة المواطن والدفاع عن الوطن، ولا بد لنا أن نكون جنودا مجندين حريصين على حماية الداخل، خاصة في وقتنا الحاضر الذي تمر به المملكة من تحديات كبيرة من قبل أعداء البلاد.



لذا يجب علينا كمواطنين ومقيمين في هذه البقعة الطاهرة أن نكون جنودا يقظين وأعينا ساهرة في المحافظة على راحة الحجاج والمواطنين، وتتبع خيوط كل من يريد الإساءة بالعاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة من عبث العابثين، ولا نتردد لحظة في إبلاغ الجهات المختصة عن أي تحركات غير طبيعية.



أخي المواطن والمقيم كن أنت رجل الأمن الأول بما يليق بمكانة أم القرى.



حفظ الله بلادنا من شرور الأعداء والمعتدين.