مانع اليامي

الحرب.. ما يقال وما لا يقال

الأربعاء - 31 أغسطس 2016

Wed - 31 Aug 2016

المعلومة في الحرب تقود إلى رسم خارطة الطريق إلى الهدف، لهذا وبناء على أهميتها يضع العدو استراتيجية جمع المعلومات قبل بدء المعركة، ويبقى الوضع مهما بدرجة ضرورة قصوى خلالها، ومن الطبيعي أن تستمر الحاجة إلى التزود بالمعلومات حتى بعد وضع الحرب أوزارها لمواجه المستجدات وتقلب الأحوال وهذا يأتي في باب التحوط وبناء القوة كما أفهم.



على أية حال، جرت العادة أن تفهم الحرب لدى عوام الناس بما تشكله من مواجهات على الأرض أو في البحر وأيضا الغارات الجوية، المهم هنا أن ثمة ما يعرف في وقتنا الحالي بحرب المعلومات، وهذا النوع من الحروب يعتمد على قوة التأثير على الطرف الآخر طرف «النزاع « عبر نشر الإشاعات وتبني وتسويق المعلومات الخاطئة لإحباط طرف المواجهة (العدو) دولة وشعبا، ويأتي في الامتداد تدمير العمليات المبنية على المعلومات - شبكات الاتصالات والنظم المعلوماتية.



بشكل عام حرب المعلومات بحسب المراجع تتكون من أقسام غير كثيرة منها الحرب الالكترونية، وحرب العمليات النفسية، ولهذه الأنواع من الحروب أسلحة تتناغم مع طبيعة الحرب، وهي متنوعة أيضا، ومنها فيروسات الحاسب الآلي، والاختناقات المرورية الالكترونية، أما على مستوى الحرب النفسية فالهدف هو العقل بغية التأثير النفسي على طرف المواجهة - العدو وبأقل تكلفة مادية ودون خسائر بشرية، ولهذا يعني علم النفس العسكري أو علم النفس الحربي الشيء الكثير للدول حاليا، ولربما أن هذا نابع من أهمية علم النفس من الأساس وفاعليته في قراءة توجهات وعواطف وميول الناس داخل الدولة نفسها أو خارجها إزاء مجريات الأحداث أو المتوقع حدوثها، هذا إذا حصرنا الحديث على النزاع العسكري والمواجهات الحية، وإلا فالحرب النفسية تستعمل ذخيرة الكلمة في الحرب والسلم لغاية التأثير على الاتجاهات النفسية.



على المستوى الوطني، نمر اليوم بتحديات لا يمكن إخفاء تحركاتها، بل الصحيح أننا نخوض حربا فرضتها ألف صرخة وصرخة استغاثة للمساعدة في استعادة الشرعية وبسط الأمن لحماية الناس في دولة شقيقة (اليمن)، دولة أوشكت على السقوط، وهو السقوط الذي لو حدث لدمر اليمن نفسها وهدد وبقوة أمن واقتصاد جيرانها، وفي المقدمة «السعودية»، وللحالة أن تتجاوز ذلك إلى التأثير على استقرار المنطقة بكاملها.



الحديث يتشعب، وخلاصة القول إنه لا أهم اليوم من اليقظة الوطنية والتصدي للإشاعات المغرضة، ولا أصلح وأوجب من تجاهل كل كلام يزرع الإحباط أو يستفز المجتمع.



انتبهوا، فمواقع التواصل مفتوحة، والكلمة ذخيرة الحرب النفسية التي يستعملها العدو وبعض المندسين لقتل المعنويات وخلخلة الجبهة الداخلية. كلنا واحد.. وبكم يتجدد اللقاء.



[email protected]