المنتدى السعودي للإعلام يفتح ملف دبلوماسية التأثير.. كيف يصوغ الإعلام سرديات المنطقة ويعيد تعريف الخطاب العالمي

الاثنين - 29 ديسمبر 2025

Mon - 29 Dec 2025

في المنتدى السعودي للإعلام، الذي يعقد خلال الفترة من 2 إلى 4 فبراير 2026، تتقاطع جلستان حواريتان حول سؤال واحد يتصدر النقاش الدولي مفاده كيف تحوّل الإعلام من مساحة تفسير للأحداث إلى مساحة تأثير في صورتها ومعناها؟ والجلستان هما "بين التحليل السياسي والدبلوماسية العامة: مستقبل الخطاب حول المنطقة"، و"دبلوماسية التأثير: حين يصوغ الإعلام لغة العالم"، وفي قلب الفكرة المشتركة: الإعلام اليوم لاعب في صناعة الصورة الذهنية للدول، ومحرّك في توجيه دبلوماسية التأثير على الساحة الدولية، عبر أدوات حديثة تمنح الرسائل سرعة وانتشارًا وقدرة على التأثير.

وتقود هذا التصور جلسة "دبلوماسية التأثير: حين يصوغ الإعلام لغة العالم"، التي تشرح انتقال الإعلام إلى دور الشريك الاستراتيجي في صناعة القرار، وتضع تشكيل الصورة الذهنية للدول لدى الرأي العام العالمي في صلب النقاش، كما تتوقف عند أدوات الإعلام الحديثة في تعزيز القوة الناعمة والتأثير الدولي، بوصفها أدوات تصنع اللغة التي يتداولها العالم عن الدول والملفات الكبرى، بما فيها ملفات المنطقة.

وعلى خط موازٍ، تُعمّق جلسة "بين التحليل السياسي والدبلوماسية العامة: مستقبل الخطاب حول المنطقة، وهذا المسار عبر ربط التأثير بالمحتوى التحليلي نفسه: كيف تُصاغ السرديات حول الشرق الأوسط؟ وكيف يصبح الإعلام مساحة لصياغة خطاب متداول يعكس زوايا النظر ويعيد ترتيب الأولويات لدى الجمهور؟ وتُقدّم الجلسة الدبلوماسية العامة كأداة لبناء التواصل، بما يجعل الخطاب حول المنطقة نتاج تفاعل بين الرسائل الرسمية، وتفسيرها إعلاميًا، وتداولها لدى الرأي العام.

وتبرز نقطة الالتقاء الأكثر حساسية في الجلستين عند "التحليل السياسي كجسر لفهم أعمق"، فحين يقترب التحليل من الدبلوماسية العامة، يتحول من قراءة أحداث إلى بناء معنى: اختيار المصطلحات، وترتيب الوقائع، وإبراز سياقات، وتقديم صورة قابلة للتداول، وهنا تكتسب الدبلوماسية حضورًا عمليًا داخل العمل الإعلامي، لأن بناء التواصل لا ينفصل عن بناء السردية، والسردية تؤثر مباشرة في كيفية فهم المنطقة، ثم في مستقبل الخطاب حولها.

ويطرح المنتدى السعودي للإعلام أسئلة عديدة حول الموضوع: ما الحدود بين تفسير السياسة وصناعة الانطباع عنها؟ وكيف تُدار القوة الناعمة عبر أدوات الإعلام الحديثة؟ وكيف يُرسم مستقبل الخطاب حول المنطقة عندما تتجاور الدبلوماسية العامة مع التحليل السياسي في منصة واحدة؟ وهذه الأسئلة تضع الجلستين في مسار واحد، يقرأ الإعلام بوصفه تأثيرًا، والدبلوماسية بوصفها خطابًا، والتحليل بوصفه أداة لتشكيل الفهم العام.

ويقدّم المنتدى السعودي للإعلام في المحصلة عبر هاتين الجلستين نافذة مبكرة على معركة العصر الهادئة: معركة السرديات، ومن يتقن لغة الإعلام وأدواته يملك قدرة أكبر على بناء التواصل، وعلى توجيه الصورة الذهنية، وعلى صياغة خطاب قابل للاستمرار حول المنطقة في عالم تتنافس فيه الرسائل بقدر ما تتنافس فيه الوقائع.