إسماعيل محمد التركستاني

فلوس.. فلوس.. فلوس

الأربعاء - 24 ديسمبر 2025

Wed - 24 Dec 2025

هذه المفردة (فلوس) سمعتها وشاهدتها في مقطع كوميدي في مسلسل رمضاني عربي، الممثل المميز في أدائه وحضوره الرائع في مجال الكوميديا الأستاذ بيومي فؤاد وضع بضاعته المكونة من مسابح، سجاجيد صلاة وبخور أمام جامع الحي السكني في شهر رمضان، لكي يبيعها إلى رواد المسجد من مصلين. وهو جالس أمام بضاعته كان يرفع يديه إلى السماء قائلا ومكررا: فلوس، فلوس، فلوس... عاوز يا رب بس فلوس (بصيغة الدعاء)! هذا المشهد التمثيلي ذكرني بالرئيس الأمريكي الحالي (Mr. President) عندما وصل إلى المكتب البيضاوي في ولايته الثانية للدولة العظمى الولايات المتحدة الأمريكية! كيف؟ سوف أقول لكم.

منذ توليه الرئاسة الأمريكية للفترة الثانية، والرئيس الأمريكي ليس لدية إلا رفع شعار طلب الأموال من جميع دول العالم، سواء كان ذلك الطلب على صورة رفع قيمة الضرائب على الدول التي تتعامل مع أمريكا في التجارة العالمية مثل الصين والهند ودول الاتحاد الأوروبي (دون استثناء)! أو على صورة أموال تدفع إلى أمريكا لكي يتم استثمارها في شراء المنتجات الأمريكية مثل تقنيات الحاسب الآلي أو الأسلحة أو أي صورة من صور المنتجات الأمريكية. كل العالم تابع وسمع تصريحات Mr. President في هذا الشأن منذ اللحظات الأولى لجلوسه على كرسي المكتب البيضاوي! شاهد الجميع أيضا، كيف تفاعلت حكومات الاتحاد الأوروبي وكندا ودول العالم أجمع مع تصريحات وطلبات الرئيس الأمريكي في هذا الشأن!

طبعا، الملخص السريع للسنة الأولى من حكم الرئيس الأمريكي تمثلت في (فلوس، فلوس، فلوس)، لم تسلم أي دولة من دول العالم من تصريحات وطلبات الرئيس الأمريكي التي لم نشاهدها من قبل من أي رئيس أمريكي سابق جلس على كرسي المكتب البيضاوي في البيت الأبيض! حتى إن الرئيس نفسه قال في تصريحاته الجريئة جدا، إنه استطاع في خلال فترة السنة الأولى من رئاسته أن يجمع تريليونات الدولارات التي سوف تكون في خزينة الحكومة الأمريكية! نعم، أشاهدها قريبة جدا من محتوى المشهد الكوميدي الذي تطرقت إليه في بداية مقالي هذا (بس عاوز فلوووس).

باختصار، ما يحدث من قبل شخص بسيط جدا، يمكن حدوثه أيضا من قبل أعلى سلطه حاكمة في هذا العالم الدنيوي، الكل يريد (فلوس.. فلوس)! لماذا؟ الفلوس (الدنانير = الدولارات) تعتبر عصب الحياة الرئيسي عند الجميع دون استثناء فقيرا ومسكينا كان أو حتى رئيس أكبر دولة في العالم الكوني الذي يعيش فيه هذا المخلوق البشري المعروف بـ(الإنسان) والمخلوق من ماء مهين (كما هو معروف عند أتباع الدين الإسلامي). لكن، عندما يأتي آخر المطاف، تكون النهاية كما يعلم أتباع الدين الإسلامي أيضا، ينتظر الجميع (دون استثناء) سؤال يجب أن يجيب عنه: من أين اكتسبته وفيما أنفقته، أليس كذلك؟