لماذا دخل «جبل القدر» قائمة أعظم 100 موقع جيولوجي عالمي؟

الأحد - 07 ديسمبر 2025

Sun - 07 Dec 2025



يشكل جبل القدر الواقع في حرة خيبر البركانية شمال منطقة المدينة المنورة، أحد أبرز الشواهد على الجيولوجيا البركانية الحديثة في شبه الجزيرة العربية؛ مما أهله ليكون ضمن قائمة أعظم 100 موقع جيولوجي عالمي التي أصدرها الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGS) بالتعاون مع منظمة اليونسكو، تقديرا لقيمته العلمية والجمالية والثقافية.

وبحسب هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، فإن الجبل يمثل موقعا جيولوجيا فريدا يتميز بنشاطه البركاني الحديث وتكوينه الجيومورفولوجي النادر، ويمتاز بمخروط بركاني واضح المعالم يرتفع نحو 400 م، ويعد من أحدث البراكين النشطة تاريخيا في المملكة، حيث وقع آخر ثوران له قبل نحو ألف عام.

ووفق بيانات الهيئة، فقد نتج عن هذا النشاط البركاني تدفقات هائلة من الحمم البازلتية والمواد الفتاتية البركانية، عبر شبكة معقدة من الأنابيب البركانية، مكونة مشهدا جيومورفولوجيا بديعا وفريدا على مستوى المنطقة.

ومن الجوانب المثيرة للاهتمام أن هذه التدفقات البركانية قد غطت منشآت حجرية ضخمة تعرف بالطائرات الورقية الصحراوية، وهي هياكل حجرية أثرية واسعة الانتشار يرجح أن تعود إلى العصر البرونزي قبل حوالي 5000 عام؛ مما يكشف عن تداخل فريد بين النشاط الجيولوجي الطبيعي والأنشطة البشرية القديمة، ويضفي على الموقع طابعا علميا وتراثيا مزدوجا.

هذا التميز الجيولوجي والبصري والقيمة الأثرية المتداخلة جعلا من جبل القدر مقصدا مهما للباحثين الجيولوجيين، وموقعا واعدا لتطوير السياحة الجيولوجية في المملكة.