رحلة الأفكار إلى التغيير.. تحولات كبرى على طاولة منتدى القطاع غير الربحي الدولي بالرياض
الجمعة - 05 ديسمبر 2025
Fri - 05 Dec 2025
شهد منظومة العمل غير الربحي -عالميًا- تحولًا متسارعًا يمسّ طرق التمويل، وأنماط القيادة، ونماذج الابتكار، وصولًا إلى آليات قياس الأثر وتوسيع نطاقه، وتبرز اليوم الحاجة لإعادة قراءة دور المنظمات غير الربحية، وقدرتها على الانتقال من المبادرات المحدودة إلى منظومات تأثير واسعة، تستند إلى فهم أعمق للمجتمعات وتستفيد من الشراكات العابرة للقطاعات.
وفي هذا السياق، تتكثف النقاشات الدولية حول مستقبل القطاع وسبل تحويل الأفكار إلى حلول قابلة للتطبيق، بما يُسهم في بناء نماذج تنموية أكثر استدامة وقدرة على التكيّف، حيث تتواصل، في الرياض، فعاليات منتدى القطاع غير الربحي الدولي، الذي تستضيفه الرياض لبحث مستقبل الابتكار في العمل الاجتماعي.
أثر يحركه صوت المستفيد
فهْم احتياجات المجتمع يمثّل نقطة البداية لصناعة الأثر، هذا ما أوضحته الرئيس التنفيذي لمؤسسة ريالي دانيا المعرّي، التي قالت في جلسة حوارية بعنوان "مسيرة المنظمات غير الربحية: من تجارب الابتكار إلى منظمات تُحدث الفرق"، أن البرنامج الذي انطلق قبل أكثر من عشر سنوات بدأ كمبادرة للمسؤولية الاجتماعية، قبل أن يتحول عبر شراكات محورية؛ أبرزها مع وزارة التعليم، إلى منصة وطنية واسعة النطاق.
وأشارت إلى أن البرنامج يخدم اليوم أكثر من أربعة ملايين مستفيد، مستندًا إلى تصميم منهجي لقياس الأثر وتطوير المحتوى بصورة مستمرة، ومؤكدة أن فهم احتياجات المجتمع يمثل نقطة البداية لصناعة الأثر.
التوسع يبدأ من احترام اختلاف المجتمعات
من جانبه، ناقش المدير التنفيذي لحملة The ONE Campaign في الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ والمملكة المتحدة "أدريان لوفيت"، التحديات التي تواجه المبادرات عند الانتقال من نطاق التجربة إلى التطبيق الشامل.
وأكد أن البيانات وحدها لا تكفي لتحقيق التغيير، فالأمر يتطلب تعديل التصورات العامة والمشاعر الجمعية تجاه القضايا التنموية، مستشهدًا بتجارب دولية أسهمت في تخفيف أعباء الديون وتحسين فرص الاستثمار.
وقال لوفيت: "هناك الكثير من الأمور السيئة في العالم، لكن الأمل يأتي من الأشخاص الذين يريدون إصلاح الأمور، فخلال 30 عامًا رأيت أناسًا يتعاونون بإخلاص، وعندما يحدث ذلك يمكن تحقيق أشياء مذهلة".
نماذج للتمويل المتمازج
قدّم ساتيا تريباتهي، الأمين العام للتحالف العالمي من أجل كوكب مستدام، أمثلةً من تجارب دولية اعتمدت على التمويل المتمازج الذي يجمع الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، مشيرًا إلى أن القيادة الواضحة والنزاهة العالية هما العنصران الأكثر تأثيرًا في نجاح هذا النوع من الشراكات.
واستعرض تريباتهي نماذج من إندونيسيا أسهمت في حماية الغابات وخفض الانبعاثات وتحقيق أثر اقتصادي واسع، مؤكدًا أن القيمة الفعلية للمشاريع تقاس بقدرتها على إحداث تغيير طويل المدى في حياة المجتمعات.
وقال تريباتهي "كان معلّمي يقول دائمًا: أوجد الهدف وستأتي الوسائل، وقد رأيت ذلك يتكرر مرارًا، فالموارد دائمًا موجودة حين تكون الأفكار صحيحة والقلب نقي والعقل مركزًا".
ويُعد منتدى القطاع غير الربحي الدولي، الذي يضم أكثر من 80 متحدثًا و1,500 مشارك من مختلف القطاعات، ملتقىً عالميًا يبحث التحولات التي يمر بها القطاع غير الربحي، والفرص المتاحة لتوسيع أثره، وبناء نماذج أكثر ابتكارًا، وقدرة على التكيّف، واتساعًا في الوصول والتأثير.