برجس حمود البرجس

إحياء الخط العربي وتطويره

الثلاثاء - 02 ديسمبر 2025

Tue - 02 Dec 2025



تهدف مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي، والتي تتبع لوزارة الثقافة، إلى أن تتحول المبادرة إلى منصة عالمية للخط العربي وفتح الأبواب للإبداع والمحافظة على هذا الإرث العربي، ورفع مكانته كوسيلة تواصل حضارية وثقافية بين شعوب العالم، وليس مجرد «خط» يركز على الجماليات فقط.

المبادرة تقدم نموذجا فريدا في مسيرة الحفاظ على الخط العربي وتطويره، بفضل شموليته التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة، ومرجعيته التي جعلته منارة عالمية نقلت الخط من فضاء التراث إلى آفاق الإبداع الحديث. ‏المبادرة أيضا تركز على تشجيع الإبداع الفني في الخط العربي ودعم المواهب والخطاطين من مختلف أنحاء العالم لإحياء تقاليد هذا الخط، وإبراز مكانته ثقافيا وفنيا، وتعزيز حضوره محليا ودوليا.

من أهم استراتيجيات وأهداف المبادرة، تطوير وتنمية الاحترافية وحماية إرث الخط العربي، من خلال بناء جيل جديد متميز يعزز من الهوية الثقافية العربية، ونشر جمال الخط العربي والمساهمة في رفع قيمته الفنية، وتقدم المبادرة إرشادات واستشارات لذلك، كما تقدم برامج تدريبية وورش عمل ومسابقات وجوائز محفزة تنمي وتساهم في تحقيق المستهدفات.

هذه الجهود تخلق بيئة فنية إبداعية مستدامة تعتز بهويتها الخطية وإرثها الجميل، ويساهم ذلك في تحويل المواهب إلى مشاريع ثقافية وتجارية وتدعم الاقتصاد الثقافي والإبداعي.

اعتمد المركز ضمن استراتيجيته 5 محاور رئيسية؛ المعرفة والتطوير، تنمية المهارات، المشاركة المجتمعية، الأعمال والفرص، الإبداع والابتكار. فالمركز أطلق هذا العام 4 دورات تخصصية تعليمية في المدينة المنورة للتدريب على خطوط النسخ، الرقعة، الديواني، الثلث. كما يتيح المركز مساحة للخطاطين والفنانين للتفكير والإبداع حول مستقبل الخط العربي، ويستضيف مواهب محلية ودولية ضمن برنامج «إقامة دار القلم» في نسختها الثانية، الذي يسعى لاستكشاف الأصول التقليدية للخط العربي، واستكشاف الفنون المصاحبة له، وممارساته المصاحبة له، واكتشاف مستقبل الابتكار في المجال.

أيضا أطلق المركز مبادرة «حاضنة الخط العربي»، التي تزود الموهوبين والفنانين برواد أعمال ناشئة بدعم مالي يصل إلى 120 ألف ريال، مع ورش عمل، استشارات، ومساحة عمل مشتركة. تهدف الحاضنة إلى تحويل مهارات الخط العربي إلى مشاريع ثقافية وتجارية مستدامة. بالإضافة إلى تنظيم المسابقات السنوية للخط العربي ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، شارك به مهتمون وموهوبون من المملكة ومن خارجها.

المركز أيضا يشارك في المحافل الدولية مع بقية الأنشطة التابعة لوزارة الثقافة من ضمنها مشاركته في الأسبوع الثقافي السعودي في اليابان قبل 4 أشهر، وكانت الفعالية احتفالا بالذكرى السبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين السعودية واليابان، واستهدفت المناسبة إبراز الإرث الحر في السعودية وتعزيز التبادل الثقافي الدولي، وشهدت المناسبة حضورا وتفاعلا كبيرين. كذلك شارك المركز قبل 3 أشهر في فعالية الأسبوع الثقافي السعودي في ألبانيا عبر من خلالها بتميز الخط العربي وكونه رمزا ثقافيا أصيلا، واستعراض إبداعات الموهوبين المشاركين بجماليات الخطوط العربية والاحتفاء بفنونه واستحضار إرثه الثقافي.

المركز لا يهدف فقط إلى حفظ الإرث، بل يعيد إنتاجه بصور معاصرة تتناسب مع الفنون الحديثة واحتياجات العصر الحديث، بالإضافة إلى ترسيخ مكانته كجسر حضاري بين الشعوب.

المركز اليوم بيئة إبداعية شاملة يحتضن الفن والتاريخ والهوية العربية، ويوفر برامج التدريب والتعليم والدعم المالي، ويوجد المساحات الإبداعية بتنمية هذا النشاط ليساهم في وضع المملكة في قلب الحركة العالمية لحفظ وتطوير الخط العربي.