علي عبدالله باوزير

مرة أخرى: ماذا لو اتحد المسلمون والمسيحيون؟

الثلاثاء - 02 ديسمبر 2025

Tue - 02 Dec 2025

إلحاقا بمقالي السابق الذي حمل عنوان "ماذا لو اتحد المسلمون والمسيحيون؟"،

فقد بلغتني ردود فعل واستفسارات حول ما إذا كان القصد هو اتحاد المسلمين والمسيحيين ضد طرف ثالث، أو ضد أصحاب العقائد الأخرى، وعقب بعضهم أنه - في جميع الأحوال - لا يجب أن يكون الدين سببا للصراع ما بين الناس، وهي وجهة نظر أتفق معها.

لذلك رأيت أنه من المستحسن توضيح أنني لم أكن أقصد توحدا بهذا المعنى، وأن ما كنت أقصده واضح من مضمون المقال: وهو أن مقومات السلام والتعاون والتكافؤ ما بين المسلمين والمسيحيين أصبحت ممكنة أكثر من أي وقت مضى، وأن أوضاع العالمين: المسلم والمسيحي، تجعل التقارب والتعاون ما بينهما في مواجهة تحديات عالمية وإقليمية مشتركة هو التوجه الأقرب للواقعية والأفضل للطرفين، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار التحديات التي تواجهها كل من المنطقتين العربية والأوروبية.

فكما شرحت في المقال السابق، فإن كلا من المنطقتين: الأوروبية والعربية تعيشان أزمات حادة وتواجهان تحديات متشابهة، وكلا منهما في حاجة إلى الأخرى حتى تتمكن من مواجهة التحديات المفروضة عليها وتخرج من أزماتها.... ولا يجب أن ننسى أن كلا من المنطقتين: العربية والأوروبية بينهما تاريخ طويل من التفاعل الفكري والحضاري والعلمي، وأن كلا من المنطقتين تواجهان تحديات التكامل الإقليمي وتبحثان لنفسهما عن دور مستقل ومؤثر في عالم اليوم، وأن كلا منهما تمران بمرحلة تشعران فيها أنهما قد فقدتا دورهما التاريخي وأن طوفان التغيرات الدولية أصبح يهدد ثقافتهما وهويتهما.

فقد آن الأوان لفتح صفحة جديدة ما بين الطرفين، وهناك إمكانية حقيقية للتكامل ما بين المنطقتين، بدلا من البقاء أسيرتين لعقلية الصراع، وخاصة قد أصبحت القواسم المشتركة التي تجمع ما بين المنطقتين العربية المسلمة والأوروبية المسيحية حول أهداف مشتركة أقوى من تلك التي تفرق ما بينهما، وإن اختلفت طرق كل منهما.

ولا يعني ذلك أن تتخلى أي منهما عن ثقافتها أو ديانتها، وإنما هي شراكة واقعية لمصلحة الطرفين، ولمصلحة العالم. فلا شك أنه إذا ساد التعاون والتفاهم ما بين المسلمين والنصارى لكان ذلك من أكبر أسباب الأمن والسلام في العالم.. وأنه إذا تصارعت أمتا المسلمين والنصارى لكان ذلك من أكبر أسباب تهديد الأمن والسلام العالمي.

هذا للتوضيح فقط، مع شكري لكل من أدلى برأي أو تعليق على المقال.