حسن عواجي… رجل يعيد تشكيل ذاكرة الجنوب بيديه

مجسمات تنطق بحكايات جيزان… وتعيد الحياة لماضٍ يسكن القلوب قبل البيوت
مجسمات تنطق بحكايات جيزان… وتعيد الحياة لماضٍ يسكن القلوب قبل البيوت

الثلاثاء - 25 نوفمبر 2025

Tue - 25 Nov 2025



وسط زخم الحرف المتنوعة في الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية “بنان”، يجذب جناح جازان عيون الزوار بما يحمله من تفاصيل الجنوب ودفء بيئته، وهناك، يقف الحرفي حسن عواجي، رجل صنع لنفسه بصمة خاصة عبر مجسمات تراثية تعيد الحياة إلى ملامح الماضي، وكأنها لقطات صغيرة محفوظة من زمن جميل.

يمارس حسن حرفته منذ ثلاثين عامًا، رحلة بدأت بشغف بسيط لم يفارقه، وقادته إلى عالم المجسمات بتفاصيله الدقيقة وصبره الطويل، يقول حسن إنه بدأ من دون معلم، وأنه كان يراقب البيوت والطرقات القديمة في قريته، ويحاول إعادة رسمها مجسمًا بعد آخر، حتى بدأت يداه تتقنان كل منحنى وزخرفة وملمح.

فهناك العشة الجازانية المبنية بجريد النخل والطين، والبيوت القديمة التي كانت تسكنها العائلات الكبيرة، والطاولات التراثية والسجادات والشالات التي كانت جزءًا من حياة الناس اليومية، ويصنع أيضًا منحوتات للحيوانات التي ارتبطت ببيئة المنطقة، في استحضار طبيعي لعلاقة الإنسان بالطبيعة في الجنوب.

ومن أبرز ما يعرضه حسن في جناحه ما يُعرف بـ “المشجب” أو “المبخرة”، وهي أداة تراثية كانت تُستخدم قديمًا لتبخير الملابس وتعطيرها قبل المناسبات، إذ تُعلّق عليها الثياب لتمتلئ برائحة العود والدخون. هذا المشجب، بقدر بساطته، يحمل ذاكرة اجتماعية لا تزال حاضرة في وجدان أهل الجنوب.


ومن خلال مشاركته في “بنان”، الذي تنظمه هيئة التراث، يقدّم حسن عواجي صورة جميلة عن قدرة الحرفيين السعوديين على حفظ التراث وإعادة تقديمه بطرق فنية، تجعل الماضي قريبًا من الأطفال والزوار، وتعرّف الجيل الجديد على الحياة القديمة في جازان كما لو كانوا يشاهدونها أمامهم.