كم سيوطيا أضعنا؟
الثلاثاء - 25 نوفمبر 2025
Tue - 25 Nov 2025
جلال الدين السيوطي - رحمه الله - من علماء القرن التاسع والعاشر الهجري، توفي عام 911هـ، وقد برع في علوم عدة، يقول عن نفسه، حين أفل شبابه وطار غرابه وبلغ من العمر عتيا: (رزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع، على طريقة العرب والبلغاء، لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة).
بل وقد زاد عنها، فيما يتفرع منها، ويتعلق بها من علوم، يقول: (ودون هذه السبعة في المعرفة: أصول الفقه والجدل والتصريف، ودونها الإنشاء والتوسل والفرائض، ودونها القراءات، ولم آخذها عن شيخ، ودونها الطب).
ومما يميز مؤلفات السيوطي رحمه الله بالإضافة إلى ما قدمه فيها من علوم، أنها قدمت لنا علوما من كتب قد فنت وفقدت، وآراء علماء أجلاء لم تصل إلينا، بالإضافة إلى علمه الموسوعي، والذاكرة الفذة.
ما كان للسيوطي - رحمه الله - أن يصل لهذه الدرجة من العلم والتأليف لولا توفيق الله ثم نشأته العلمية، وطلبه العلم منذ نعومة أظفاره، وحرصه على تحصيل العلوم، وذكائه في استيعابها، وعبقريته اللامعة.
ولو افترضنا أن السيوطي نشأ في عصرنا الحديث، وتلقى علومه على مقاعد مدارسنا النظامية، فماذا سيكون مصيره؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال لنرجع إليه في حديثه عن نفسه، يقول: (وأما علم الحساب فهو أعسر شيء علي وأبعده عن ذهني، وإذا نظرت في مسألة تتعلق به فكأنما أحاول جبلا أحمله).
أي: أنه لن يستطيع تجاوز جدول الضرب، والقسمة في المرحلة الابتدائية، فكيف بحساب المثلثات، والمعادلات، والهندسة الفراغية...؟ وكيف حاله سيكون مع اختبار القدرات؟ ولعل من حوله سينعته بالفاشل، وربما وضعت له الخطط العلاجية، لتحسين مستواه.
وربما لن يكمل دراسته، بل ربما يتسرب من الدراسة بعد المرحلة الابتدائية، أو المتوسطة.
وقد يكون مصيره حارس أمن على باب أحد الأسواق، أو موظفا بسيطا مع احترامنا للجميع.
وقد يحصل العكس: فنجد من لديه ذكاء علمي في تخصص معين، ولكنه لا يطيق العلوم النظرية، أو باقي المواد... والواقع يؤكد أنه يوجد في المجتمع البارع في التقنية أوالميكانيكا، أو علوم عدة، حاذق فيها، ماهر بها... ونجد في مجتمعنا مخترعا سابق عصره، والمبدع في مجال معين... ومع ذلك صعب عليه إكمال تعليمه لصعوبة مواد أخرى عليه، أو لظروف قاهرة أصابته.
قبل النقطة: نحتاج إلى تعليم يحتوي كل هذه النماذج ويطورها لتقديمها إلى المجتمع فيستفيد منها الوطن، فكم سيوطيا أضعنا؟
Mabosaad@
بل وقد زاد عنها، فيما يتفرع منها، ويتعلق بها من علوم، يقول: (ودون هذه السبعة في المعرفة: أصول الفقه والجدل والتصريف، ودونها الإنشاء والتوسل والفرائض، ودونها القراءات، ولم آخذها عن شيخ، ودونها الطب).
ومما يميز مؤلفات السيوطي رحمه الله بالإضافة إلى ما قدمه فيها من علوم، أنها قدمت لنا علوما من كتب قد فنت وفقدت، وآراء علماء أجلاء لم تصل إلينا، بالإضافة إلى علمه الموسوعي، والذاكرة الفذة.
ما كان للسيوطي - رحمه الله - أن يصل لهذه الدرجة من العلم والتأليف لولا توفيق الله ثم نشأته العلمية، وطلبه العلم منذ نعومة أظفاره، وحرصه على تحصيل العلوم، وذكائه في استيعابها، وعبقريته اللامعة.
ولو افترضنا أن السيوطي نشأ في عصرنا الحديث، وتلقى علومه على مقاعد مدارسنا النظامية، فماذا سيكون مصيره؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال لنرجع إليه في حديثه عن نفسه، يقول: (وأما علم الحساب فهو أعسر شيء علي وأبعده عن ذهني، وإذا نظرت في مسألة تتعلق به فكأنما أحاول جبلا أحمله).
أي: أنه لن يستطيع تجاوز جدول الضرب، والقسمة في المرحلة الابتدائية، فكيف بحساب المثلثات، والمعادلات، والهندسة الفراغية...؟ وكيف حاله سيكون مع اختبار القدرات؟ ولعل من حوله سينعته بالفاشل، وربما وضعت له الخطط العلاجية، لتحسين مستواه.
وربما لن يكمل دراسته، بل ربما يتسرب من الدراسة بعد المرحلة الابتدائية، أو المتوسطة.
وقد يكون مصيره حارس أمن على باب أحد الأسواق، أو موظفا بسيطا مع احترامنا للجميع.
وقد يحصل العكس: فنجد من لديه ذكاء علمي في تخصص معين، ولكنه لا يطيق العلوم النظرية، أو باقي المواد... والواقع يؤكد أنه يوجد في المجتمع البارع في التقنية أوالميكانيكا، أو علوم عدة، حاذق فيها، ماهر بها... ونجد في مجتمعنا مخترعا سابق عصره، والمبدع في مجال معين... ومع ذلك صعب عليه إكمال تعليمه لصعوبة مواد أخرى عليه، أو لظروف قاهرة أصابته.
قبل النقطة: نحتاج إلى تعليم يحتوي كل هذه النماذج ويطورها لتقديمها إلى المجتمع فيستفيد منها الوطن، فكم سيوطيا أضعنا؟
Mabosaad@