شاهر النهاري

زيارة المجد وتأثيراتها على المعارضين

الثلاثاء - 25 نوفمبر 2025

Tue - 25 Nov 2025


كانت زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية مبهرة تاريخية مؤصلة للمستقبل، زيارة لم تكن مهرجان مجاملات، بل وضوح مسار دولة عرفت كيف تضع مصالحها على الطاولة بقوة، ليصغي لها زعيم العالم باحترام وندية.

صورة مبهجة واضحة أشعلت حطيم غضب الأعداء، ونثرت غبار فئة المعارضين بالخارج ممن يتجرعون مرارة الخيبات والندم، ويمتطون أوهاما مكسورة القوائم، تتعثر قبل الحواجز، وتتوهم جوائز السبق.

معارضون بأعذار هزيلة، مغيبون يظنون أصواتهم تملأ العالم، وهي مجرد ضجيج طبول وصنع محتويات مواقع تواصل تضحك العقلاء، ولا يهتم بها الشعب السعودي المتماسك، الذي يدرك غاياته، وقيمة حكومته المبدعة في رسم مسارها لنيل غاياتها بالحكمة والذكاء والشمولية.

المعارضون لا شك أن حالاتهم النفسية مرت بضغوطات الفشل في حياتهم، وعنادهم أوصلهم للخلاف مع أهاليهم وذواتهم، فبلغوا الضيق، وعرفوا غرور وجنون العظمة.

نماذجهم كثيرة، فمنهم الجدد المغرر بهم، ومنهم من هرم وهو يعاند حيرته وتخيلاته، منظرا خلف الشاشات بوهمه يحاول الظهور بصورة المنقذ، وجمع الناس حوله، والجميع يدركون مدى تخبطه وسط مرارة واغتراب.

معارض بكل قواه يشكك، ويشتم، ويفبرك، ويزور مقاطع الذكاء، ويسخر وينتقد التقدم السعودي، الذي يشهد له العالم، ويؤازر الأعداء ضد وطنه، ويتصيد هوامش لا تلتقطها إلا أعين بومة ترقب العالم من جحور الظلام واليأس.

من يسيء إلى الكيان السعودي يظل بكل مشاعره يتمنى فشل عقود من التنمية، واختلال أمن وسلام، وشتات وئام بين ملايين المواطنين المحبين لأرضهم، ومؤازرة شعوب عربية وإسلامية معتدلة تظل ترى في السعودية قاعدة استقرار لها.

بعد الزيارة التي أشغلت العالم، أقر العقلاء المنصفون بجودة واستثنائية عقل السعودية ومسارها الجديد الناهض الواضح، بينما لم تبلغ مفاهيمهم وأدوارهم المعارضة الغاضبة مصاف السياسة الواعية، خاضعين لجهات مغرضة تبحث عن أدوات لا عن شركاء.

والأيام تدور بهم، وأحلام العمر تتلاشى، فيكتشفون بتكرار السقوط أنهم بلا قيمة، ولا مشروع، ولا أهل ولا وطن ولا تأثير إلا على تردي حياتهم.

ممثلون يعاندون ويدعون ويكذبون، حتى ينتهي ضجيجهم بالاستسلام لمنعرجات الشوارع الخلفية المهملة، ينفخون رماد خيبات أعمارهم.

وللمفارقة فوطنهم السعودي، لا يبادلهم الكراهية، بل يشفق عليهم وعلى أهاليهم الذين يدفعون ثمن عقوقهم ونشوزهم وضياعهم.

السعودية تنتقل في كل يوم لمراحل جديدة عظيمة يشيد بها العالم، كونها الشريك المضمون في رسم مستقبل المنطقة، ويبقى المعارضون فاقدي هامش يمنحهم القيمة.

فلك يدور، وسيأتي اليوم الذي يتوقف فيه دعم الممولين لهم، واستبدالهم بأدوات جديدة براقة، فيجدون أنفسهم بمواجهة الواقع المرير، ينزفون مزيدا من التنازلات ويصاحبون مخدرات، ومجونا، ويستدرجون شبابا، ونساء تائهين، يدلونهم على نهايات أرصفة الغربة والتشرد والضياع.

الزيارة الملكية الحاسمة كانت نداء لهم قبل غيرهم: توقفوا. عودوا للعقل والمنطق، واهجروا هذا الوهم الذي يسكنكم.

المملكة كانت وستظل أكبر وأعظم وأحوط منكم، واعية بشرور داعميكم، وأغراضهم، وندا لها.

الكمال لله، والنصيحة لكم أن تعوا بأن وطنكم حضن أم حليمة أصيلة كريمة قد تغضب مرات، ولكنها تعود دوما، تعفوا وتعطي الفرص للتائبين، وكم يتسع حضنها لشطط أبنائها، بقلب يحن عليهم مهما عقوا.

shaheralnahari@