عبدالرحمن حسين القحطاني

زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن جسدت رؤية المملكة على أرض الواقع

الأحد - 23 نوفمبر 2025

Sun - 23 Nov 2025

زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن لم تكن مجرد رحلة رسمية، بل محطة تعكس رؤية المملكة وطموحها في بناء شراكات عملية ومستدامة مع العالم. منذ لحظة وصوله بدا واضحا أن الزيارة ترتكز على الملفات الواقعية التي تعكس أولويات المملكة الاقتصادية والتنموية، مع التركيز على ما يعود بالنفع المباشر على مستقبل البلاد ومواطنيها.

الطاقة كانت حاضرة بقوة في جدول الأعمال، مع الاهتمام بتطوير شراكات في مجالات الغاز والطاقة الحديثة. هذا التوجه ليس مجرد تعامل تجاري، بل خطوة لتعزيز حضور المملكة في الأسواق العالمية وتنويع مصادرها، بما يتماشى مع الرؤية السعودية للمستقبل. المملكة تسعى لأن تكون لاعبا فاعلا في قطاع الطاقة المتجددة والحديثة، لتؤكد أنها تتجه بثبات نحو اقتصاد متنوع ومستدام.

التكنولوجيا والاستثمار شكلا محورين آخرين من الزيارة، حيث تسعى المملكة لأن تكون شريكا نشطا في مجالات الذكاء الاصطناعي، والبنية الرقمية، والطاقة النظيفة. الهدف ليس مجرد توقيع اتفاقيات أو استثمارات محدودة، بل بناء شراكات طويلة الأمد تسهم في نقل المعرفة وتطوير الخبرات، وتضع المملكة في موقع ريادي في مشاريع المستقبل.

حتى ملف الدفاع كان حاضرا، مع النقاش حول مقاتلات F‑35، وهو ملف يعكس حرص المملكة على تعزيز قدراتها وفق رؤية مدروسة. كل هذه الملفات تعكس أسلوبا عمليا، يضع المصلحة الوطنية في المقام الأول، ويظهر المملكة دولة تتحرك بثقة نحو مستقبل مزدهر، مع القدرة على اتخاذ قرارات مدروسة تحقق مصالح شعبها.

ما يميز هذه الزيارة أيضا هو الإحساس بأن المملكة اليوم تتحرك بطريقة متسقة، تجمع بين الطموح والرؤية الواقعية. فكل لقاء وكل مبادرة ليست مجرد مراسم رسمية، بل خطوات عملية لتوسيع آفاق التعاون وبناء شراكات تستند إلى مصالح ملموسة وقابلة للتنفيذ.

في النهاية، زيارة سمو ولي العهد إلى واشنطن ليست حدثا اقتصاديا أو اجتماعيا عابرا، بل تعكس التزام المملكة بالعمل المستمر لتعزيز مكانتها الدولية وتنمية قدراتها الاقتصادية والتقنية. هذه هي صورة المملكة الجديدة: دولة فاعلة، واعية، ومتمسكة برؤيتها نحو المستقبل، دولة تعرف أين تريد أن تكون، وكيف تحقق طموحها بثقة ووضوح.