منيرة آل سليمان

المستبعدون أوجع دلالة: لكل شاك ومابه داء!!

الثلاثاء - 18 نوفمبر 2025

Tue - 18 Nov 2025

رغم الصباح الذي تنفس، والشروق الذي لاح، والحياة التي دبت في جميع مخلوقات الله تعالى، وانطلقت تبحث عن رزقها، يجئ أحدهم وقد انسل من فراشه مكتئبا، يجر خيباته التي غلفها بعبارات قاهرة (الروتين، الاحتراق الوظيفي، الملل، فقدان الشغف) وتدور عينه باحثا عن ثمة إجازة ما، متسائلا كيف سيمضي يومه؟
وقد أثقله الهم واستعد في حربه بالشكوى، وهو بكامل الاحباط هل تراه سيؤدي عمله كما يجب؟ أم سيقضيه بين قروبات الواتس وغيره من مباهج التواصل التي تستهلك سويعات يومه وطاقات تركيزه بلا فائدة له ولوظيفته ولمجتمعه في أكثر الأحيان!
ولكن حين يقترب السابع والعشرون من كل شهر يبدأ في التلمظ، وفرك يديه، وتنزرع ابتسامته التي تكاد تبتر عضلات وجهه وهو يستمع لأجمل رنات الرسائل النصية وقد أضيف لحسابه مبلغ أجرته الشهرية والحقيقة أن لاعرق تصبب منه في أكثر أيامه ازدحاما بالأعمال!
صدقوني لا أهزأ ولا أعمم لكنني أتخيل فقط ولعل في حياة أحدكم عينات (كثيرة) على تلك الشاكلة.
الشكوى من العمل طبيعية جدا، والشعور بالتململ من الروتين متوقعة على أية حال ولكن المستغرب أن تتعالى الشكوى وتبلغ حد التقاعس عن العمل والحد من الإنجاز المتطلب لأي وظيفة، والأقسى القصور المتعمد في الإنجاز! والبحث عن أية وسيلة للتسرب من العمل وإهدار ساعاته المهمة بدعوى تلك العبارات والمشاعر الآنفة، فهذا الشاكي من غير داء لابد أن يغير نفسه في هذا الوقت بالذات، فالتنافس الآن أصبح أكثر حدة والأضواء يفترض أن تكون أكثر تسليطا، والأهم وقبل كل شيء الخوف من الله تعالى، ثم محاسبة النفس ووجوب التطلع لاتقان العمل برغم مشاعر الشغف المحبطة مثلا.
وجدتني أتأمل في تلك الأحوال و الأنفس وأنا أكتب عن المعلمين والمعلمات المستبعدين لهذا العام (عذرا ياوزارة التعليم ماعنكم غناة!) ورأيت حسرتهم ووجعهم على فقدان الوظيفة التي بشروا بها، ووجدتهم على استعداد تام ليفعلوا أي شيء ليثبتوا في وظائفهم وشملت الحسرة أفراد أسرهم وحتى من كتب عنهم ووصف آلامهم، فماذا لو كنت أيها الشاكي واحدا منهم؟ وأنت في نعمة لاتقدرها ( مع أنني لا ألمح لتقاعس وتقصير المعلمين على العكس فهم بالذات تراقبهم كل الأعين وتنتظر نتاج عملهم وهم والطلاب من خلفهم و(حضوري) من أمامهم لايمكنهم أن يقصروا مع وجود الأخطاء بالطبع).
لذلك جددوا من طاقاتكم ، وقفوا مع أنفسكم وابحثوا في كل صباح عن إشراقة جديدة في عملكم وبارقة ابداع بكل ماتستطيعون أو دعوا الفرصة لمن يستحقها! ولا أدري هل مازالت تلك العبارة مسموعة و التي يشتكيها المواطنون ويكتب عنها كثيرا والتي أعتقد أنها من أوائل المشكلات التي وقعت عيني عليها منذ استطعت قراءة الصحف اليومية: راجعنا بكرة؟