المطارات الخضراء والسيارات الكهربائية: مستقبل التنقل يبدأ من البحر الأحمر
الأحد - 16 نوفمبر 2025
Sun - 16 Nov 2025
في عالم يتسارع فيه سباق الاستدامة، لم تعد المطارات مجرد بوابات للسفر، بل مختبرات حية لتجربة تقنيات المستقبل. وهنا، يبرز مطار البحر الأحمر الدولي ليكون علامة فارقة؛ أول مطار في الشرق الأوسط مصمم للعمل بطاقة متجددة بالكامل، ومتكامل مع شبكة تنقل داخلية تعتمد السيارات الكهربائية. إنه نموذج يجسد طموحات رؤية السعودية 2030 في جعل المملكة رائدة عالميا في النقل المستدام.
المطارات الخضراء هي منشآت جوية تدار وفق معايير صديقة للبيئة، والاعتماد على الطاقة الشمسية أو المتجددة. وأنظمة إدارة ذكية للمياه والكهرباء. وتقليل أو إلغاء الانبعاثات الكربونية. ودمج وسائل التنقل النظيفة داخل المطار وخارجه.
وفي حالة البحر الأحمر، يضاف بعد آخر وهو التحول السياحي المستدام، حيث يشكل المطار نقطة انطلاق نحو وجهة سياحية خالية من الانبعاثات.
المطار يستهدف استقبال أكثر من مليون راكب سنويا عند اكتماله، وتشمل أبرز خصائصه: مباني تعمل بالكامل بالطاقة الشمسية. وتجربة سفر رقمية (Paperless) مدعومة بالذكاء الاصطناعي. ومنظومة متكاملة للنقل الداخلي بالسيارات الكهربائية والحافلات الذكية.
هذا الدمج بين المطار الأخضر والمركبات الكهربائية يخلق حلقة مستدامة مغلقة، حيث تبدأ الرحلة وتنتهي بلا أي انبعاثات. وهو توجه عالمي يضع المملكة في طليعة التحول الأخضر.
- في أوسلو، المطار يستهدف تشغيلا أخضر كاملا بحلول 2030.
- في زيورخ، تم دمج محطات الطاقة الشمسية في البنية الأساسية.
- في سنغافورة، اعتمدت الحكومة خطة مطارات محايدة كربونيا.
لكن الفارق أن مطار البحر الأحمر يقدم أول منظومة متكاملة تربط المطار مباشرة بمركبات كهربائية للزوار، ما يجعله أكثر شمولا وريادة.
المملكة عبر هذا المشروع ستحقق:
- دعم مبادرة السعودية الخضراء نحو الحياد الكربوني 2060.
- تطبيق الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي تركز على الاستدامة.
- تعزيز برنامج جودة الحياة عبر تجربة سفر سلسة وخالية من التلوث.
- ربط المشروع ببرنامج الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (NIDLP) لتعزيز الصناعات المرتبطة بالسيارات الكهربائية.
- تسريع برنامج التحول الوطني (NTP) عبر دمج التقنيات الذكية في المطارات.
يقول جون باغانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر الدولية، «مطار البحر الأحمر ليس مجرد منفذ جوي، بل بوابة نحو مستقبل مستدام يجمع بين الابتكار وجودة الحياة».
بينما تتحرك مطارات مثل أوسلو وزيورخ بخطى ثابتة نحو التشغيل الأخضر، تضع المملكة معيارا عالميا جديدا: وجهة سياحية متكاملة بلا انبعاثات. الفارق أن التجارب العالمية غالبا ما تركز على المطارات وحدها، بينما تدمج المملكة المطار، السياحة، والسيارات الكهربائية في رؤية واحدة متكاملة.
التساؤل الاستراتيجي، مطار البحر الأحمر الدولي والمركبات الكهربائية المرافقة له ليسا مجرد مشروع سياحي، بل نموذج عملي لرؤية 2030 في الجمع بين الابتكار والاستدامة وجودة الحياة. ومع هذا التميز، يبقى السؤال الاستراتيجي: إذا كان مطار البحر الأحمر يقدم نموذجا أخضر للتنقل، فكيف يمكن للمملكة أن تتحول إلى منصة عالمية لاختبار أكثر حلول النقل جرأة، التي تتجاوز المألوف وتختبر الغد على أرضها؟ الجواب سنجده في المقال القادم حول مختبر سعودي يختبر تنقل المستقبل على أرض الواقع Future Mobility Sandbox.
فكرة مبادرة، إطلاق التحالف السعودي للمطارات الخضراء، يضم مطار البحر الأحمر كنموذج مرجعي، ويعمل على تصدير خبرات المملكة في الاستدامة الجوية إلى المنطقة والعالم.