لا تُعطِ مرآتك لأحد
الثلاثاء - 28 أكتوبر 2025
Tue - 28 Oct 2025
في هدنة قصيرة من (دردشة) الدوام، كنا نجلس زميلتي وأنا نحتسي القهوة ونسكب أحاديث عن الحياة، تارة عن ثقلها الخفيف، وتارات أخرى عن خفتها وفي الأثناء عثرت زميلتي على فكرة تبدو عفوية وعابرة، لكن في حقيقة الأمر أشبه بسر صغير يغير رأسا على عقب طريقة رؤيتنا لكل الأمور.
سألتني كيف يمكن لكلمة واحدة أن تهز كياننا؟ ولماذا نسمح لجملة عابرة أن تعكر صفو صباحنا؟ واستطرادا تعليق بسيط قد يزرع فينا قلقا لا مبرر له؟ اكتشفت أن الكلمات الموجهة ليست هي المشكلة، بل المرآة التي نعكسها.
وفي السياق سألتني ماذا لو قلت لك "يبدو وجهك مرهقا اليوم" هل كنت ستستقبلين كلامي من مبدأ حرصي واهتمامي أم أنني فقط أريد أن أعكر صفوك؟
فالعبارة واحدة، لكن تفسيرها حكايتان:
إن كانت نيتك صافية تجاهه، ستقرأها كلمسة اهتمام حانية، كسؤال رقيق عن حالك. أما إن كانت نفسك مخضبة بالظنون ومثخنة بالشكوك، ستتحول الجملة إلى سهم جارح، واتهام مستتر بأنك لست على ما يرام.
الكلمة لا تتبدل، إنما نحن من نلونها بما نحمله في الداخل.
مرآتنا الداخلية هي التي تمنح الكلام معناه، ومراميه إن كانت ملوثة بخوف أو حساسية أو ربما ذكرى آلمتنا من قبل، ستكون كل كلمة انعكاسا مشوها. وإن كانت مفعمة بالثقة، مطمئنة بمعرفة الذات، ستصل الكلمات خفيفة، وتغادر خفيفة.
صحيح نحن لا نملك ألسنة الآخرين، لكننا نملك قلوبنا ومشاعرنا وطريقة استجابتنا لأصداء ما يقال، وكيف نسمح للكلام أن يسكن دواخلنا أو يمر مرور العابرين. من وجهة نظري أرى أن الكلمات ليست سوى زائر، ونحن من نحدد هل نفتح له بوابة القلب أم نوصده.
فلنهذب مرآتنا، ولنمنح حسن الظن فرصة ليسبق الشك.
حين نختار أن نرى الخير أولا ونضعه على محك حسن الظن ونصاعة الطوية.
سألتني كيف يمكن لكلمة واحدة أن تهز كياننا؟ ولماذا نسمح لجملة عابرة أن تعكر صفو صباحنا؟ واستطرادا تعليق بسيط قد يزرع فينا قلقا لا مبرر له؟ اكتشفت أن الكلمات الموجهة ليست هي المشكلة، بل المرآة التي نعكسها.
وفي السياق سألتني ماذا لو قلت لك "يبدو وجهك مرهقا اليوم" هل كنت ستستقبلين كلامي من مبدأ حرصي واهتمامي أم أنني فقط أريد أن أعكر صفوك؟
فالعبارة واحدة، لكن تفسيرها حكايتان:
إن كانت نيتك صافية تجاهه، ستقرأها كلمسة اهتمام حانية، كسؤال رقيق عن حالك. أما إن كانت نفسك مخضبة بالظنون ومثخنة بالشكوك، ستتحول الجملة إلى سهم جارح، واتهام مستتر بأنك لست على ما يرام.
الكلمة لا تتبدل، إنما نحن من نلونها بما نحمله في الداخل.
مرآتنا الداخلية هي التي تمنح الكلام معناه، ومراميه إن كانت ملوثة بخوف أو حساسية أو ربما ذكرى آلمتنا من قبل، ستكون كل كلمة انعكاسا مشوها. وإن كانت مفعمة بالثقة، مطمئنة بمعرفة الذات، ستصل الكلمات خفيفة، وتغادر خفيفة.
صحيح نحن لا نملك ألسنة الآخرين، لكننا نملك قلوبنا ومشاعرنا وطريقة استجابتنا لأصداء ما يقال، وكيف نسمح للكلام أن يسكن دواخلنا أو يمر مرور العابرين. من وجهة نظري أرى أن الكلمات ليست سوى زائر، ونحن من نحدد هل نفتح له بوابة القلب أم نوصده.
فلنهذب مرآتنا، ولنمنح حسن الظن فرصة ليسبق الشك.
حين نختار أن نرى الخير أولا ونضعه على محك حسن الظن ونصاعة الطوية.