«قطاع العمرة».. فرص استثمارية واعدة
الثلاثاء - 21 أكتوبر 2025
Tue - 21 Oct 2025
قرأت قبل أيام قليلة خبرا منقولا عن «يورومونيتور» بأن مكة المكرمة خامس أفضل مدن العالم من حيث عدد الزوار الدوليين، بعدد يصل إلى 19.3 مليون زائر. وحسب تصريح مدير عام الجوازات خلال حج عام 1446هـ، فإن عدد الحجاج القادمين من الخارج للعام الماضي بلغ 1.5 مليون، وهذا يعني أن نركز كثيرا على أعداد المعتمرين من الخارج، وهو الفرق بين الرقمين، لنقدم لهم أفضل الخدمات.
تحظى العمرة التي تعد من أكثر الرحلات الدينية طلبا على مستوى العالم، بتجهيزات مسبقة لاستقبال المعتمرين الذين وصل عددهم في عام 2024م إلى حوالي 17 مليون معتمر من خارج المملكة، بالإضافة إلى المعتمرين والزوار من داخل المملكة، وبلغ حجم إنفاق المعتمرين 109 مليارات ريال في عام 2024م (97 مليار ريال للمعتمرين الدوليين و12 مليارا للمعتمرين المحليين).
%28 من إجمالي المعتمرين يأتون من دول ذات دخل مرتفع ومتوسط، وحوالي 53% من المسافرين المسلمين مهتمون باستكشاف المواقع الأثرية الإسلامية بعد أداء العمرة. وهناك جهات لم تستغل مثل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن عدد المعتمرين منها أقل من 2% من مجموع المعتمرين خلال عام 2024م، رغم أنه متوقع أن يصبح المسلمون ثاني أكبر مجموعة دينية في الولايات المتحدة بحلول 2040م، وهي بلا شك من الدول التي سكانها من أصحاب الدخل المرتفع، فالفرصة واعدة لزيادة عدد المعتمرين من الولايات المتحدة.
فرص كثيرة متاحة لتعزيز الجهات الجديدة لسوق العمرة من خلال تقديم خدمات عالية الجودة لتحسين تجربة المعتمرين، من خلال تقديم باقات عمرة متميزة ومخصصة لمختلف الميزانيات والفئات، وتوسيع الوصول إلى أسواق جديدة وغير مستغلة من خلال شبكات عالمية، وتقديم معايير عالمية في الخدمة والضيافة لدعم قطاع العمرة، وتقديم إضافات ثقافية، تاريخية، وترفيهية لتعزيز الرحلة.
قطاع «العمرة» مليء بالفرص الاستثمارية الواعدة في مجالات وخدمات مختلفة، تماشيا وتلبية لأعداد ضيوف الرحمن للعمرة والزيارة المتزايدة والقادمين من المملكة والخليج وجميع دول العالم. المملكة تستهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للأعداد من خارج المملكة لأداء العمرة وزيارة المسجد النبوي لتصل 30 مليون معتمر بحلول عام 2030م.
بفضل الجهود المعمولة لتحقيق المستهدفات، تضاعف عدد المعتمرين السنوي خلال 5 سنوات ووصل إلى 16.9 مليون معتمر بعد أن كان 8.5 ملايين في عام 2019م. وتقرير «البيئة الاستثمارية للحج والعمرة» وضح بالتفاصيل كافة عن فرص الاستثمار لقطاع العمرة والزيارة ومعلومات وبيانات تفصيلية لكل متطلبات أي دراسة استثمارية في القطاع.
حددت الفرص الاستثمارية في قطاع العمرة في مجالات كثيرة؛ منها النقل والخدمات اللوجستية، والإيواء والإعاشة، والبيع بالتجزئة، والاتصالات والذكاء الاصطناعي، وخدمات وكالات السفر والسياحة وأنشطة إثراء التجربة، والخدمات المالية والتأمين، والرعاية الصحية، والكهرباء والغاز والتكييف، والمياه والمقصود بها مياه زمزم، وأيضا تجميع المياه ومعالجتها وتوفيرها، والصرف الصحي وإدارة النفايات، والأعمال الخيرية والأنشطة الدينية، والهدي والأضاحي.
قرأت دليل المستثمر و«البيئة الاستثمارية للحج والعمرة»، والمعد ليكون مصدرا للمستثمرين المحتملين والمهتمين بالأنشطة والأعمال التجارية في قطاع الحج والعمرة. الدليل مقسم إلى أربعة أقسام، الأول يستعرض رحلة الحجاج والمعتمرين والزوار، والمناسك، وتجربتهم الدينية والثقافية وزيارة المواقع التاريخية في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهذا يعطي المستثمر تعريفا بتفاصيل رحلات العمرة ليدعم أي دراسات لصناعات القرار الاستثماري.
القسم الثاني «البيئة الاستثمارية لقطاع الحج والعمرة» يوضح عددا من المؤشرات الرئيسية والإحصاءات وتحليلا متعمقا للقطاعات الفرعية الواعدة في الحج والعمرة. ويتحدث عن المجالات الاستثمارية بتفاصيلها ومعلوماتها وبياناتها ليدعم الدراسات والقرارات الاستثمارية.
أما القسم الثالث «تسهيل الاستثمار في قطاع الحج والعمرة»، والذي يقدم تحليلا لإطار العمل الذي يتكون من ثمانية محاور قامت المملكة بمعالجتها وتعزيزها لتسهيل الاستثمار، وهي؛ الحجاج والمعتمرون والزوار، والسلوك الاجتماعي، ورأس المال المالي، والأنظمة والقوانين، وتسهيل الاستثمارات، والمهارات والمواهب، والبنية التحتية، وإمكانات السوق، حيث يؤدي ذلك إلى فهم أفضل لبيئة الاستثمار في قطاع الحج والعمرة في المملكة.
والقسم الرابع «الاهتمام بالاستثمار في قطاع الحج والعمرة» الذي يهدف إلى توجيه المستثمرين المهتمين بالاستثمار لمعرفة مزيد من المعلومات حول الجهات الحكومية ذات الصلة، على سبيل المثال وزارة الاستثمار، واستثمر في السعودية، والهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وكدانة، والمقر، وغرفة مكة المكرمة، وغرفة المدينة المنورة، وذلك للتواصل مع وزارة الاستثمار ووزارة الحج والعمرة لمناقشة الفرص والممكنات والتراخيص والدعم وكل ما يلزم.
«العمرة» أحد أهم الأركان الاستثمارية المهمة في المملكة، وهو قطاع واعد، فالمملكة استهدفت توسعات لاستيعاب أعداد كبيرة لتأدية العمرة والزيارة لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وتعمل على تعزيز البنية التحتية لتمكن المشاريع المختلفة المذكورة.