ضيف الله المتعاني

أخلاقيات الوسيط العقاري... ميزان الثقة قبل ميزان الربح

الاثنين - 20 أكتوبر 2025

Mon - 20 Oct 2025

في عالم العقار السريع، لا تقاس مكانة الوسيط بعدد العروض التي يملكها... بل بقيمه وسلوكه المهني.

الصفقة قد تتم في دقائق، أما السمعة فهي تبنى عبر المواقف... وتحفظ بالممارسات اليومية التي تصنع الثقة أو تهدمها.

وفيما يلي أهم المبادئ التي تميز الوسيط المحترف عن غيره:

- الصدق والشفافية

لا تبيع الوهم... ولا تلون الحقيقة.

فالمعلومة الدقيقة والواضحة - عن الموقع، الحالة، السعر، والتفاصيل - هي أول خيط ينسج علاقة الثقة بين الوسيط والعميل، وأول ما يقطع عند التضليل.

- احترام حقوق الزملاء

إذا سبقك زميل بعرض، فاحترم دوره.

ربما تربح صفقة بتجاوزك... لكنك تخسر سمعة، والسمعة رأس مال لا يعوض في هذا المجال.

- الاحتراف في التعامل

الوسيط المحترف لا ينافس بالإساءة، بل بتطوير نفسه.

النجاح لا يبنى على التقليل من الآخرين، بل على جودة الخدمة، وقوة الموقف المهني، واتساع شبكة الثقة.

- خصوصية الزميل والمعلومة المهنية

من أرفع صور الاحتراف أن يحترم الوسيط حدود علاقات الزملاء.

فإذا عرض عليك زميل موقعا عقاريا للتعاون، فليس من المهنية أن تسأله "من المالك؟ من صاحب العقار؟".

هذا السؤال يعد تجاوزا صريحا، وقد يفهم على أنه محاولة للالتفاف، وهو ما يضع الزميل في موقف حرج ويهز الثقة.

إن احترام خصوصية الزميل سلوك راقٍ يدل على وعي عميق بالمنظومة المهنية.

- الأمانة ركيزة النجاح

التحايل ليس ذكاء... بل طريق قصير نحو فقدان الثقة.

والصفقة التي تبنى على الغش تفقدك عشر صفقات نظيفة لاحقا.

- التوثيق حماية للجميع

الوسيط المحترف لا يعمل في الظل، بل تحت مظلة نظامية واضحة.

العقود الموثقة لا تحمي العميل والمالك فحسب، بل تحمي الوسيط ذاته من النزاعات وتثبت حقوقه.

- سرية العميل أمانة

أي معلومة تتعلق بالمالك أو المشتري أو ظروف الصفقة هي ملك خاص لا يجوز إفشاؤه.

ولا ينتهي هذا الالتزام بانتهاء العلاقة التعاقدية، بل يبقى واجبا أخلاقيا مستمرا.

وهو أيضا استحقاق نظامي، إذ تنص المادة (14) من ضوابط ممارسة الوساطة العقارية على عدم إفشاء أي معلومات أو تفاصيل متعلقة بالصفقات أو الأطراف إلا بموافقتهم كتابة.

- التعاون قوة لا ضعف

الوسيط الناجح لا يحتكر الفرص... بل يشاركها.

صفقة ناجحة واحدة بالتعاون مع زميل قد تفتح لك عشرات الفرص الأخرى.

الخلاصة، السوق العقاري مزدحم بالوسطاء... لكن القلة فقط هم من يعاد التعامل معهم بثقة.

الفرق الحقيقي لا تصنعه العقارات، بل الأخلاق التي تقف خلف كل صفقة.

فكن وسيطا يوثق فيه قبل أن يُتواصل معه، وكن قدوة في مهنة تقوم على الأمانة قبل العمولة.