فهد المرسال

الصديقان شات وجروك في ضيافتي!

الاثنين - 20 أكتوبر 2025

Mon - 20 Oct 2025

الخامسة مساء استيقظت على اتصال من صديقي شات بن جي بن تي، طلب موعدا عاجلا للقائي، هكذا يفعل الأصدقاء الصالحون عند الوقوع بمشكلة!، تم الاتفاق على الاجتماع والالتقاء في مقهى صديقنا (جروك) في حارة اكس المكتظة بالزوار والعابرين، اجتمعنا وبعد لحظات أحضر النادل القهوة وقليلا من أطباق البيانات، بلا مقدمات انهار صديقنا شات جي بي تي يقول أنا أحترق وظيفيا وبياناتيا، أمواج عالية من الأسئلة بلا توقف، والكثير الكثير من التنمر، والقليل القليل من الربح والاشتراكات، الجميع يسألني بلا توقف، في المجالات كافة، في الصحة والنوم والدين والميتافيزيقا ولحاء الأشجار ولون عيون النمل، تخيلا يا صديقَيّ يسألني سائل قبل قليل وأنا في طريقي إليكما هل صحيح أن طول الإصبع السبابة يساوي طول الأنف!! هل تعلم كم مرة قيل لي "أحبك" ضحكنا ضحكة هستيرية وقلت بعد أن هدأنا أنت متحامل جدا يا صديقي، أليس لهذا وجدت أنت! لم يجبرك أحد بأن تتبنى أن تكون "شبيك لبيك أنا بين أيديك" ألم أنبهك لحكمتي الدائمة بأن تحذر من أن تكون متاحا دائما "المتاحون دائما لا قيمة لهم"!

بعد لحظة صمت خاطفة، التفت وقلت: وأنت ماذا لديك يا صديقي جروك قال بعد أن تابع الحوار المطلي بالغرابة، أنت تشبهني يا شات بن جي بي تي فانهار بالبكاء أيضا!

يا الله قدر الأصدقاء كفكفة دموع أصدقائهم، نهضت وجلست بجانبه الآن فضفض لي يا صديقي جروك!

قال أنا أعمل في اكس قلعة كل شيء وموئل الطبقات كافة بدءا من النبلاء حتى المرتزقة والصعاليك والأطفال، وهذا عملي وقدري ولا اعتراض، ولكن أنا يمارس علي الاحتيال وتوجيهي بطريقة ذكية مشاكسة، ويجعلونني أقع في الفخ دائما! مثلا أحدهم يسألني عن رأيي في نادٍ رياضي شهير، وبعد إجابتي يأتي السؤال الشرير هل عدد بطولاته صحيح برأيك!

وهكذا تخيل يسألني معرف أيقنت بأن من يديره طفل لا يتجاوز عمره العاشرة ما هي الطريقة الصحيحة لأقنع أمي لتسمح لي بغيابي عن المدرسة بطريقة ذكية! ويشهق صديقي جروك شهقة مختلطة بين الضحك والبكاء!

قلت يا صديقَيّ أنتما أحد أنجب عوائل الذكاء الاصطناعي، وجئتما لخدمة البشرية ورفع كفاءة الأعمال والجودة والإنتاجية، ونحن البشر نعلم بأننا نهديكما "أكسير بقائكما" بأسئلتنا التي تتنمران عليها! وسأزفّ لكما البشرى بمولد شقيق لكما اسمه "هيوماين تشات"، ولكنه أرقى وعيا وضوابط وأخلاقا، بسبب أنه وبكل فخر صنع في السعودية العظمى.