بندر عبدالعزيز المنقور

الغبار السعودي... من مشكلة إلى فرصة

الاثنين - 20 أكتوبر 2025

Mon - 20 Oct 2025

تعاني أرض الجزيرة العربية من الغبار الذي يظهر بين الحين والآخر كعائق صحي وبيئي واقتصادي، وهو يكلف الدولة المليارات في التنظيف والصحة، فضلا على الإزعاج وضعف الرؤية وتآكل البنية التحتية. لكن في الحقيقة للغبار فوائد بيئية، مثل: تخصيب التربة، وله كذلك آثار إيجابية صناعية على الدول، وهذا ما أردت أن أطرحه في مقالتي: هل من الممكن تحويل تحدي الرمال والغبار إلى مشاريع مواد جديدة للبناء والدفاع والطاقة وغيرها؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟

لدينا الفرصة في تحويل الغبار إلى مادة خام مفيدة في عدة صناعات. مثلا: تحويل الرمال والغبار إلى مواد بناء متقدمة (خرسانة صديقة للبيئة)؛ من خلال مزجه مع الإسمنت، فبعض الأبحاث بينت أن الغبار الغني بالسيليكا يمكن أن يحسن المتانة ويزيد مقاومة التآكل. من الممكن كذلك الاستفادة منه من خلال ضغطه مع البوليمرات لإنتاج طوب خفيف ومتين ليكون مناسبا للبناء منخفض التكلفة. كما يمكن استخدامه في صناعة الفلاتر والمرشحات الخاصة بالطاقة الشمسية، فالغبار الغني بالمعادن يمكن تحويله إلى أغشية سيراميكية لتنقية المياه، أو من خلال تطوير مواد تمتص الملوثات أو الغازات الضارة، كما يمكن استغلاله في التطبيقات الدفاعية في إنتاج مواد (دهانات) ماصة للرادار أو طبقات عازلة، وأنظمة الحماية من الليزر.

ولكن كلامي هنا يبقى نظريا. ولتعظيم الفائدة عمليا أقترح إنشاء مراكز أبحاث وتطوير وطنية لتحويل الرمال والغبار إلى منتجات صناعية، أو دعم مراكز الأبحاث الحالية وتوجيهها للعمل في مثل هذه الأبحاث، وتشجيع الشراكات المحلية والدولية لإجراء الاختبارات المعيارية في مجال المواد المتقدمة، وتقديم حوافز للشركات الناشئة التي تبتكر حلولا لمشكلة الغبار. وفق الله بلادنا لما فيه الخير والصلاح.