الأفلام والسينما السعودية

تفاجأت بأن عدد التذاكر المباعة لحضور السينما السعودية وصل إلى 17.5 مليون تذكرة خلال العام الماضي 2024م، فأخذني فضولي لمقارنته بعدد الجمهور الرياضي لدوري روشن السعودي، فتحققت من موقع الدوري ووجدت بأن حضور السينما (سبعة أضعاف) حضور جميع مباريات دوري روشن والذي وصل إلى 2.5 مليون متفرج طوال العام الماضي بالكامل.

إقبال كبير على حضور السينما السعودية، حيث إن متوسط الحضور اليومي 48 ألف تذكرة يوميا، وبلغت الإيرادات السنوية 845 مليون ريال خلال العام الماضي في دور السينما البالغ عددها 64، والتي تحتوي على 630 شاشة عرض.

شكلت الأفلام الأمريكية ما نسبته 61% من إجمالي الإيرادات في شباك التذاكر السعودي، تلتها أفلام من مصر فالسعودية ثم الهند واليابان، والبقية. كما تصدرت أفلام الأكشن والكوميديا قائمة الأنواع الأعلى من حيث الإيرادات وأعداد التذاكر المباعة. وخلال العام، عرضت صالات السينما السعودية 18 فيلما سعوديا.

سجلت المملكة العربية السعودية أعلى إيرادات شباك تذاكر على المستوى الوطني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2024، بإجمالي بلغ 845 مليونا، وجاءت في المرتبة الثانية دولة الإمارات العربية المتحدة بإيرادات بلغت 793 مليونا، ثم تركيا بـ549 مليونا، فالكويت بإيرادات 184 مليونا. تفاصيل اقتصادية كثيرة في التقرير السنوي لصناعة الأفلام السعودية لعام 2024م لهيئة الأفلام.

ويأتي بعد ذلك في الترتيب إيرادات عمان من السينما، ثم العراق ولبنان والأردن ومصر، وكل من هذه الدول حققت إيرادات أقل من 100 مليون ريال. وجميع الأرقام وبتفاصيل أوسع منشورة في التقرير السنوي لصناعة الأفلام السعودية لعام 2024م.

وعلى الصعيد العالمي، فاز أكثر من 50 فيلما سعوديا بجوائز معتبرة، بينها 11 فيلما مدعوما من برامج الحوافز، وبعض هذه الجوائز لأفلام لم تعرض في السينما السعودية، أو عرضت في سنة سابقة أو ستعرض في سنة لاحقة. وبعض الجوائز تشمل أفلاما قصيرة أو وثائقية. جهود كبيرة تبذلها «هيئة الأفلام» لتعزيز المشاركات والجوائز المحلية والدولية.

وأطلقت «هيئة الأفلام» مجموعة من برامج التمويل لدعم الإنتاج المحلي وجذب الإنتاجات العالمية، من أبرزها برنامج «ضوء» و«الاسترداد المالي»، وقد أسهمت هذه المبادرات في دعم العشرات من المشاريع السينمائية، بما في ذلك أعمال سعودية حققت نجاحا جماهيريا، إضافة إلى إنتاجات دولية كبرى جرى تصويرها داخل المملكة، وتعد هذه البرامج عنصرا محوريا في بناء منظومة إنتاج متكاملة، وتحفيز الشراكات مع كبرى الشركات العالمية، بما يعزز تنافسية المملكة على خريطة صناعة السينما.

64 مشروعا سينمائيا تم دعمها من هيئة الأفلام منذ تأسيس هيئة الأفلام عام 2020م وحتى نهاية العام الماضي 2024، وقد بلغ إجمالي الإنفاق التقديري على الإنتاجات داخل المملكة مليار ريال نتيجة برامج الدعم.

قادت هيئة الأفلام نهضة نوعية للقطاع عبر دعم عشرات المشاريع السينمائية، وعززت من مكانة المملكة كموقع تصوير عالمي عبر استقطاب إنتاجات محلية ودولية وتطوير بنية تحتية متقدمة، كما أسهمت مبادراتها وبرامجها التدريبية في تمكين المواهب الوطنية وترسيخ حضور السينما السعودية عالميا.

وقد شارك خلال العام الماضي 2024م أكثر من 5000 متدرب في 25 برامجا تدريبيا، بالإضافة إلى مبادرة « فيلماثون» التي دمجت بين التدريب الرقمية والابتكار العلمي. وبلغ عدد المشاريع السينمائية المدعومة من برنامجي «ضوء» وبرنامج «الاسترداد المالي»، بلغ 64 مشروعا منذ تأسيس هيئة الأفلام عام 2022م.

السينما والأفلام والإنتاج المحلي واستضافة الأفلام الأجنبية لا شك بأنها قطاع واعد، وكبير، حيث إن إيرادات شباك التذاكر عالميا حوالي 120 مليار ريال. ومحليا، بلغ عدد شركات الإنتاج 65 شركة، وشركات التوزيع 7 شركات، وبلغ إجمالي الإنفاق على المشاريع المدعومة 1.08 مليار ريال، ونتأمل في السنوات القادمة تقدما كبيرا لهذا القطاع.