زيد الفضيل

هند رجب وشقيقاتها

السبت - 11 أكتوبر 2025

Sat - 11 Oct 2025



في استبيان أعلنت عنه محطة CNN الأمريكية مؤخرا حول موقف الشعب الأمريكي من القضية الفلسطينية وطبيعة تعاطفهم معها مؤخرا في مقابل ما اشتهر من تعاطف كبير إزاء إسرائيل، أوضحت أن تحولا تاريخيا كبيرا أبانت عنه استطلاعات الرأي الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية، حيث تحولت من الرفض المطلق إلى الدعم، في مقابل ضمور التعاطف مع إسرائيل، بل وعدم الاهتمام بموضوع معاداة السامية الذي بموجبه تسلط الإسرائيليون على كل من يبدي بعض معارضة إزاء سياستهم.

في الاستطلاع الأخير المشار إليه آنفا وضح أن 80% من فئة الشباب من الجمهوريين والديموقراطيين متعاطفون مع القضية الفلسطينية، وأن من يؤيد إسرائيل هم من كبار السن، على أن فارقا كبيرا بين نسبة الشباب ونسبة كبار السن، وهذا يعني أن سطوة إسرائيل قد خفتت، وهو مؤشر مهم في إطار حيثية الصراع العربي الإسرائيلي مستقبلا.

يأتي هذا التحول في السياق الأمريكي ليكون متسقا مع واقع التحول العالمي إزاء قضية فلسطين التي فجرتها مظلومية غزة وما ارتكبته الآلة الحربية الإسرائيلية من مجازر وجرائم إبادة بحق المجتمع الفلسطيني الأعزل، وهو تحول لم يكن للإعلام العربي أي دور فيه، بل تعاظم بشكل عفوي بين شعوب العالم، ولم تتمكن الآلة الإعلامية اليهودية والتي امتلكت مقود الإعلام خلال العقود السالفة من أن توقفه، أو تخفف من حدته، حتى أن أشهر المذيعين وحتى أشهر البرامج لم تتمكن من مواجهة هذا المد العادل للشعوب إزاء مظلومية الشعب الفلسطيني، فكان أن ارتفع صوت الحق على الباطل، وانتصر الدم على السيف، واضطر الرئيس ترامب الذي خسر بمواقفه الداعمة لإسرائيل، لأن يتدخل ويفرض على نتنياهو وحكومته وقف إطلاق النار، في محاولة منه لاستعادة زمام المبادرة السياسية، وبخاصة من بعد تقاطر دول العالم للاعتراف بدولة فلسطين.

هكذا تغير المشهد، ولم تحقق إسرائيل أي نصر استراتيجي سوى ما أقدمت عليه من قتل وتدمير وخراب، والسؤال: كيف نستثمر هذا الدعم الكوني ونستفيد من هذا التحول العالمي إزاء القضية الفلسطينية؟ كيف نجعله حاضرا ومستمرا قبل أن تزهقه الآلة الإعلامية اليهودية مرة أخرى، مع الإشارة إلى قيامهم مؤخرا بشراء تطبيق «التيك توك» والذي كان خارجا عن سيطرتهم في الفترة السالفة؟ ما الذي يجب فعله على صعيد مؤسسات المجتمع المدني العربية والعالمية للحفاظ على هذا التأييد الشعبي الكبير؟ أليس من الواجب على القادرين دعم تأسيس منظمات مدنية في مختلف دول العالم، تحكي قصص نضال شعب عربي فلسطيني أعزل لم يتوان الإسرائيلي في تدميره وإزهاق روحه دون أي تمييز بين طفل وعجوز، امرأة ورجل، كما هو الحال مع مؤسسة هند رجب والتي كان لها الدور الفاعل في إزالة بعض الضباب عن أعين المجتمع الأوروبي؟

هي تساؤلات أنفثها راجيا أن تجد من يتبنى تفعيلها ويعمل على تحقيق غاياتها سواء في الإطار الحكومي الرسمي أو شبه الرسمي على الصعيد العربي بوجه عام والفلسطيني بوجه أخص. وهي تساؤلات أرجو أن يعيها الساسة الفلسطينيون ويدركون أن ضعفهم كامن في فرقتهم، وأن وحدتهم أساس انتصارهم، فهل إلى ذلك سبيل؟