(فكر الأمير محمد بن سلمان.. من الرؤية إلى صناعة وعي عالمي جديد) قراءة في صناعة الخطاب
الاثنين - 06 أكتوبر 2025
Mon - 06 Oct 2025
في زمن تتبدل فيه الموازين، وتتسارع التحولات، تولد من قلب اللحظة شخصيات نادرة تعيد رسم خرائط التاريخ، وتصوغ بوعيها العميق واتساع رؤيتها مسارات المستقبل. وأنا أسطر هذه الصفحات؛ لأتشرف بالحديث عن شخصية صاحب السمو الملكي الأمير: محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء، الذي وصف بأنه إذا قال فعل، وإذا فعل أنجز، وإذا أنجز أبهر، وهو في ذلك يترسم خطا المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - حين وضع مبدأه بقوله (أنا لست من رجال القول الذين يرمون القول بغير حساب فأنا رجل عمل إذا قلت فعلت). فسمو ولي العهد، ليس مجرد قائد، بل ظاهرة فكرية واستراتيجية جديرة أن تقرأ لا أن تروى، ويتأمل في خطابها كما يتأمل في الفلسفات الكبرى لا في الكلمات العارضة. ليست المسألة فقط في حضوره أو ظهوره، بل في النسق الفكري الجديد الذي يعيد إنتاجه عبر كل موقف وخطاب ورؤية. فالرجل لا يصنع حدثا فحسب، بل يعيد بناء معناه، ويعيد تأطير العلاقة بين المملكة العربية السعودية، والعالم برمزية دقيقة تحول الاستثمار إلى أداة أمن، والسيادة إلى مشروع تنموي، والرؤية إلى بنية قيمية عالمية.
ففي خطاب موجز لسموه في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، لا تتحدث الكلمات فقط، بل تتكلم الرموز، وتتوالى الإشارات، ويغدو النص خريطة سياسية، واقتصادية، وأمنية في آن واحد. نقرأ في العبارة الواحدة ثلاث طبقات من المعنى: ظاهر لغوي، ورمز سياسي، ومرجع أيديولوجي. فالحديث عن "شراكة تاريخية" ليس مجاملة دبلوماسية، بل هو تثبيت سردي لسياق تحالفي تعاد كتابته كمنظومة متجذرة، لا علاقة مصالح آنية. فكر سمو ولي العهد في هذا الخطاب يتجاوز اللغة؛ إنه يمارس ما يمكن تسميته بـ"الهندسة المعنوية" للعلاقات الدولية، إذ يعيد توزيع أوزان المفاهيم: يجعل من الاقتصاد مدخلا للسلام، ومن التقنية أداة للسيادة، ومن الشراكة منصة للتوازن الجيوسياسي، مستخدما أدوات خطابية ذكية تفعل رمزية الأمن بوصفه ناتجا لا للردع العسكري فحسب، بل للتمكين التنموي والتفوق الصناعي والمعرفي.
إن خطابات وتصريحات سمو ولي العهد، وإدارته للمواقف أبهرت قادة العالم العربي والغربي، ففي عام 2017، عبر مجلة تايم الأمريكية اختاره القراء شخصية العام. واختارته المجلة الأمريكية فورين بوليسي بقائمتها السنوية لأهم مائة مفكر في العالم. وفي عام 2018 قامت مجلة فوربس باختياره ضمن قائمة فوربس لأكثر الشخصيات تأثيرا في العالم. وفي عام 2024 تعلن (RT) تصدر ولي العهد، للعام الرابع على التوالي؛ بلقب (الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيرا)، وهذا كله يعكس قوة شخصيته ومكانته القيادية؛ حيث نال إعجاب الساسة والإعلاميين في العالم، وتدل هذه الصدارة التي حققها سمو ولي العهد، عن شخصية فريدة، وفي هذا السياق لا عجب أن تتوالى الإشادات العالمية، بل تجمع منصات الفكر، والاقتصاد على توصيفه بأنه قائد يصنع النموذج لا يتبعه، يعيد توزيع مراكز التأثير لا يسير خلفها.
الخطاب الذي يخرج من فكر سمو ولي العهد لا يبنى على التنميق، بل على البناء الفلسفي لمفاهيم الدولة، إعادة تعريف الذات الوطنية، والسيادة الإنتاجية، والشراكة ذات العمق الأخلاقي والإنساني، وتحويل "رؤية 2030" من وثيقة حكومية إلى أيديولوجيا سيادية حديثة، تتكئ على التمكين، والتحول، والاعتماد على الذات، وتقدم المملكة للعالم بصورتها الجديدة: قوية، وراسخة ومبادرة، في قلب النظام العالمي.
ولعل أبرز تجليات هذا الفكر هو الدمج الإبداعي بين الاقتصاد والأمن في لحظة واحدة من الخطاب "عملنا المشترك لا يقتصر على التعاون الاقتصادي فقط، بل يمتد إلى العمل على إحلال الأمن والسلام". هنا لا نسمع سياسة، بل نقرأ استبصارا استراتيجيا يعيد رسم حدود التأثير السعودي من الاقتصاد إلى الأمن، ومن التنمية إلى السلم العالمي، ويظهر كيف تحول رؤية وطن إلى منظومة تغيير دولية. كما نجد توظيف مجموعة من الإشارات السيميائية (الرمزية) التي تستخدم لتقديم سردية أيديولوجية منها (تأكيد الذات الوطنية: المملكة تحقق معظم مستهدفات رؤية 2030) هذه العبارة تحمل دلالة تمجيدية رمزية للمشروع الوطني السعودي، وهي تؤسس لأيديولوجيا السيادة التنموية والاستقلال الاقتصادي، حيث تقدم المملكة كدولة فاعلة ومبادرة في تحقيق أهدافها، واللقاء الرمزي بين الرؤيتين. التحليل السيميو أيديولوجي يظهر أن هذا التوازي بين الابتكار الأمريكي ورؤية السعودية ليس عرضيا، بل يستخدم رمزيا لصياغة تحالف قيمي وأيديولوجي، حيث يقدم هذا التعاون الاقتصادي كفضاء لتبادل القيم الحداثية: كالتمكين، والابتكار، والتقدم، والانفتاح. وهذا التوازي يسهم في إعادة تشكيل صورة الشراكة، بحيث تتجاوز المنفعة التجارية لتصبح تحالفا رمزيا بين نمطين تنمويين، ما يعيد تأطير العلاقة بوصفها جزءا من تحولات جيوسياسية عميقة تعيد توزيع مراكز الفعل والتأثير في المنطقة، ورمزية الاستقرار والسلام. "يمتد إلى العمل على إحلال الأمن والسلام في المنطقة والعالم". هذا التصريح من سمو ولي العهد لا ينتمي فقط إلى حقل السياسة الأمنية، بل أيضا إلى الحقل السيميو-أيديولوجي، لأنه يوظف رمزية "السلام بوصفه قيمة عليا يبنى عليها الخطاب، مما يمنح المبادرات السعودية - الأمريكية بعدا إنسانيا وأخلاقيا، وبهذا يظهر أن كلمات سمو ولي العهد، في المنتدى ليست وثيقة دبلوماسية، بل خريطة أيديولوجية مشفرة، نقرأ فيها رمزية القيادة، وعبقرية اللحظة، وفلسفة بناء الدولة الكبرى.
وكل ذلك في إطار يتسم بالقوة، والاتزان، والإقناع، وهي السمات التي جعلت سمو ولي العهد يتفرد، لا فقط بمنصبه، بل بمكانته في الوعي العالمي. هكذا تكتب الزعامة من جديد، لا بوصفها سلطة، بل باعتبارها مشروع فكر، وميلاد وعي جديد.
ففي خطاب موجز لسموه في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، لا تتحدث الكلمات فقط، بل تتكلم الرموز، وتتوالى الإشارات، ويغدو النص خريطة سياسية، واقتصادية، وأمنية في آن واحد. نقرأ في العبارة الواحدة ثلاث طبقات من المعنى: ظاهر لغوي، ورمز سياسي، ومرجع أيديولوجي. فالحديث عن "شراكة تاريخية" ليس مجاملة دبلوماسية، بل هو تثبيت سردي لسياق تحالفي تعاد كتابته كمنظومة متجذرة، لا علاقة مصالح آنية. فكر سمو ولي العهد في هذا الخطاب يتجاوز اللغة؛ إنه يمارس ما يمكن تسميته بـ"الهندسة المعنوية" للعلاقات الدولية، إذ يعيد توزيع أوزان المفاهيم: يجعل من الاقتصاد مدخلا للسلام، ومن التقنية أداة للسيادة، ومن الشراكة منصة للتوازن الجيوسياسي، مستخدما أدوات خطابية ذكية تفعل رمزية الأمن بوصفه ناتجا لا للردع العسكري فحسب، بل للتمكين التنموي والتفوق الصناعي والمعرفي.
إن خطابات وتصريحات سمو ولي العهد، وإدارته للمواقف أبهرت قادة العالم العربي والغربي، ففي عام 2017، عبر مجلة تايم الأمريكية اختاره القراء شخصية العام. واختارته المجلة الأمريكية فورين بوليسي بقائمتها السنوية لأهم مائة مفكر في العالم. وفي عام 2018 قامت مجلة فوربس باختياره ضمن قائمة فوربس لأكثر الشخصيات تأثيرا في العالم. وفي عام 2024 تعلن (RT) تصدر ولي العهد، للعام الرابع على التوالي؛ بلقب (الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيرا)، وهذا كله يعكس قوة شخصيته ومكانته القيادية؛ حيث نال إعجاب الساسة والإعلاميين في العالم، وتدل هذه الصدارة التي حققها سمو ولي العهد، عن شخصية فريدة، وفي هذا السياق لا عجب أن تتوالى الإشادات العالمية، بل تجمع منصات الفكر، والاقتصاد على توصيفه بأنه قائد يصنع النموذج لا يتبعه، يعيد توزيع مراكز التأثير لا يسير خلفها.
الخطاب الذي يخرج من فكر سمو ولي العهد لا يبنى على التنميق، بل على البناء الفلسفي لمفاهيم الدولة، إعادة تعريف الذات الوطنية، والسيادة الإنتاجية، والشراكة ذات العمق الأخلاقي والإنساني، وتحويل "رؤية 2030" من وثيقة حكومية إلى أيديولوجيا سيادية حديثة، تتكئ على التمكين، والتحول، والاعتماد على الذات، وتقدم المملكة للعالم بصورتها الجديدة: قوية، وراسخة ومبادرة، في قلب النظام العالمي.
ولعل أبرز تجليات هذا الفكر هو الدمج الإبداعي بين الاقتصاد والأمن في لحظة واحدة من الخطاب "عملنا المشترك لا يقتصر على التعاون الاقتصادي فقط، بل يمتد إلى العمل على إحلال الأمن والسلام". هنا لا نسمع سياسة، بل نقرأ استبصارا استراتيجيا يعيد رسم حدود التأثير السعودي من الاقتصاد إلى الأمن، ومن التنمية إلى السلم العالمي، ويظهر كيف تحول رؤية وطن إلى منظومة تغيير دولية. كما نجد توظيف مجموعة من الإشارات السيميائية (الرمزية) التي تستخدم لتقديم سردية أيديولوجية منها (تأكيد الذات الوطنية: المملكة تحقق معظم مستهدفات رؤية 2030) هذه العبارة تحمل دلالة تمجيدية رمزية للمشروع الوطني السعودي، وهي تؤسس لأيديولوجيا السيادة التنموية والاستقلال الاقتصادي، حيث تقدم المملكة كدولة فاعلة ومبادرة في تحقيق أهدافها، واللقاء الرمزي بين الرؤيتين. التحليل السيميو أيديولوجي يظهر أن هذا التوازي بين الابتكار الأمريكي ورؤية السعودية ليس عرضيا، بل يستخدم رمزيا لصياغة تحالف قيمي وأيديولوجي، حيث يقدم هذا التعاون الاقتصادي كفضاء لتبادل القيم الحداثية: كالتمكين، والابتكار، والتقدم، والانفتاح. وهذا التوازي يسهم في إعادة تشكيل صورة الشراكة، بحيث تتجاوز المنفعة التجارية لتصبح تحالفا رمزيا بين نمطين تنمويين، ما يعيد تأطير العلاقة بوصفها جزءا من تحولات جيوسياسية عميقة تعيد توزيع مراكز الفعل والتأثير في المنطقة، ورمزية الاستقرار والسلام. "يمتد إلى العمل على إحلال الأمن والسلام في المنطقة والعالم". هذا التصريح من سمو ولي العهد لا ينتمي فقط إلى حقل السياسة الأمنية، بل أيضا إلى الحقل السيميو-أيديولوجي، لأنه يوظف رمزية "السلام بوصفه قيمة عليا يبنى عليها الخطاب، مما يمنح المبادرات السعودية - الأمريكية بعدا إنسانيا وأخلاقيا، وبهذا يظهر أن كلمات سمو ولي العهد، في المنتدى ليست وثيقة دبلوماسية، بل خريطة أيديولوجية مشفرة، نقرأ فيها رمزية القيادة، وعبقرية اللحظة، وفلسفة بناء الدولة الكبرى.
وكل ذلك في إطار يتسم بالقوة، والاتزان، والإقناع، وهي السمات التي جعلت سمو ولي العهد يتفرد، لا فقط بمنصبه، بل بمكانته في الوعي العالمي. هكذا تكتب الزعامة من جديد، لا بوصفها سلطة، بل باعتبارها مشروع فكر، وميلاد وعي جديد.