عبدالله علي بانخر

مواسم ذروة وانخفاض المشاهدة التلفزيونية في ظل التحديات الرقمية

الأحد - 05 أكتوبر 2025

Sun - 05 Oct 2025



بعد أن تقلصت القاعدة الجماهيرية العريضة للشاشة الصغيرة (التلفزيون)، وتشتت جزء كبير منها على يد المنصات الرقمية وخدمات البث عبر الإنترنت (Streaming). عالميا، تقدر حصة البث التلفزيوني العام (Broadcasting) بحوالي 76% من المشاهدات، بينما تذهب نسبة 24% الأخرى للمشاهدات عبر المنصات والمواقع في عام 2024، ومن المتوقع أن تزيد هذه النسبة في عام 2025.

لقد اختفت ساعات الذروة اليومية المعتادة (Peak Time) التي كانت مجدولة في فترات المساء والسهرة. وبدلا من ذلك، ظهرت فترات ذروة متفرقة على مدار اليوم، إلى جانب فترات انخفاض في المشاهدة.

هذا التغيير طال حتى مواسم الذروة والمناسبات العامة، مثل شهر رمضان، واحتفالات اليوم الوطني والتأسيس، والعطلات الأسبوعية والأعياد. ففي رمضان تحديدا، كانت ساعات الذروة القصوى تقع بين أذان المغرب والعشاء، أو بعد صلاة التراويح، خاصة في الأيام العشرين الأولى قبل صلوات التهجد. اليوم، تتعرض هذه الفترات إلى الاختراق بفترات انخفاض للمشاهدة، وتحل محلها فترات مشاهدة مختلفة، كنتيجة للتغيرات المستمرة في سلوكيات التعامل مع التلفزيون كوسيلة إعلامية جامعة للأسرة والمجتمع.

وقد قسمت المشاهدة التلفزيونية، وفق أدق الدراسات الإعلامية، إلى النماذج التالية:

- المشاهدة التلفزيونية العامة (Broadcasting):

- الأعلى/ الذروة: بلغ متوسط ساعات المشاهدة التراكمية 5:10 ساعات خلال الأيام الأولى من رمضان 2025.

- الأدنى/ الأقل: بلغت المشاهدة التراكمية في العام نفسه حوالي 4:10 ساعات. في حين في غير المواسم تتراوح الذروة والانخفاض بين 3 - 4 ساعات على أقل وأقصى تقدير.

- المشاهدة التلفزيونية الخاصة المباشرة (Streaming): لا تزال تمثل حوالي 24% من إجمالي المشاهدة التلفزيونية خلال عام 2025.

- المشاهدة التلفزيونية الجماعية الفورية (Now - Live): تمثل حوالي 97% من إجمالي المشاهدة خلال اليوم في عام 2025.

- المشاهدة التلفزيونية الفردية اللاحقة والمسجلة (Later Same Day): تمثل حوالي 3% من إجمالي المشاهدة اليومية.

- المشاهدة التلفزيونية الفردية المتفرقة اللاحقة (Later 7+): المسجلة خلال سبعة أيام وأكثر، ولا تمثل أكثر من 2% من إجمالي مشاهدة المحتوى ذاته خلال أسبوع.

الخلاصة: هناك تراجع ملحوظ للمشاهدات التلفزيونية الجماعية الفورية، مقابل تزايد تدريجي ملحوظ للمشاهدات التلفزيونية الفردية غير الفورية. ومن المتوقع أن يشهد الأسلوب التقليدي للمشاهدة الجماعية المزيد من الانخفاض والتراجع، وأن يزداد الأسلوب غير التقليدي (الفردي). وقد تصل نسبة المشاهدة التقليدية إلى أقل من 50%، بينما تتجاوز نسبة المشاهدة غير التقليدية 50%، بدءا من العام القادم 2026.